ما هو مفهوم التكوينات في علم الاجتماع الرياضي؟

اقرأ في هذا المقال


مفهوم التكوينات في علم الاجتماع الرياضي:

يعتبر تنظيم أو تهيئة الجماعات الرياضية أو الفريق الرياضي بأوجه النشاط الرياضي في التدريب الرياضي أو الدرس الرياضي من أهم العوامل التي يتوقف عليها نجاح التدريب الرياضي أو الدرس الرياضي، حيث من المعروف أن أي عمل يؤثر على النتائج التي يمكن الحصول عليها من هذا العمل الرياضي، كما أنه وسيلة لتنفيذ خطة العمل الرياضي والسير بها في الطريق الصحيح.

ففي دروس التربية الرياضية لا يمكن أن يقوم اللاعبين بأداء أوجه النشاط الرياضي وهم غير منظمين، حيث كثيراً ما يدعو النشاط الرياضي الممارس إلى أن يتخذ الجماعات الرياضية تشكيلاً معيناً، إذ أن كل نشاط رياضي محدد له تشكيل خاص الذي يعتبر أفضل تشكيل يمكن أن يؤدى منه هذا النشاط الرياضي، كما أن كل طريقة تدريس أو طريقة تدريب لها من التشكيلات ما يتلاءم ويتناسب معها.

فإذا أراد المدرس الرياضي أو المدرب الرياضي أن يقوم بعمل نموذج لحركة محددة، فإن هذا النموذج لا يقوم بالغرض منه إذا كان التشكيل الذي يقف فيه الجماعة الرياضية لا يسمح لجميع الأفراد الرياضيين برؤية هذا النموذج، ومن ثم كان من الضروري أن يتخذ الفريق الرياضي تشكيلاً يسمح لكل للعب أن يرى هذا النموذج، حيث قد يكون هذا التشكيل عبارة عن دائرة.

ويقوم المدرس الرياضي أو المدرب الرياضي بأداء النموذج في مركزها، في حالة كانت المهارة لا تتطلب التحرك مسافة كبيرة، أو يقف اللاعبين في صفين مواجهين للداخل، على أن يقوم المدرس الرياضي بالنموذج إذا كانت المهارة الرياضية تستلزم الجري، مثل القلب على الرأس من الجري.

حيث قد يؤدي اللاعبين تمريناً مثل قذف الرجلين خلفاً من وضع الجلوس على أربع، فلا يجوز في هذه الحالة أن يؤدي اللاعبين التمرين من تشكيل مثل القاطرات، إذ قد يؤدي ذلك إلى أن يصيب أحد اللاعبين زميله الذي خلفه، ولكن إذا قام اللاعبين بعمل هذا التمرين من وضع التشكيل المفتوح لا يتم حدوث عامل الخطر، حيث تنقسم التشكيلات إلى نوعين، وهمها (نوع شكلي، ونوع غير شكلي؛ أي بمعنى نوع حر)،

ففي التكوين الشكلي يتخذ الفريق الرياضي شكل معين معروف، حيث يكون اللاعبين على مسافات معينة من بعضهم البعض، أما في التكوين غير الشكلي أو الحر لا يتقيد الفريق الرياضي بشكل معين أو مسافات معروفة ومحدودة بين كل لاعب ولاعب آخر، ومن أهم الأمثلة على التكوينات الشكلية (القاطرة، الصف، الدائرة، نصف دائرة، التشكيل المفتوح)، كما أن كلما كان اللاعبين أصغر سناً كلما كان الميل إلى التشكيل الحر أكبر.

كما يجب أن يتدرب اللاعبين على تكوين التشكيلات بمختلف أنواعها والانتشار منها؛ وذلك حتى يصبح قيامهم بذلك دقيقاً بشكل سريع، فلا يضيع جزء من وقت الدرس أو وقت التدريب في كيفية اتخاذ وتكوين هذه التشكيلات؛ حيث أن ذلك يستلزم كثرة التدريب بشكل مستمر بمختلف الأوقات الزمنية المحددة.

كما أنه قد يستعين المدرس الرياضي أو المدرب الرياضي بتحديد إما بوضع أفراد قائدين للصفوف أو القاطرات، أو برسم خطوط أو وضع نقاط للوقوف عليها في بداية الأمر؛ وذلك ليعتاد اللاعبين على تكوين هذه التشكيلات دون الاستعانة بمثل هذه الوسائل.

كما يجب أن يكون الانتقال من تشكيل إلى تشكيل آخر بالخطوة السريعة؛ أي بمعنى بالجري السريع، حيث أن هذا بالإضافة إلى أنه تمرين حركي في حد ذاته، فإن يوفر كثيراً من الوقت الذي يمكن أن يصرف في التدريب على المهارات الرياضية المختلفة، كما أنه يعطي الدرس التدريبي مظهراً نشيطاً يتصف بالحركة والانتباه.

الشروط التي يجب توافرها في تشكيل التكوين المناسب:

بالرغم من أن التشكيلات أو التكوينات لا تعتبر في حد ذاتها نوعاً من الحركة، إلا أنها ضرورية لتنظيم العمل الرياضي وتسهيل عملية التدريس الرياضي والتدريب الرياضي، ولهذا كان من الشروط الواجب توافرها في أي تشكيل يتخذه الفريق الرياضي ما يلي:

  • يجب أن يراعي التكوين الغرض من التشكيل، فإن كان الغرض أن يرى اللاعبين نموذجاً لحركة رياضية محددة، فيجب أن يكون التشكيل بحيث يسمح للكل لاعب أن يرى هذا النموذج بكل سهولة ووضوح.
  • يجب أن يسمح التشكيل أو التكوين للمدرس الرياضي أو المدرب الرياضي برؤية كل لاعب، ومن ثم قيامه بالإشراف التام على الفريق الرياضي كله.
  • يجب على التشكل أن يناسب نوع النشاط الرياضي الممارس، فإن كان النشاط الرياضي سباق التتابع مثلاً، فإن الأفضل تشكيل لذلك يكون القاطرات.
  • يجب على التشكيل أن يساعد المدرب الرياضي على اكتشاف الأخطاء في الأداء الرياضي الممارس بكل سهولة، فعلى سبيل المثال وقوف اللاعبين في قاطرات لا يساعد المدرب على اكتشاف الأخطاء الأداء في تمرين ثني الجذع أماماً أسفل، ولكن تشكيل الصفوف يصلح لهذا التمرين.
  • كما يجب أن تكون المسافات بين اللاعبين كافية؛ وذلك ليقوم كل لاعب منهم بتأدية الحركة المطلوبة دون شعور الخوف والتردد من الاصطدام بزميله اللاعب، بالإضافة إلى ذلك يجب أن يعطي الفريق الرياضي مظهراً لطيفاً وجميلاً مقبولاً.
  • كما تتمتع برامج التكوين  في علم الاجتماع الرياضة الخاصة بالرياضة بالقدرة على تحسين مستويات الصحة واللياقة البدنية بشكل كبير لجميع الرياضيين، سواء كانوا صغارًا أو كبارًا، كما يتضمن التدريب الخاص بالتكوين الرياضي عملية تكييف العقل والجسم للتحسين في مجالات، مثل التحمل والقوة والتوازن وخفة الحركة والتعافي والقوة، حيث تم تصميم كل برنامج تدريبي ليناسب الاحتياجات الرياضية للرياضي والرياضة التي يمارسونها.
  • حيث تعتبر تمارين القوة والسرعة والرشاقة جزءًا حيويًا من التدريب الخاص بالتكوين الرياضي؛ وذلك لأنها توفر تحسينات في القوة بطريقة خاصة بالرياضة والتقنية المطلوبة، فإن بعض التمارين التي تطور هذه المهارات تشمل سباقات السرعة ورفع الأثقال التي تحاكي نفس الحركات التي تم إجراؤها في الرياضة المرغوبة، كما تساعد هذه التمارين في تحسين السرعة وخفة الحركة؛ من أجل التسارع والقدرة على التوقف وتغيير الاتجاه بسرعة.
  • ونظرًا لأن التدريب الرياضي المحدد يحسن من سرعة اللاعب على الانتقال من تشكيل إلى تشكيل آخر وقدرته على الحركة وقوته، فإن أداء اللاعب الرياضي يتحسن أيضاً، ممّا يسمح لك بالمنافسة على جميع المستويات؛ وذلك من خلال تدريب جسمك لأداء حركات مشابهة لرياضته المفضلة، كما أنه يمكنه من منع حدوث الإصابات الشديدة أثناء اللعب، وهو أمر حيوي لصحة جميع الرياضيين.

وأخيراً يساعد التدريب الخاص بالتكوين الرياضي الأفراد الرياضيين على تصوّر سبب قيامهم بهذه التدريبات، حيث إنهم قادرون على ربط هذه التدريبات بالممارسات والألعاب، ممّا يجعلهم أكثر فهمًا لسبب حاجتهم إلى ممارسة هذه المهارات المحددة وتحسينها بطريقة محددة، كما يمكن أن يساعد التدريب الخاص بالرياضة الرياضيين على ربط تدريبهم غير الموسمي بالقوة والسرعة وخفة الحركة في أساسيات الموسم الرياضي.

المصدر: علم الاجتماع الرياضي، مصطفى السايح، 2007علم الاجتماع الرياضي، إحسان الحسن، 2005علم الاجتماع الرياضي، خيرالدين عويس وعصام الهلالي، 1998 الاجتماع الرياضي، جاسب حمادي، 1997


شارك المقالة: