اضطراب الكرب الحاد والكرب التالي للرضح عند الأطفال

اقرأ في هذا المقال


تحدث كل من اضطرابات الكرب الحاد واضطرابات الكرب التالية للرضح بعد أن يظهر للأطفال أحداث عنيفة أو يشاهدونها، مثل هجوم كلب أو كوارث طبيعيَّة، لا يتوقف الأمر بالنسبة إلى الأطفال على إعادة اختبار الحدث فقط، فهُم يشعرون أيضاً بخذر انفعاليّ وتوتّر شديد وعصبية حادة، يستند تَّشخيص هذه الاضطرابات إلى الأَعراض التي تظهر من بعد الحدث الرضحيّ، تنطوي المُعالَجة على العلاج النفسي والعلاج السلُوكي والأدوية.

اضطراب الكرب الحاد والتالي للرضح عند الأطفال:

من الممكن أن يكون اضطراب الكرب التالي للرضح امتداد لاضطراب الكرب الحادّ، أو من الممكن أن يظهر بعد 6 أشهر من الحدث، قد يحدث اضطراب الكرب بعد أن يتعرّض الطفل لحدث يقوم بتهديد حياته أو صحته أو حياة الآخرين وصحتهم، خلال الحدث يشعر الأطفال غالباً بالخوف الشديد أو العجز أو الرعب، تنطوي هذه الأحداث على أعمال العنف، كسوء معاملة الطفل وإطلاق النار في المدرسة وحوادث السيارات وهجمات الكلاب والحروق والحرائق والحروب والكوارث الطبيعية، بالنسبة إلى الصغار، يكون العنف المنزلي هو السّبب الأكثر انتشاراً.
لا يمكن أن يصاب كلّ الأطفال الذين يتعرَّضون إلى حدث رضحيّ شديد باضطراب الكرب، لا يحتاج الأطفال إلى أن يتعرّضوا بصورة مباشرةً إلى الحدث الرضحيّ، فقد يُصابون بهذا الاضطراب إذا قاموا بمشاهدة حدث رضحي يحدث لأشخاص آخرين أو سمعوا أنَّ أحد أفراد العائلة المقربين تعرَّض إليه، قد تؤثر العديد من العوامل في ما إذا كان الأطفال يُصابون باضطراب الكرب التالي للرضح، إذا جرت الإصابة به ستؤثر هذه العوامل في كيفية تعاملهم معه.

أعراض اضطراب الكرب الحاد واضطراب الكرب التالي للرضح:

إعادة تجربة الحدث (intrusion):

من الممكن أن يعود الأطفال لتجربة الحدث الرضحيّ عندما يكونوا مستيقظين أو نائمين من خلال الكوابيس، يتم تحريض الارتجاعات من خلال شيء يترافق مع الحدث الأصلي غالباً ، مثلاً قد تُؤدِّي رؤية كلب إلى تحريض ارتجاعات عند الأطفال الذين هُوجِموا من قبله، خلال فترة الارتجاع قد يكون الأطفال خائفين وغير مدركين لمحيطهم، وفد يفقدون الاتصال بالواقع بصورة مؤقَّتة ويُحاولون الاختباء أو الهروب بشكل شديد ويتصرَّفون كما لو أنَّهم في خطر كبير.

تجنب الأشياء التي تذكِّر بالحدث (avoidance):

من الممكن أن يبتعد الأطفال بصورة مستمرة الأشياءَ والنشاطات والمواقف والأشخاص الذين يُذكرونهم بالرّضح، فقَد يُحاولون كذلك أن يتجنّبو الأفكار أو المشاعر أو المحادثات حول الحدث الرضحيّ، إلّا أنّهم يفشلون غالباً في محاولاتهم لتجنُّب تذكُّر الحدث.

التأثيرات السلبية في التفكير والمزاج:

يشعر الطفل بخدر انفعاليّ أو انفصال عن الجسم، فقد يفقد الاهتمام بنشاطاته الاعتيادية وينسحب عن الأشخاص الآخرين ويشعر بالقلق حول الوفاة في عمر مبكِّرٍ، كما قد يشعر الطفل بالذنب، مثلاً لأنه تمكُّن من النجاة بينما لم ينجح آخرون أو لأنهم لا يستطيعون فعل أي شيء لوقف الحدث، فقد لا يتذكر تفاصيل مهمة حول الحدث أو قد يتذكرها بشكل غير صحيح، فقد يعتقد أنّه كان مسؤول عنها.

المصدر: الصدمة النفسية، أحمد محمد عبد الخالقالصدمة النفسية، عدنان حب اللهالضغوط والأزمات النفسية، فاطمة النوايسة


شارك المقالة: