أثر العواطف والمشاعر المختلفة على الصحة النفسية والعقلية

اقرأ في هذا المقال


إن المشاعر والعواطف ترتبط مباشرة بالجسد فتأثيرها ليس على العقل فقط ولكن يمتد تأثيرها للجسم كله، ولتحقيق الانسجام بين الحالة النفسية والجسدية وعيش حياة صحية، لا بد من إدراك مدى قوة المشاعر على الجسم.

أثر العواطف والمشاعر المختلفة على الصحة النفسية والعقلية:

مشاعر الحب:

عندما يكون الشخص في حالة حب، فإن دقات القلب تتسارع والأيدي تتعرق أكثر من الوضع الطبيعي، ووجود هذه العلامات بسبب تحفيز كلاً من هرمون الأدرينالين والنورادرينالين، أما عندما يتم إنتاج هرمون أو الأوكسيتوسين وهو هرمون الحب فيكون الشخص يشعر بالسعادة والثقة، ويتلاشى لديه الشعور بالألم نتيجة تنشيط مناطق تسكين الألم بالدماغ، ويصبح قلبه أكثر صحة، وعلى عكس ما هو منتشر، فإن الأشخاص المتزوجون يعيشون أطول بشكل تقديري إذا كانوا ينعمون بالحُب.

 مشاعر الغضب والقلق:

تتعلق بمشاعر الاستياء والتهيج، وهذا قد يجلب للشخص الشعور بالصداع والأرق وأيضاً مشاكل بالهضم، ومشاكل جلدية، وفي أصعب المواقف قد يصل الأمر إلى الأزمة القلبية، أو حتى السكتة الدماغية، وللسيطرة على الغضب على الشخص محاولة التحكم في أعصابه وأن يأخذ نفساً عميقاً ويهدأ قليلاً ليفكر لماذا هو غاضب الآن؟ ومحاولة التحدث مع من حوله في ما يدور بذهنه حتى يستطيع حل المشكلة، وبقدر المستطاع عليه التخلي عن التفكير غير الصحي.

مشاعر الاكتئاب:

هو خلل في الدماغ يمكن أن يؤدي إلى الألم العاطفي، والاكتئاب يزيد من خطر الإصابة بعدد من الأمراض كما أنه يجعل الجهاز المناعي ضعيف جداً، ومن أعراضه الأرق بسبب عدم القدرة على الحصول على الراحة نتيجة التفكير المستمر وبخاصة في الأفكار المضطربة، كما أن الاكتئاب والتعرض للإجهاد يؤدي إلى مشاكل بالذاكرة واتخاذ القرارات وقد يصل الأمر للإصابة بأزمة قلبية.

مشاعر الخوف:

عندما يخاف الشخص، فإن الدم يُستنزف حرفياً من وجهه ويتركه شاحباً، ويحدث هذا بسبب الجهاز العصبي اللاإرادي، فعندما يواجه الشخص مجرم على سبيل المثال فإن الأوعية الدموية الواصلة للوجه والأطراف تنقبض وترسل المزيد من الدم إلى العضلات والجسم لكي يكون على أتم الاستعداد للقتال.

مشاعر الاشمئزاز:

من المشاعر الصعبة التي يمكن السيطرة عليها هذه المشاعر سواء من شيء ما أو الأسوأ، من شخص ما، وعلى عكس مشاعر الخوف والغضب والتي تُسرع من ضربات القلب، نجد أن مشاعر الاشمئزاز تُبطئ قليلاً من ضربات القلب، ويصاحبه أيضاً الشعور بالغثيان أو كما لو كان هناك شيئاً خاطئاً في المعدة، ويحدث هذا نتيجة ارتباط الكراهية التي تنتجها مشاعر الاشمئزاز بالكثير من العناصر الفسيولوجية التي ترتبط بالجهاز الهضمي، ولتجنب هذا الأمر  على الشخص محاولة أخذ نفس عميق وأن يدرك بأن هذه مجرد مشاعر ومحاولة السيطرة على تفكيره، بل ومحاولة القيام بعكس ما يشعر به أي بدلاً من أن يسخر من شخص ما أو شيء ما، عليه أن يكون معه ودود للغاية.

مشاعر الخزي والخجل:

يخسر الشخص في حالات الخزي والخجل المفرط احترامه لنفسه وإرادته الحرة، وغالباً ما يأتي هذا الشعور نتيجة ذكريات وأحداث ماضيه، فهنا يصبح هذا الشعور مُجهد بالنسبة للشخص مما ينتج عنه مشاكل مثل الإفراط في إنتاج الكورتيزول وهو هرمون التوتر وتكون نتيجة هذا زيادة في معدل ضربات القلب وانقباض الشرايين، وللتغلب على هذه المشاعر على الشخص محاولة التوقف عن مقارنة نفسه بالآخرين وتعلم كيف يكون واثقاً من نفسه وغير خائف مما يعتقده أو يقوله الآخرين عنه، وتركهم يعتقدون ما يعتقدون فالشخص وحده يعرف قدراته الكاملة والكامنة، فقط عليه تخيل أنه في معركة ويجب أن يثبت نفسه للفوز.

مشاعر الفخر والتفاخر:

تحدث هذه المشاعر بالنفس بسبب إنشاء أفكار سيئة عن الآخرين، وأيضاً الشعور الداخلي للشخص بأنه يوجد غيره أحسن منه، هذا التفكير يجعل الشخص متوتر دائماً، وهذا ينتج عنه الإصابة بحرقة وآلام في المعدة وارتفاع ضغط الدم، وما إلى ذلك، وقد تكون نتيجة الشعور بالغرور المُفرط هي تجاهل المخاطر المحتملة، فإذا كان الشخص من الذين يصعب عليهم التأسف، فعليه محاولة التوقف عن كونه كاملاً في نظر نفسه والنظر إلى الفشل على أنه فرصة وطريق آخر للنجاح، ومحاولة أن يكون أكثر تعاطفاً وفهماً لمشاعر الآخرين، وتقبل الناس كما هم وعدم أخذ جميع المواضيع على محمل الجد.

مشاعر الغيرة:

هذه المشاعر مفيدة في حال كانت بغاية تحسين ودافع طاقة إيجابية للذات، أو ناتجة عن حب لشخصٍ ما في الحدود الطبيعية فكلها أمور جيدة، ولكن إذا تحول للشعور بالقلق أو الخوف من فقدان أحد أفراد الأسرة أو الغيرة غير الصحية والتي قد تدمر القلوب والعلاقات والأسر، فهذا غير مستحب؛ لأنه يزيد من معدل ضربات القلب وضغط الدم، وفي بعض الأحيان يتحول الأمر لضعف الشهية، وفقدان أو اكتساب الوزن والأرق ومشاكل في المعدة وغيرها، وللسيطرة على هذه المشاعر على الشخص محاولة التوقف عن مقارنة نفسه بالآخرين والتعامل مع الأمور على حقيقتها.

مشاعر السعادة والسرور:

إن السعادة والصحة الجيدة مرتبطتان ارتباط وثيق، مما يجعل القلب أكثر صحة وأنظمة المناعة أقوى، وتمتد الحياة لفترة أطول بأمر الله، وأيضاً يستطيع الشخص من خلال هذا الشعور الرائع التغلب على الإجهاد، ولهذا ينصح بتذكر ما هو إيجابي لدى الأشخاص وتتغافل عن صفاتهم السيئة البسيطة، والتبسم طوال الوقت وأن يكون الشخص نشيط ويقضي وقتاً طويلاً في الخارج وأن يحصل على وقت كافي للنوم ولا ينسى بأن يفعل الأشياء التي تُسعده هو وليس الآخرين في المقام الأول، فسعادته ستمنحه طاقة لإسعاد ومساعدة الآخرين.

المصدر: شخصيات مضطربة، طارق حسن صديق سلطان، 2020الطب النفسي المعاصر، احمد عكاشة، 2019الاضطرابات النفسية والعقلية والسلوكية، د. محمدحسن غانم، 2014كيف تكتشف اضطراباتك الشخصيةوتتخلص منها، إمتياز نادر، 2017


شارك المقالة: