قصة ذو الشعر الأحمر

اقرأ في هذا المقال


ظهرت على مرّ العصور العديد من القصص والروايات التي تتضمن في مضمونها الحديث عن الخرافات والأشباح، فمنها ما كانت حقيقية ومنها ما كانت من نسج خيال الكاتب والمؤلف.

قصة ذو الشعر الأحمر

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة حول فتاة تعرف باسم إيما، وقد كانت تعيش مع عمتها في منزلها، لكن عمتها في أحد الأيام اضطرت للدخول إلى المستشفى من أجل القيام بإجراء جراحة خطيرة في القلب، وفي ذلك اليوم لم تقوى إيما على المكوث في المنزل لوحدها، ولذلك قامت بإحضار صديقاتها للمكوث بالمنزل والعناية به وحراسته طوال الفترة التي تمضيها العمة في المستشفى.

كان ذلك البيت مبني على نمط الطراز الفيكتوري القديم، إذ كان قد سكن به العديد من الأجيال القديمة التي انحدرت عن العائلة، ولكن ما حدث في تلك الليلة هو ظهور كيان مظلم جداً يصول ويجول في كافة أنحاء المنزل، وهذا الشيء لم تلاحظه الفتيات، فقد كان لم يظهر أمامهن بشكل مباشر، فقد كان ينتظر اللحظة المناسبة حتى يخرج الجميع من المنزل ويأخذ راحته في المنزل.

وفي تلك الليلة كانت الفتيات غارقة في الثرثرة والضحك والهزل والأحاديث الطويلة حول الحياة الخاصة بهن، وخلال تلك الأحاديث قالت إحداهن أنها قد سمعت من قبل من بعض الأشخاص أنه هناك لعبة تعرف بلعبة الهالوين، وأن تلك اللعبة ممتعة ومسلية للغاية، وهنا سألتها إيما عن طريقة اللعبة، أخبرتها الفتاة والتي تسمى إليزابيث، أنه في البداية يجب عليهن أن يقومن بإحضار مجموعة من الشموع.

ثم بعد ذلك تقوم كل فتاة من الفتيات بالوقوف أمام مرآة وتعمل على وضع الشمعة على جهة اليسار، وتقوم بتمشيط شعرها بفرشاة شعر بإحدى يديها، وعلى الجهة اليمين تمسك بيدها الأخرى حبة من التفاح، وتبدأ بقطع قضمه صغيرة من حبة التفاح، وهنا يبرز وجه الزوج المستقبلي لها، كما أخبرتهن إليزابيث في تلك اللحظة أنّ أمها لعبت تلك اللعبة وبالفعل ظهر لها وجه والدها.

ثار الحماس لدى الفتيات وسرعان ما ذهبن لإحضار الأدوات المطلوبة من أجل اللعبة، وأول ما انطلقت فتاة تدعى ميليسا وجلبت الشموع، وفي ذلك الوقت قامت إليزابيث بإحضار المرآة الكبيرة، بينما إيما كانت قد أحضرت فرشاة الشعر الخاصة بعمتها، وجلسن ينتظرن حتى يصبح الوقت في منتصف الليل، وقد كان ذلك من شروط إقامة اللعبة.

وفي تلك الفترة بدأت الفتيات في تحضير الجلسة على أكمل وجه حسب المطلوب في اللعبة، إذ قمن بوضع الشموع بطريقة تسهل عليهن اللعبة، وهنا بدأت إحداهن بشيء من السخرية حتى مجيء الوقت، إذ وقفت ميليسا أمام المرآة  وقالت بسخرية يا هل ترى من سوف يكون زوج إيما المستقبلي؟ لكن في تلك اللحظة قامت إليزابيث بتحذيرها قائلة: لا يجب أن تسخري من شيء، فقد تكون تلك اللعبة جزء من طقوس السحر الأسود.

كانت دقات الساعة قد شارفت على قدوم منتصف الليل، وهنا استعدت الفتيات وقد كان يملئهن الحماس من الداخل في التسلية، وأول ما وقفت أمام المرآة كانت إيما فقد كانت جدية خلال تمشيط شعرها، بينما في تلك اللحظة كانت كل من ميليسا وإليزابيث يقمن بمراقبتها بشغف شديد، وبعد دقائق قليلة لاحظت الفتيات خروج وميض بسيط، من شعر إيما حينما لمسته فرشاة الشعر، ولكنهن لم يعطين اهتمام لذلك الأمر، وبدأت إيما في توجيه نظرها إلى الجانب الأيسر، مرّ وقت قليل ولم تلاحظ إيما حدوث أي شيء، وفجأة شاهدت إيما بالمرآة رجل شاحب الوجه ويتميز بشعر أحمر اللون ويحدق بها بغضب شديد، هنا سرعان ما التفت إيما إلى الخلف ولكنها لم تراه، كان فقط موجود في المرآه.

حاولت إيما الركض من أجل الوصول إلى الرجل، لكنها بينما تركض سقطت على الأرض وفقدت الوعي، وفي تلك اللحظة انقطع التيار الكهربائي بشكل مفاجئ، وهنا هبت نسمات من الهواء عبر الشباك والتي قامت بإطفاء ضوء الشموع، لم تكن كل من ميليسا وإليزابيث قد شاهدتا المرآة على الاطلاق، وبالتالي لم يعلما بما حدث، توجهت ميليسا نحو الشباك لتغلقه، ولكنها وطأة بقدميها على بعض القطع من الجمر الملتهب، فصاحت من شدة الألم، وهنا تعجبت كيف تطايرت تلك القطع إلى خارج المدفأة وهن لم يقمن بفتحها طيلة الليل.

وكيف تم إشعال تلك القطع الفحمية، وأصبحت هكذا دون أن تضرم بها النار من الأساس، وفجأة بدأت بعض قطع الفحم المشتعلة تتطاير في ظلام الغرفة وفي داخل الغرف الأخرى وعلى أثاث المنزل، وعلى الرغم من شدة الظلام في ذلك الوقت، إلا أنهن تمكنّ من الوصول إلى باب المنزل، والهروب فورًا كل إلى بيتها.

وبعد مرور أيام قليلة كانت العمة قد رجعت إلى بيتها وهنا هاتفتها إيما التي كانت تقيم في منزل صديقتها في ذلك الوقت وأخبرتها بقصة القطع الخشبية التي أضرم بها النار دون أن يقوم أي منهم بذلك، وقدمت اعتذارها على الفوضى التي أحدثنها في المنزل، ولكنها لم تخبرها بحادثة المرآة والرجل الذي شاهدته ذو الشعر الأحمر، وعلى الرغم من كل ذلك الكلام فقد اعتقدت العمة بأنّ الفتيات في سن المراهقة وأنه من الممكن أن يكن قد تناولن بعض المواد التي تفقد الوعي، لأنها لم تجد بالمنزل أي فوضى وقد كان كما تركته نظيف جداً.

ومع مرور الوقت تناست الفتيات ما حدث معهن وأكملن حياتهن بشكل طبيعي، وفي أحد الأيام قابلت إيما مع شاب يدعى روي، وقد اعتقدت أن هذا هو الرجل المثالي بالنسبة لها، كان يتميز بطوله الفارع ويمتلك عينان باللون الأزرق وشعر ذهبي، وبعد مرور عام واحد تم عقد قرآن بينهم، ثم بعد ذلك انتقلت إيما حتى تعيش معه في بيته، مع الوقت بدأت شخصية خطيبها روي تتغير بشكل ملحوظ، حيث بدأ سلوكياته وتصرفاته في حالة تدهور شديد، إذ أدمن روي على تناول المواد التي تفقد الشخص عقله، وبقي على الدوام في حالة فقدان مستمر لعقله، ونظرًا لتلك الحالة التي كان يعيشها، حيث أنه في أحد المرات قام بضرب إيما بطاولة القهوة أثناء حدوث جدال بينهم.

وهنا غادرت إيما بيته على الفور وكانت في ذلك الوقت في حالة غضب شديد، ورجعت إلى منزل عمتها، في حين حاول روي في التواصل معها مرات أخرى عيدة وفي كل مرة يبدي ندمه الشديد عما فعل معها، ووعدها بأن يترك كل أمر يضايقها، وأنه سوف يعود إلى السلوكيات الحسنة من جديد، وافقت إيما على طلبه بعد إلحاح شديد منه، ورجعت معه إلى بيته.

وبينما كانت تجلس برفقة روي، لاحظت إيما أن جذور شعره أصبحت حمراء اللون، فاندهشت من ذلك وسألته عن السبب وبعد إلحاح عليه أخبرها أنه كان يصبغ شعره بلون جديد، لأنه يكره لونه الحقيقي وهو اللون الأحمر، فتأملته للحظات وطلبت منه أن يتركه على حاله، لأن لونه ليس بشع إلى هذا الحد.

وفي أحد الأيام لم يكن روي قد أحدث أي تغيير في تصرفاته وسلوكياته السيئة، فاحتدم بينهما مشكلة كبيرة، ورأت مشهد عاد إليها على الفور من ذاكرتها، فإذا بها أثناء وقوفها أمام روي، وقد بدا شاحب اللون وشعره أحمر وينظر إليها بغضب شديد وهنا مد يده صوب سكين راغبةً منه في قتلها، إلا أنها تمكنت من الهروب، وأدركت حينها أنّ اللعبة التي لعبتها منذ أعوام مع صديقاتها، كانت حقيقية وتحذير لها من أرواح طيبة أرادت لها الحياة السعيدة بعيداً عن الأشخاص الشريرين.

المصدر: The Story of the Red Head


شارك المقالة: