قصة قصيدة كم قائم يحزنه مقتلي

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة كم قائم يحزنه مقتلي

أمّا عن مناسبة قصيدة “كم قائم يحزنه مقتلي” فيروى بأن جماعة من بني سلمة اجتمعوا في يوم من الأيام، وكان من بينهم رجل من بني مازن بن النجار، وقالوا: نحن نعرف ماذا فعل الأوس بنا يوم بعاث، وإن قوس بن الخطيم هو فتاهم وشاعرهم، فيجب علينا قتله، فإن قمنا بقتله فبذلك حصلنا على ثأرنا، وأجمعوا على فعل ذلك، وسألوا عنه، فعرفوا بأنه يخرج كل ليلة فيأخذ على بني حارثة، ويأخذ منهم المال.

فتوجهوا إلى رجال من بني مسعود، وكان بنو سلمة أخوالهم، وقالوا لهم بأن قيس يأتي أخوالهم كل ليلة، وأخبروهم بأنهم يريدون قتله، وطلبوا منهم الاذن ليقوموا بذلك، فأذنوا لهم، وفي المساء ترصدوا له حتى أتى، فرموه بثلاثة سهام في صدره، فأخذ يصيح حتى سمعه بني المظفر، فأتوا إليه، وسألوه عن خبر ما حصل له، فأخبرهم بأن بني الحارثة قد رموه بالسهام بمساعدة بني مسعود، ومن ثم أخذ ينشد قائلًا:

كَم قائِمٍ يُحزِنُهُ مَقتَلي
وَقاعِدٍ يَرقُبُني شامِتُ

أَبلِغ خِداشاً أَنَّني مَيِّتٌ
كُلُّ اِمرِئٍ ذي حَسَبٍ مائِتُ

فحملوه حتى وصلوا إلى بيته، وأدخلوه إلى زوجته، وعندما رأته أخذت تصيح، فنظر إليها نظرة، علمت من خلالها بأنه إن عاش سوف يقتلها، لأنه لا يحب أن يراها ضعيفة، وبقي أيام في بيته، حتى ذهبت ما فيه من جروح، وعندما شفي مما هو فيه، خرج إلى بني مازن بن النجار، ودخل إلى مجلسهم، وسأل عن رجل منهم يقال له ابن أبي صعصعة، فأخبروه بأنه في منزله، فتوجه إليه، واستأذن منه للدخول، فأدخله، وجلس الاثنان، وبينما هما جالسين، وثب عليه فقتله، ومن ثم خرج من منزله، ولكنه خاف أن يعلم القوم بفعلته، فيلحقوا به، فتوجه إلى مجلسهم، وقال لهم: إن سيدكم يدعوكم إلى منزله، فقوموا إليه، ومن ثم هرب، ولكنهم عندما علموا بفعلته لحقوا به حتى أدركوه، وقاموا بقتله.

نبذة عن قيس بن الخطيم

هو أبو يزيد قيس بن الخطيم بن عدي الأوسي، شاعر من شعراء الأوس في العصر الجاهلي، وفارس من فرسان قومه، ولد في المدينة المنورة، وتوفي فيها.

المصدر: كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهانيكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة


شارك المقالة: