الأهمية الاقتصادية لبذور نبات الكينوا

اقرأ في هذا المقال


الكينوا عبارة عن نبات عشبي، حولي، ذاتي التلقيح، قائم، يتراوح ارتفاعه من (60-200) سم، ينتمي إلى الفصيلة القطيفية، أصله جبال الأنديز في منطقة أمريكا الجنوبية، وينتج نبات الكينوا حبوباً  صالحة للاستهلاك، وهناك ثلاث أنواع من بذور الكينوا، وهي البذور الحمراء، البذور السوداء والبذور العاجية، وتغلف بذور الكينوا بمادة كيميائية مرة المذاق يطلق عليها مادة الصابونين، ويتم التخلص من هذه المادة عن طريق مرور بذور الكينوا بمراحل تصنيعية، ويتميز نبات الكينوا بقدرته على التكيف مع مختلف البيئات وتحمل الجفاف، الملوحة وقلة الأمطار.

ما هي الأهمية الاقتصادية لبذور نبات الكينوا؟

تعتبر بذور نبات الكينوا بذوراً اقتصادية تزرع على نطاق تجاري وتسوق في مختلف مناطق العالم، حيث يقوم بعض المستثمرين الزراعيون بزراعتها وتسويقها على نطاق واسع؛ فهي تحقق أرباح جيدة ومردود مالي وفير، حيث تشتهر زراعة بذور الكينوا في بعض مناطق العالم، مثل فرنسا، ألمانيا، الصين، هولندا، الولايات المتحدة الأمريكية، إنجلترا، بلجيكا، المغرب العربي ومصر.

وهناك طلب متزايد داخل مختلف أنواع الأسواق على بذور الكينوا بأصنافها؛ فهي تستهلك كنوع من أنواع الحبوب الكاملة وتستهلك أيضاً كحبوب بديلة عن المعكرونة والأرز، ويصنع منها الطحين (الدقيق)، السميد وحبوب وجبة الإفطار، إذ يستخدم دقيق الكينوا في تحضير الخبز، البسكويت، الفطائر والحلويات.

ويعتبر صنف بذور الكينوا العاجي هو الصنف المطلوب بكثرة بالمقارنة مع باقي أصناف بذور الكينوا الأخرى؛ فهو يصلح لمختلف أنواع الأطباق والوجبات، حيث يدخل هذا الصنف في تكوين العديد من الوجبات الساخنة والباردة، بينما يستخدم الصنف الأحمر من بذور الكينوا في تحضير أطباق السلطات وتزين الوجبات، وتزداد الأهمية الاقتصادية لبذور الكينوا باحتوائها على مادة الصابونين التي تستخدم في صناعة الشامبو، الصابون، معجون الأسنان، المنظفات والمبيدات الحشرية.

وتتفوق بعض مناطق العالم بإنتاجها لكميات كبيرة من بذور الكينوا، وبناءً عل إحصائية أجريت عام 2014 تبين أن الإنتاج العالمي من بذور الكينوا سنوياً يصل إلى ما يقارب 192.5 ألف طن، وتعد أمريكا الجنوبية من أكثر مناطق العالم إنتاجاً لبذور الكينوا، إذ تحتل منطقة بيرو في أمريكا الجنوبية المرتبة الأولى عالمياً بإنتاج بذور الكينوا، فهي تنتج سنوياً حوالي 114 ألف طن.

وتأتي بوليفا في المرتبة الثانية بإنتاج بذور الكينوا، فهي تنتج سنوياً حوالي 77 ألف طن، وعلى مستوى المنطقة العربية، فتعتبر مصر من أكثر المناطق العربية نجاحاً بزراعة بذور الكينوا وإنتاجها؛ فهي تعتبر منافس جيد في إنتاج وتسويق بذور الكينوا؛ فهي تصدرها إلى بعض المناطق المجاورة وتحصد منها أرباح مجدية.

إنتاج محصول بذور نبات الكينوا:

يعد محصول بذور الكينوا من محاصيل الحبوب التجارية التي تشجع على تبنيها الكثير من المستثمرين الزراعيين؛ وذلك بسبب إعطاء محصول نبات بذور الكينوا كمية وفيرة من الإنتاج، وتسويق ناتجه بأسعار مجدية داخل الأسواق المحلية والعالمية، لذلك قبل البدء بزراع المحصول لا بد من إجراء دراسة تبين مدى نجاح المشروع ونسبة الأرباح وقيمة التكاليف والتحقق من إمكانية وقوع الخسارة وكيفية تفاديها.

كما يحتاج محصول نبات بذور الكينوا إلى قطعة أرض مناسبة من حيث الظروف المناخية ونوع التربة، إذ يحتاج نبات الكينوا إلى تربة خصبة، طينية، رملية وجيدة التهوية والصرف، وتزرع بذور الكينوا على فترتين خلال السنة الواحدة، إذ تزرع البذور في فصل الربيع خلال شهر مارس وتزرع في فصل الشتاء خلال شهر أكتوبر، حيث يحتاج الهكتار الواحد على كمية من البذور تتراوح من (4-6) كغم في حال زراعتها يدوياً، بينما يحتاج الهكتار إلى ما يقارب 3 كغم من البذور عند الزراعة باستخدام آلة بذار.

ويبلغ ناتج الهكتار الواحد من محصول نبات بذور الكينوا حوالي 4000 كغم من البذور، وينتج الهكتار أيضاً ما يقارب 10 طن من القش، حيث يستخدم هذا القش في تغذية بعض أنواع الماشية، مثل الأبقار والأغنام والأحصنة، ويعتمد ناتج المحصول على عدة عوامل، أهمها الظروف المناخية، نوع التربة، الخدمة الزراعية وقدرة نباتات المحصول على مقاومة الآفات والأمراض.

القيمة الغذائية لبذور نبات الكينوا:

بذور الكينوا منتشرة وشائعة في معظم مناطق العالم وأسواقها وعليها طلب متزايد؛ وذلك بسبب قيمتها الغذائية وخلوها من مادة الغلوتين، إذ تحتوي على نسبة جيدة من العناصر الغذائية أكثر من تلك الموجودة في أنواع الحبوب الأخرى، كما تحتوي على مجموعة من المغذيات والفيتامينات والدهون والألياف الغذائية ومجموعة من المعادن، مثل الحديد، المنغنيز، المغنيسيوم والفسفور، كما تحتوي بذور الكينوا على مضادات للأكسدة وحمض الفوليك أسيد.

تخزين بذور الكينوا:

تحتاج بذور الكينوا كغيرها من البذور والحبوب إلى التخزين الجيد؛ وذلك من أجل وقايتها من التعفن والإصابات الحشرية والقوارض، إذ يوصى بتعبأة بذور الكينوا عند تخزينها في أوعية مصنوعة من الزجاج أو البلاستيك وإغلاق هذه الاوعية بإحكام ووضعها في مكان مظلم، جاف وخالي من الرطوبة والحشرات.

المصدر: Quinoa (Chenopodium quinoa)Quinoa (Chenopodium quinoa Willd), from Nutritional Value to Potential Health Benefits: An Integrative Reviewمنظمة الأغذية والزراعةمعهد بحوث البساتين/ الأردن


شارك المقالة: