ما هو مفهوم طرق التدريس في الرياضة؟

اقرأ في هذا المقال


مفهوم طرق التدريس في الرياضة:

إن خلال الدروس والدورات التدريبية يجب على المعلم أو المدرب تقديم التوجيه للرياضيين لضمان تعلمهم بشكل فعال، وللقيام بذلك سيتم التعامل مع العرض التوضيحي والممارسة للمهارة الجديدة من قبل المدرب لتناسب الفرد والمهارة والموقف على أفضل وجه، فقديماً كان اتباع طريقة معينة لتدريس التربية الرياضية أمراً سهلاً وعملياً، حينما كانت التربية الرياضية والتربية البدنية الحركية عبارة عن تدريب مجموعة من الأفراد الرياضيين على حركات معينة.

حيث أصبحت طرق التدريس عامة لتعليم أوجه النشاط الحركي بصفة عامة وأساسية، فعلى سبيل المثال يمكن استخدام لشرح اللفظي بصفة عامة في تعليم أي نشاط رياضي، سواء كان تمرينات أو رياضة مائية، كما يوجد طرق خاصة بتعليم لأوجه النشاط الرياضي المختلف، فعند تعليم مهارات السباحة يتم تعلم المبتدئ أولاً التغلب على الخوف على الماء؛ وذلك بأن يقوم ببعض أوجه النشاط العادي في الماء، وكأنه يغمر رأسه في الماء وهو ممسك بشيء يساعده على الوقوف وعدم السقوط أو التزحلق في الماء، حيث أن هذه الطريقة لا تصلح أبداً لتعليم كرة القدم أو كرة السلة.

أما الطرق الخاصة بتعليم وجه نشاط حركي معين مثل كرة القدم أو كرة السلة أو الجمباز أو المصارعة تختلف عن أوجه النشاط الفردي الممارس في الخارج الملاعب، مثل ألعاب القوى (رمي الرمح، دفع الجلة)، كما يوجد أربعة أنواع من الممارسات التي يمكن استخدامها جميعًا في مواقف طرق التدريس المختلفة وتعتمد على المهارة التي يتم تعلمها، وهي:

  • الممارسة الثابتة: حيث تُعرف هذه أحيانًا أيضًا باسم التدريبات وتتضمن ممارسة مهارة كاملة بشكل متكرر لتقوية البرنامج الحركي، حيث أن هذا النوع من الممارسة هو الأفضل مع المهارات المنفصلة والمغلقة.

  • التمرين الجماعي: حيث يعد هذا شكل مستمر من الممارسة وهو الأفضل للمهارات البسيطة، ومثال على ذلك هو تجمع في كرة الريشة حيث يجب على المتعلم إجراء لقطات متكررة بشكل متكرر، كما أن هذا التمرين يسبب التعب وبالتالي يحاكي المراحل المتأخرة من اللعبة الحركية الممارسة.

  • الممارسة المتغيرة: حيث تُستخدم بشكل أفضل للمهارات المفتوحة وتتضمن تكرار مهارة في مواقف مختلفة، فعلى سبيل المثال، تمرين الرماية في كرة القدم  حيث قد يقوم المدرب بإعداد التدريبات وتغيير وضع البداية ومشاركة المدافعين، ممّا يساعد هذا في بناء مخطط لاستخدام المواقف داخل اللعبة.

  • الممارسة الموزعة: حيث يتم تقسيم المحاولات في المهارة على فترات فيما بينها للسماح بالراحة والتدريب الذهني، كما أنه من الأفضل استخدام هذا في المهارات الصعبة والخطيرة والمرهقة ومع الأفراد الصغار أو ذوي الدوافع المنخفضة.

أهم طرق التدريس في الرياضة:

  • الطريقة الكاملة: حيث يتم عرض المهارة أولاً ثم يتم ممارستها ككل من البداية إلى النهاية، حيث أنه يساعد المتعلم على التعرف على المهارة والتوقيت والمنتج النهائي، كما أنه من الأفضل استخدامه للمهارات السريعة التي لا يمكن تقسيمها بسهولة إلى أجزاء فرعية، مثل رمي الرمح، حيث إنه غير مناسب للأشخاص ذوي فترات الاهتمام المنخفضة أو المهارات المعقدة أو الخطرة.
  • طريقة الجزء: حيث تتم ممارسة أجزاء المهارة بشكل منفصل وهو أمر مفيد للمهارات المعقدة والمتسلسلة وهو مفيد للحفاظ على الدافع والتركيز على عناصر محددة من المهارة، ومع ذلك من الممكن أن نقل المهارات من الأجزاء إلى الكل قد لا يكون فعالًا وقد يقلل أيضًا من الوعي الحركي (الشعور) للمهارة الكاملة.
  • طريقة جزئية كلية: حيث يتم عرض المهارة بأكملها وممارستها أولاً  قبل تقسيمها إلى الأجزاء المكونة لممارسة العناصر الفردية وتحسينها، وقبل إعادة تجميع المهارة بأكملها مرة أخرى، كما يمكن أن يكون هذا فعالًا جدًا في المهارات التي تحتوي على أجزاء مميزة بسهولة، حيث تكون المهارة بأكملها معًا معقدة.

ومن الأمثلة الجيدة على هذه الطريقة هي السباحة، حيث يمارس المتعلم الضربة بأكملها، وثم يتم تعليم كل مكوّن مثل ركلة الرجلين، كما يستخدم عوامة في اليدين لضمان استخدام الساقين فقط، وقبل إعادة وضع الضربة بأكملها معًا مرة أخرى يتم يمنح هذا المؤدي إحساسًا بالمهارة الكاملة قبل أن يكسرها ويحسن الجوانب الضعيفة في الأداء، كما هو الحال مع طريقة الجزء، فقد يؤثر ذلك على نقل المهارة من الأجزاء إلى الكل.

  • طريقة الجزء التدريجي: حيث يُعرف هذا أحيانًا أيضًا باسم طريقة التسلسل، حيث تتم ممارسة أجزاء المهارة بشكل فردي بالترتيب، قبل ربطها ببعضها البعض وتوسيعها، فعلى سبيل المثال، في مهارة الوثب الثلاثي سيتم التدرب على القفزة وتعلمها قبل أن يتم التدرب على القفزة وتعلمها وثم يتم ربط الاثنين معًا، وبعد ذلك سيتم تعلم القفزة بشكل فردي ثم يتم تمييزها في نهاية التخطي، حيث أن هذه عملية بطيئة ولكنها تسمح باستهداف نقاط الضعف ولكي يفهم المؤدي العلاقة بين الإجراءات الفرعية.

كما يفضل جميع المدربين الرياضيين طريقة الجزء التدريجي، حيث إنها في الأساس الطريقة التي يتصرفون بها بشكل طبيعي أثناء التدريب، حيث أن عندما نشير إلى السلوك الطبيعي، فإن يتم الإشارة إلى السلوك الذي من المحتمل أن يظهر عندما لا يفكر مدرب الرياضة بوعي في أسلوبه، كما يقود كل فريق رياضي عظيم مدرب فعال وواسع المعرفة يعمل على استخدام أنواع مختلفة من التدريس، حيث بدون التعليمات والتوجيهات الصحيحة من المدرب من الصعب أن يكون لديك فريق ناجح، حيث يقوم المدرب الرائع ببناء لاعبين رائعين من لاعبين عاديين ويقود فريقهم إلى النصر.

كما يوجد نوع من أنواع طرق التدريس الرياضي هو التدريس الديمقراطي الذي يمكن وصفه بأنه جهد تعاون بين المدربين واللاعبين، حيث لا يتم اتخاذ القرارات وتحديد الأهداف من قبل المدرب فقط، فبدلاً من ذلك يحدد التعاون والتواصل بين الفريق نفسه الخطط والقرارات المتخذة، ففي كثير من الحالات يمكن أن يؤدي هذا النوع من التدريب إلى نمط متنوع للتدريب بشكل عام، فعلى سبيل المثال، قد يكون لفريق المدرسة الثانوية الذي يعمل تحت نوع تدريب ديمقراطي أهداف وغايات مختلفة لكل موسم، حيث يتغير اللاعبون كل عام.

حيث تتضمن إحدى نقاط تركيز الأسلوب الديمقراطي للتدريب الاختصاص المباشر للرياضيين أنفسهم، والذي يمكن الإشارة إليه أيضًا باسم النهج المتمركز حول الرياضيين، حيث يمكن أن يكون هذا النوع من أسلوب التدريس فعالًا للرياضات الجماعية، ولكن هذه الاستراتيجية تعمل بشكل أفضل مع الرياضات الفردية، وبالنسبة للرياضيين الذين يشاركون في رياضات، مثل التنس أو سباقات المضمار والميدان أو المصارعة أو السباحة، فإن أسلوب التدريب الديمقراطي يعمل لأن للرياضيين رأي كبير في تدريبهم.

كما يمكن إجراء التدريبات وتحديد الأهداف وفقًا لشروط الرياضي نفسه ويمكن للمدربين التغاضي عن هذه الأهداف وتوجيهها، وأيضًا يمكن للطلاب الرياضيين الشباب والمزيد من الرياضيين على مستوى الهواة الاستفادة من هذا النوع من أسلوب التدريب، كما أنه نظرًا لأن الرياضات على مستوى المدارس الإعدادية والثانوية غير هادفة للربح، فإن الأسلوب الديمقراطي للتدريب سيساعد الرياضيين على تطوير مهاراتهم وإحساسهم بالإنجاز الشخصي.

المصدر: علم الاجتماع الرياضي، مصطفى السايح، 2007علم الاجتماع الرياضي، إحسان الحسن، 2005علم الاجتماع الرياضي، خير الدين عويس وعصام الهلالي، 1997 الاجتماع الرياضي، جاسب حمادي، 1998


شارك المقالة: