تنمية الذات من خلال القدرة على المواجهة

اقرأ في هذا المقال


“ليست الشجاعة هي قلّة أو غياب الخوف، بل الشجاعة في السيطرة على الخوف والتحكّم فيه” مارك توين.

الحلّ هو مواجهة الخوف:

لا يوجد أحد لا يخاف، ولكن ما نقصده بالخوف هنا، هو الخوف غير المبرّر، والطريقة الوحيدة التي يجب أن نتعامل بها مع الخوف هي مواجهته، فلنقرّر أن نواجه مخاوفنا، وأن نتعامل معها ونضع حداً لها.

جميعنا يخشى العديد من الأشياء، فأن يخاف المرء فهذا أمر عادي وطبيعي وفطري، والحقّ أنّه كلما كنّا أكثر ذكاء زاد عدد المخاوف المحتملة لدينا، فسوف تكون لدينا حساسية أعلى نحو عالمنا، ونحو الأمور التي يبدو منطقياً لنا أن نخشاها.

الاتجاه نحو الخوف:

الفارق الوحيد بين الشخص الشجاع والشخص الجبان، هو أنَّ الشجاع يواجه خوفه، ويتعامل معه، بينما الشخص الجبان يتحوّل عن الخوف ويلوذ بالفرار، فعندما نواجه خوفاً ما ونتحرك باتجاهه فإنَّه يتضاءل ويتناقص، ويفقد قبضته المحكمة حولنا، أمَّا إذا تراجعنا أمام خوف ما، فإنَّه يتضخّم، وسرعان ما يتحكّم بأفكارنا ومشاعرنا.

عندما تصبح لدينا عادة التحرك نحو الخطر، ونقدم على ما نخشاه، ونواجه خوفنا بشكل مباشر، ونتقدّم نحوه بشجاعة، يفقد وقتها قوة التأثير علينا، وسرعان ما نسيطر على مخاوفنا، بدلاً من أن تسيطر هي علينا، وينتابنا شعور هائل بالتحكّم، والصفة التي نحتاج إليها أكثر من أي صفة أخرى لكي نواجه مخاوفنا، هي صفة ضبط النفس.

الأمر المثير هو عندما نلزم أنفسنا، وندربها على مواجهة المخاوف، وعلى التصرف بشجاعة، حتى ولو لم يروق لنا هذا، فإنّ موقف الخوف الذي نواجهه سوف يتلاشى، وقتها سينتابنا شعور بديع تجاه ذاتنا، وسنحظى بإحساس القدرة على التحكّم، والسيطرة على مقاليد حياتنا.

الخوف عامل رئيسي للفشل:

الخوف من أهم أسباب الفشل، والخوف من أهم أسباب ضعف الشخصية، والخوف من أهم أسباب الانقياد وراء الآخرين وعدم القدرة على اتخاذ القرارات، فالخوف عامل رئيسي يتحكّم في عقلنا ومشاعرنا، وإذا لم نحسن السيطرة عليه، سيبادر هو في السيطرة علينا، ومحاولة عزلنا عن العالم الخارجي، وكما أنَّ الخوف مُكتسب، فالشجاعة أيضاً مُكتسبة، ويمكننا أن ننميها عبر السنين، من خلال اكتساب الخبرة والتجربة، والقدرة على المواجهة، والاقتداء بمن يملكون الشجاعة التي قادتهم إلى النجاح المُطلق.

المصدر: المفاتيح العشرة للنجاح، إبراهيم الفقي.غير تفكيرك غير حياتك، بريان تراسي، 2007.قوة التفكير، إبراهيم الفقي.


شارك المقالة: