قصة الطمع يسبب الألم

اقرأ في هذا المقال


دائماً ما نسمع المثل الذي يتراود على الألسنة “الطمع  قل ما نفع”، فهو من الصفات الذميمة التي لا يحبّها الناس وتضّر بصاحبها قبل أن تضر من حوله، ودائماً تكون نهاية الطمع الخسارة؛ لذلك يجب على الإنسان أن يكون قنوعاً بما يملك، وسنحكي في قصة اليوم عن ثعلب جشع كان يبحث عن وليمة، وعندما عثر عليها وجد جثة لصياد وأخرى لحيوان بري، وبسبب جشعه قرّر أكل الوليمة ببطء شديد ممّا سبّب موته وعدم حصوله على أي شيء من الوليمة.

قصة الطمع يسبب الألم:

كان يسكن الغابة ثعلب ماكر، وكان هذا الثعلب يتصّف بجشعه وطمعه؛ فهو على الرغم من حصوله على فرائس يومية إلا أنّه كان دائم التذمّر، وكان لا يشبع ويبحث عن فرائس أكبر ممّا يجد، وكان دائماً على خلاف مع غيره من الحيوانات المفترسة، ويرى أن هذه الحيوانات محظوظة أكثر منه وتملك طعاماً أكثر؛ فلم يكن قنوعاً ودائم الشعور بالجوع وعدم الشبع أبداً.

في مرّة من المرّات جاء صياد إلى الغابة من أجل اصطياد بعض الحيوانات البرية، وكان يسكنها حيوان برّي مفترس وله أسنان حادة، وكان هذا الحيوان معروفاً بشدة بأسه وافتراسه، هجم الصياد على هذا الحيوان، وقام بتصويب القوس باتجاهه وقام برميه به؛ فأصاب الحيوان وأحدث جرحاً كبيراً في جسمه وبدأ ينزف بشدّة؛ ولكن على الرغم من ذلك ركض هذا الحيوان باتجاه الصيّاد وهجم عليه وقام بتمزيق معدته ومات من حدّة أسنانه، بعد مرور بعض من الوقت مات هذا الحيوان لأنّه كان ينزف من جرحه.

وفي اليوم التالي مرّ الثعلب فرأى جثة الصياد والحيوان البري المفترس، وكان الثعلب يكاد يتضوّر من شدّة جوعه؛ فقال في نفسه: يا لها من وجبة شهية ولذيذة، ولكن هذا سيكفيني الآن فقط لذلك سأحتفظ بهذا الطعام وأقوم بالبحث عن فرائس أخرى؛ لأعمل بها ولائم لاحقاً.

قرّر هذا الثعلب أن يبدأ بأكل اللحم شيئاً فشيئاً حتى لا ينفذ؛ فبدأ بقطعة اللحم الموجودة عن السهم، ولكنّه عندما رفع السهم بفمه لم يكن محظوظاً؛ ودخل السهم داخل فمه وخرج من رأسه فمات الثعلب، ولم يأكل شيئاً من هذه الوليمة الكبيرة لشدّة طمعه وجشعه.

المصدر: مدخل إلى قصص وحكايات/كمال الدين حسين/1996قصص اطفال عالمية مترجمة/توفيق عبدالله/2010قصص اطفال ما قبل النوم/ياسر سلامة/2018قصص وحكايات/مجموعة مؤلفين/2021


شارك المقالة: