المواطنة الرقمية في التدريس التربوي

اقرأ في هذا المقال


المواطنة الرقمية في التدريس التربوي:

تشير المواطنة الرقمية إلى الاستخدام المسؤول للتكنولوجيا من قبل أي طالب يستخدم أجهزة الحاسوب والإنترنت والأجهزة الرقمية من أجل التواصل مع المجتمع على أي مستوى، حيث أن هذا هو السبب في أن المواطنة الرقمية هي موضوع بالغ الأهمية لتعليم طلاب اليوم.

مع استمرار زيادة معدل التقدم التكنولوجي، أصبح العالم ككل أكثر اعتمادًا على الإنترنت في الأنشطة اليومية، ويمكن أن يعني ذلك التحقق من حساب مصرفي أو شراء منتج أو مجرد البقاء على اتصال مع صديق.

ما الفرق بين المواطنة الرقمية الجيدة والمواطنة الرقمية السيئة؟

نتيجة لذلك هناك فرق كبير بين المواطنة الرقمية الجيدة والمواطنة الرقمية السيئة، تُشرك المواطنة الرقمية الجيدة الطلاب الصغار وتوضح لهم كيفية التواصل مع بعضهم البعض والتعاطف مع بعضهم البعض وإنشاء علاقات دائمة من خلال الأدوات الرقمية.

من ناحية أخرى تنطوي المواطنة الرقمية السيئة على التنمر عبر الإنترنت والاستخدام غير المسؤول لوسائل التواصل الاجتماعي ونقص عام في المعرفة حول كيفية استخدام الإنترنت بأمان، ولحسن الحظ  يمكن تدريس جميع المتطلبات تقريبًا ليصبح الطالب مواطنًا رقميًا صالحًا في الفصل الدراسي.

ما هي المفاهيم التي تشملها المواطنة الرقمية؟

إذا كان المعلم يرغب في تعليم المواطنة الرقمية فهو يريد التركيز على مجموعة من المفاهيم الأساسية، قد تبدو هذه المواضيع السبعة معقدة، لكنها تصبح بسيطة بشكل مدهش بمجرد أن تبدأ في التخطيط.

أولاً – التعاطف:

عندما تريد تعليم الطلاب كيف يصبحون مواطنين رقميين جيدين، فإن تعليم التعاطف يعد نقطة انطلاق رائعة، وهذا لأن التعاطف أمر بالغ الأهمية لفهم كيف يتحدث الناس ويتصرفون عبر الإنترنت. نظرًا لأن استخدام الإنترنت يعتمد إلى حد كبير على الاتصالات النصية، فمن المستحيل سماع النغمة الصوتية لشخص ما أو رؤية تعابير وجهه، أو فهم الإشارات غير اللفظية الأخرى التي تحصل عليها عندما تتحدث إلى شخص ما وجهًا لوجه.

نتيجة لذلك من السهل جدًا على مستخدمي الإنترنت إصدار أحكام سريعة وقاسية حول تصريحات شخص ما عبر الإنترنت. وهذا يعني أن مستخدمي الإنترنت من الطلاب، يمكنهم تبادل الضربات اللفظية أو النصية السريعة التي تهدف إلى إيذاء مشاعر شخص ما بدلاً من إجراء محادثة نموذجية قد تسمعها عبر مكالمة هاتفية أو وجهًا لوجه.

في أسوأ الحالات يمكن أن يتحول هذا النوع من السلوك إلى التسلط عبر الإنترنت، والذي تم توثيقه على أنه مشكلة سيئة بشكل خاص لمستخدمي الإنترنت الأصغر سنًا، هذا هو السبب في أن تدريس التعاطف لديه القدرة على إحداث فرق هائل في حياة الطلاب.

كيف يعلم المعلم التعاطف؟

تعليم التعاطف هو التحدي بعد كل شيء كيف تعلم شيئًا لا يزال الكثيرون يعتبرونه عاملاً فطريًا لنفسية الشخص وسلوكه؟ في الواقع التعاطف بسيط في التدريس مثل أي مفهوم آخر. من المهم للطلاب أن يكون لديهم فهم راسخ للتعاطف كمفهوم، حيث يعلم  المعلم أنهم بحاجة أيضًا إلى ممارسته حتى يظل التعاطف معهم، بالإضافة إلى ذلك يمكنهم البدء في تعلم مهارات التعليمية قيمة في نفس الوقت.

ثانياً – كيف يعمل الإنترنت؟

الإنترنت عبارة عن شبكة مذهلة من الخوادم وأجهزة الكمبيوتر المترابطة التي توجه طلبات مستعرض الويب عبر شبكة من الاتصالات، في حين أن هذا تفسير غامض، فإن الحقيقة هي أن الإنترنت قد أصبح كبيرًا ومعقدًا لدرجة أنه من الصعب أن تكون أكثر تحديدًا بشأنه.

يتسم الإنترنت بالسرعة والاستجابة لدرجة أنه من المذهل التفكير في جميع العمليات التي يجب أن تحدث خلف الكواليس فقط حتى يتحقق شخص ما من بريده الإلكتروني، لكن نسبة صغيرة فقط من الناس في العالم بما في ذلك الطلاب يفهمون في الواقع ماهية هذه العمليات حتى عدد أقل من يفهم كيف تعمل هذه العمليات.

عندما تُظهر للطلاب أن الإنترنت يعمل عبر ربط متطور للأدوات الرقمية، فإنك تمهد الطريق لمساعدتهم على فهم العناصر الرئيسية التالية للمواطنة الرقمية أيضًا.

ثالثاً – فهم بيانات المستخدم:

تعد بيانات المستخدم واحدة من أكثر المفاهيم تعقيدًا واهتمامًا في العصر الرقمي، تقوم كل مؤسسة تعليمية لديها موقع ويب تقريبًا بجمع بيانات عن الطلاب، قد تكون هذه البيانات بسيطة مثل الصفحات التي يشاهدها شخص ما وقد تكون معقدة مثل عنوان منزل الشخص. يحتاج الطلاب إلى معرفة البيانات الشخصية  ويحتاجون إلى معرفة كيف يمكنهم حماية أنفسهم.

كيف يعلم المعلم الطلاب بيانات المستخدم؟

يعد تعليم بيانات المستخدم أمرًا صعبًا لأن عددًا قليلاً جدًا من المنافذ يعالج بالفعل بيانات المستخدم في المقام الأول، إنها ظاهرة جديدة وعادة ما يكون استخدامها سرًا خاضعًا لحراسة مشددة، قد لا يعرفها العديد من المعلمين ناهيك عن أن يكونوا في وضع يسمح لهم بتعليم الطلاب.

لحسن الحظ يمكنك تعليم الطلاب بيانات المستخدم من خلال التركيز على البصمات الرقمية للطلاب، ويقصد بالبصمة الرقمية هي العلامة التي يتركها متصفح الويب لشخص ما على الإنترنت، وكلما انتقل إلى أي موقع ويب  يتم تتبع الشخص بواسطة بعض البرامج التي ترى بصمتك.

بعد ذلك عند العودة يطابق نفس البرنامج بصمتك السابقة مع الزيارة الحالية لموقع الويب، والنتيجة هي أن مواقع الويب تعرف هويته، وعدد المرات التي قمت فيها بزيارة موقعها على الويب وماذا فعل أثناء الزيارة.

قد تقوم بعض المؤسسات مثل Facebook و Google بتتبع سلوك الشخص على الإنترنت خارج مواقعها على الويب، سواء كان ذلك قانونيًا أو أخلاقيًا أو عمليًا للأسف لم تتم مناقشته حاليًا في المجتمع السائد، ومع ذلك هذا سبب إضافي لتعليم الطلاب أنهم دائمًا ما يراقبونهم عندما يستخدمون الإنترنت.

رابعاً – ممارسة محو الأمية الرقمية:

المعرفة الرقمية هي ممارسة قراءة المعلومات عبر الإنترنت وفهم ما تعنيه وأين نشأت وما إذا كانت دقيقة، ونتيجة لذلك تعد محو الأمية الرقمية من أصعب المفاهيم التي يجب تدريسها للطلاب.

إنها أيضًا واحدة من أهم الصفات التي يجب أن يتمتع بها الطلاب ليصبحوا مواطنين رقميين جيدين، بعد كل شيء كيف يمكنهم ممارسة المواطنة الرقمية الجيدة إذا لم يتمكنوا من تمييز المعلومات الدقيقة من المعلومات المضللة عبر الإنترنت؟

تتضمن محو الأمية الرقمية أيضًا التعرف على الأخلاق وحماية نفسك عبر الإنترنت وحتى منع التنمر عبر الإنترنت، ومن الصعب تجميعها في موضوع واحد – ولكنها ضرورية للطلاب في الفصول الدراسية في القرن الحادي والعشرين.

كيف تمارس محو الأمية الرقمية؟

يتطلب تدريس محو الأمية الرقمية الكثير من التخطيط والبراعة والمراجعة لضمان فهم الطلاب لما يحتاجون إلى معرفته حول العالم الرقمي، ولحسن الحظ تقدم الشركات من جميع أنحاء العالم دروسًا وأنشطة وتقييمات وأفكارًا حول كيفية تعليم محو الأمية الرقمية.

المصدر: استراتيجديات التدريس الحديثة، د إيمان محمد سحتوت، د زينب عباس جعفر. نظريات المناهج التربوية، د علي أحمد مدكور. تحليل المحتوى في المناهج والكتب الدراسية، د ناصر أحمد الخوالدة. طرق التدريس العامة تخطيطها وتطبيقاتها التربوية، وليد أحمد جابر، ط 1425-2005.


شارك المقالة: