المبدأ الذي قام عليه علم لغة الجسد

اقرأ في هذا المقال


لا تزال أسرار علم لغة الجسد تتكشّف وتتطوّر حتى يومنا هذا، حيث أنّه لا يخفى على أحد أنّ المبادئ التي قام عليها علم لغة الجسد مبنيّة على أساس من الصدق والحقيقة والابتعاد عن الزيف والكذب والتصنّع، حتّى أنّ لغة الجسد أصبحت تتموضع حول مواصفات شخصية القائد الناجح والأب المربّي والصديق الإيجابي والموظّف المثالي، فالمبدئ الذي قامت عليه لغة الجسد يتجسّد على شكل حقيقة لا يمكن إخفاءها.

لغة الجسد لغة مشتركة ما بين العقل والجسم:

عندما نتحدّث عن لغة الجسد فنحن لا نستطيع أن نفصل ما بين العقل والجسم، فما يفكّر به العقل يقوم الجسم ومكوّناته بتنفيذ هذا الفكر بشكل لا شعوري ضمن دورة فكرية عصبية معقّدة، فلغة الجسد التي نشاهدها أو نقوم بها حقيقية كونها مرتبطة بشكل مباشر في العقل بحيث يؤثر كلّ منهما على الآخر، لهذا نجد أنفسنا في حالة الغضب نحرّك رؤوسنا وعيوننا وأيدينا وأرجلنا بصورة لا إرادية كون عقولنا أعطت الأوامر بذلك، وكذلك هي الحال إذا ما فرحنا أو قلقنا أو شعرنا بالخوف.

ما مستوى الاتصال المتعلق بلغة الجسد؟

إنّ حركات الجسد العفوية تخبرنا بصدق ونزاهة وقوّة اهتمامات الفكر ومشاعر الوجدان، فلكلّ واحد منّا مستويان من مستويات الاتصال أحدها اتصال واعي، والآخر اتصال لا واعي، فالاتصال الواعي هو الكلمات التي يتمّ النطق بها بشكل ملفوظ، أمّا الاتصال اللاواعي فهو عبارة عن تعبيرات الجسد وإيماءاته فيما يسمّى بلغة الجسد التي يقوم بها الجميع وحتى الطفل الصغير، ويتعاظم هذا الاستخدام في أكمل صورة عندما نصل إلى مرحلة البلوغ.

إنّ ما أثبته العلم وأثبتته الدراسات والتجارب، أنّه إذا تعارضت الكلمات المنطوقة مع لغة الجسد فإنّ العقل عادة يميل إلى تصديق لغة الجسد؛ لأنها الأقوى في التعبير عن مكنونات الضمائر والسرائر، فنحن عادة ما نشكّك في حقيقة الكلام الذي نسمعه من شخص يتحدّث بشيء ولغة جسده تعطينا مؤشّر على شيء آخر يدلّ على كذبه أو توتّره أو قلقه، فلغة الجسد لغة ذات مبدئ واضح لا يحتمل إخفاء الحقائق، فهي لغة مرتبطة بالعقل بشكل مباشر، حيث أنّ هيئتنا ضرورة لا بدّ وأن تتوافق مع ما نقوله لأنّ الهيئة تمثّل بشكل رئيسي لغة الجسد، وهناك قواعد بيولوجية تتحكّم في تصرفاتنا وردود أفعالنا بل ويمكن أن تقرّر مصائرنا أيضاً.

المصدر: لغة الجسد، بيتر كلينتون، 2010.لغة الجسد النفسية، جوزيف ميسينجر.ما يقوله كل جسد، جونافارو، 2010.لغة الجسد في القرآن الكريم، الدكتور عودة عبدالله.


شارك المقالة: