قصة الضوء الأسود

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر القصة من روائع الأدب الأمريكي، وقد تم التطرق من خلال مضمون القصة للحديث حول أحد العملاء الفيدراليين الذي يكشف وجود مؤامرة تستهدف قتل العديد من المواطنين الأبرياء، إذ يجد نفسه في مرمى نيران مع المسؤول عنه، إذ أنه كان من القائمين على تلك العملية، وهو ما يكن له احترام وتقدير كبيرين جراء مساعدته له في حادثة تعرض لها أثناء الحرب، إلا أنه في النهاية أصر على تطبيق القانون.

قصة الضوء الأسود

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة حول الشخصية الرئيسية فيها وهي شابة في مقتبل العمر تدعى صوفيا، وقد كانت تلك الشابة تعمل كناشطة سياسية، وفي يوم من الأيام بينما كان هناك تجمع حاشد في إحدى أشهر المدن في الولايات المتحدة الأمريكية وعاصمتها واشنطن، وفي ذلك التجمع كان يدور النقاش حول مساواة المرأة والمساواة العرقية، وقد تحدث صوفيا بما يناسب معتقداتها وأفكارها، ولكن ما كان مفاجئ أنه بعد مغادرة صوفيا ذلك التجمع وهي في طريقها إلى منزلها صدمتها سيارة وتوفيت على إثر ذلك الاصطدام، وقد حدث ذلك في تلك اللحظة التي وصلت بها إلى عتبة منزلها، ولم يتم التعرف على سائق السيارة إذ سرعان ما همّ بالفرار.

وقد كان من بين المتواجدين في التجمع الحاشد شخص يدعى ترافي، وهو ما يعرف عنه بأنه أحد أبرز المحاربين القدامى الذين شاركوا في حرب فيتنام، وفي ذلك الوقت كان يعمل كمدير مكتب التحقيقات لدى أحد الشخصيات المهمة والبارزة في الدولة والذي يدعى الفدرالي غابرييل، وقد كانت مهمة ترافي هي جلب أي عملاء أو شهود تكون مواقفهم غير مستقرة أو صعبة أو معرضة حياتهم للخطر.

وأثناء ذلك التجمع يتمكن السيد ترافي من أن يقوم بتهريب الناشطة من بين وسط تلك الجماعات الغاضبة، حيث أنه في لحظة من اللحظات بينما كانت صوفيا تتحدث كانوا يرغبون في لو أنهم يتمكنون من الفتك بها، وبعد أن تمكن من تهريبها توجه من أجل أن يقوم بمقابلة المسؤول عنه، والذي دار بينهم الحديث في أن الأساس في مهمتهم هو المحافظة على السلام كما نوه له الرئيس أن الحكومة في مثل تلك الحشود يتوجب عليها أن تستخدم الخوف للسيطرة على الجماهير.

وبعد أن انتهى ترافي من الحديث مع مسؤوله أخبره أنه تهالك جسده من العمل وأنه حان الوقت من أجل التقاعد وقضاء بقية حياته مع ابنته الوحيدة وحفيدته، وبالفعل هذا ما حدث إذ تم إحالته على التقاعد وذهب من أجل الإقامة في منزل ابنته الوحيدة، وبعد قضاءه فترة معهم بدأت ابنته تنزعج من تعامله مع ابنتها، وقد وصفت أسلوبه أنه مرتاب تماماً مثل تلك الحياة التي كان تعيشها معه، فكل شيء عنده بنظام وترتيب ودقة، وفي تلك الأثناء بينما كان ينظر زوج ابنته إليه ويفكر في طريقة تعامله مع طفلته تردد في أن يطلب منه الرحيل من منزلهم.

وفي ذلك الوقت بعد أن نشرت الصحف اليومية عن خبر وفاة صوفيا قامت إحدى الصحفيات والتي تدعى ميرا جونز بتتبع أحداث القضية حول مقتل صوفيا، وقد صرحت أن ذلك الحادث لا يمكن أن يكون حادث سير عادي كما اعتبرته الشرطة، وإنما أشارت إلى أن الحادث تم بفعل فاعل، وما أكد شكوكها أن تلك السيارة التي صدمت صوفيا لم تكن تحمل أي لوحة أرقام.

وحينما أشاعت الصحفية هذا الأمر على الملأ قامت عناصر الشرطة بالتشكيك في بعض الأشخاص، كما تم إلقاء القبض على رجل مشتبه به، حيث أن ذلك الرجل كان بحوزته سلاح ويقف بشكل متكرر خارج مكتب التحقيقات، وأثناء إلقاء القبض عليه من أمام مكتب التحقيقات حاول أن يقاوم الشرطة والهرب، وهنا تم استدعاء السيد ترافي وتكليفه بأن يقوم بتلك المهمة والتحقيق مع ذلك الرجل والذي يدعى دستي كرين، وبعد أن قام ترافي باستجوابه طلب دستي التواصل مع الصحفية التي أثارت الشكوك حول القضية.

وفي تلك اللحظة وعد دستي ترافي أن يعترف له بكل شيء بعد مقابلة الصحفية، حينها صدقه ترافي وقام بتقييده وأخذه بسيارته لمقابلة الصحفية، إلا أن ما حصل أن دستي نجح في الفرار، وسرعان ما قام ترافي بمطارته، لكن دستي اختفى عن الأنظار وهنا تحدث ترافي مع مسؤوله وأخبره بما حدث، كما أخبره أن هناك الكثير من الأمور التي لمح إليها دستي ويرغب في معرفتها، وهنا أوعز به الرئيس إلى أن يقوم بالاتصال مع الصحفية والاتفاق على موعد باللقاء بها، وبالفعل حصل ذلك واتفقا على اللقاء في أحد المتاحف.

وبينما كان يسير ترافي من أجل اللقاء بالصحفية كان ينظر هنا وهناك من أجل تتبع الطرقات في محاولة منه لرؤية دستي، وبالفعل شاهده، ولكن سرعان ما تم إطلاق النار عليه من شخص لم يعرف من هو، وبعد أن وصل إلى المتحف والتقى بالصحفية أخبرته أن دستي اتصل بها من قِبل وادعى أنه لديه معلومات حول عملية سرية للغاية تسمى مشروع الوحدة والتي تسعى إلى قتل عدد كبير من المدنيين الأبرياء، بما في ذلك صوفيا.

وحين انتهى اللقاء أخبر ترافي رئيسه بشأن تلك المعلومات التي عرفها حول مشروع الوحدة، كما أخبره أنه من ضمن قائمة الأسماء التي ترغب بالقيام بتلك العملية، لكن الرئيس ادعى البراءة، ولكن في هذه المرة حذره ترافي من ذلك الأمر، بالإضافة إلى تذكيره له أنه قد تستر عليه في السابق في عدة عمليات اندرج اسمه فيها.

وفي تلك الأثناء عادت الصحفية إلى إثارة قضية أخرى من جديد، وفي هذه المرة حول قصة مقتل دستي، لكن مدير التحرير في الصحيفة قام بنشر القصة تحت اسمه، وفي مساء ذلك اليوم بينما كان رئيس التحرير عائد إلى منزله تتبعه سيارة دفع رباعي تتميز بلونها الأسود، وقد لاحظ ذلك الأمر وحاول الفرار، ولكن تم قتله بذات الطريقة التي قتلت فيها صوفيا.

وفي اليوم التالي اختفت ابنة ترافي الوحيدة وطفلتها وزوجها، ولم يعد يعلم عنهم أي شيء، وهنا تتوجه الصحفية إلى ترافي وتقنعه بأن يقوم بالتعاون معها ومساعدتها من أجل أن يتوصلوا إلى كشف لغز مشروع الوحدة ووفاة كل من صوفيا ودستي واختفاء عائلته، وافق توافي وأول ما أخبرها به هو أن مسؤوله كان لديه مكان آمن في منزله يخفي به كافة أسراره الحكومية، ومن هنا أول خطوة قام بها هو أنه ذهب إلى منزل مسؤوله وأجبره على فتح الخزنة والتي تفتح بواسطة قرص صلب، إذ كان بها معلومات حول مشروع الوحدة.

ولكن ما حدث هنا هو أن المسؤول همّ بالفرار بمساعدة مجموعة كبيرة من العملاء الذين يشترك معهم في العملية، وذلك بعد أن حصلت بينه وبين ترافي معركة بالأسلحة النارية، وبعدما أن تمكن ترافي من إخراجهم من منزل المسؤول قام باستخدام القرص الصلب وفتح الخزنة، وحينما اطلع على المعلومات مع الصحفية اكتشف أن دستي كان بالأصل مكلف في مهمة قتل صوفيا، ولكنه وقع في حبها ولم يتمكن من استكمال المهمة.

وحينما شعر مسؤوله بذلك كلّف شخص أخر من أجل قتلها بدلًا منه، وفي النهاية واجه ترافي المسؤول بتلك المعلومات التي توصل إليها حول مشروع الوحدة وأجبره على تسليم نفسه للشرطة، لبى المسؤول طلبه فلم يكن أمامه سوى ذلك فقد كُشف أمره على الملأ، كما أن المسؤول قام بإخبار ترافي عن المكان الذي حبس به ابنته الوحيدة وزوجها وطفلتها، واستكملت الصحفية عملها بنشر قصة مشروع الوحدة.

المصدر: كتاب ألوان من القصص القصيرة في الأدب الأمريكي - عباس محمود العقاد - 1963


شارك المقالة: