مفهوم معالجة المعلومات الاجتماعية في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


من أهم المراحل التي يمر بها الإنسان هي المراحل التي يستطيع بها الفرد معالجة المعلومات الاجتماعية، حيث يتم من خلالها تحليل وتشخيص وتفسير المعلومات لتكون مناسبة للمواقف التي يحتاجها الفرد.

مفهوم معالجة المعلومات الاجتماعية في علم النفس

تم تطوير مفهوم معالجة المعلومات الاجتماعية في علم النفس منذ 25 عامًا في محاولة لدمج الظواهر المتنوعة التي تم تحديدها العديد من الباحثين في علم النفس الاجتماعي حول الإدراك الاجتماعي، بعد عدة تكرارات يستمر النموذج في توفير إطار نظري مفيد لتصور ودمج العمليات المدروسة والآلية التي تحدث في مراحل مختلفة من الأداء المعرفي، بما في ذلك الفهم، وتخزين الذاكرة واسترجاعها، والاستدلال، والحكم، واتخاذ القرار، وتوليد المخرجات.

يمكن النظر إلى الصيغ الأكثر تحديدًا لتنظيم المعتقدات والتغيير وتكوين انطباع الشخص والمعالجة المزدوجة والتفاعل بين المعالجة الموجهة نحو الهدف واللاوعي من حيث العمليات المعرفية التي يحكمها النموذج العام الذي تم اقتراحه.

نظرية معالجة المعلومات الاجتماعية للأطفال

نظرية معالجة المعلومات الاجتماعية هي نظرية اتصال يمكن أن تفسر سبب سلوكيات البشر وبالتحديد تصرف الأطفال بعدوانية، حيث تم تطويره بواسطة كينيث دودج ونيكي كريك ويحاول فهم كيف يبدأ الأطفال في إظهار السلوكيات العدوانية تجاه الآخرين، بمعنى آخر يجد الأطفال أنفسهم في موقف معين مع أشخاص آخرين وهناك نوع من المشاكل وعليهم أن يقرروا كيفية التصرف.

وتعتبر نظرية معالجة المعلومات الاجتماعية هي النظرية الثالثة لمشاكل السلوك الإنساني، حيث إنه يركز على الطريقة التي يعالج بها الأطفال والمراهقين غالبًا المعلومات في المواقف الاجتماعية، حيث تشير نظرية معالجة المعلومات الاجتماعية إلى أن الأطفال الذين يعانون من مشاكل السلوك التخريبي يدركون ويفسرون ويتخذون قرارات بشأن المعلومات الاجتماعية بطرق تزيد من احتمالية الانخراط في السلوكيات العدوانية، وقد تكون هذه الصعوبات في المعالجة الاجتماعية ناتجة عن تاريخ من مشاكل التعلق أو وجود دورات قسرية في المنزل.

وفقًا لنظرية معالجة المعلومات الاجتماعية فإن العملية التي يمر بها الأطفال تتضمن خمس خطوات، لذلك يمر الأطفال بخمس خطوات يحصلون فيها على المعلومات ويعالجونها والتي تؤدي في النهاية إلى اتخاذ قرار بشأن كيفية تصرفهم في موقف معين، تتمثل الخطوات الخمس التي يقوم فيها الأطفال بمعالجة المعلومات من خلال ما يلي:

التشفير

الخطوة الأولى في معالجة المعلومات الاجتماعية للأطفال تسمى التشفير، مما يعني أن الناس يحاولون قراءة موقف ما، يحاولون فهم ما يجري مثل ما يفعله شخص آخر وما هي نية الشخص الآخر، على سبيل المثال أن الطفل يقف في الملعب ويقترب منه طفل آخر ثم يحاول الطفل الأول قراءة الموقف وما يحدث.

صنع الصفات

في الخطوة الثانية في معالجة المعلومات الاجتماعية للأطفال يبدأ الطفل في تفسير موقف وسلوك الشخص الآخر، فماذا يعني هذا الموقف وما الذي يجعل شخصًا آخر يتصرف بالطريقة التي يتصرف بها؟ هل يحاول الشخص الآخر استفزازه، أم أنه يحاول فعل شيء آخر؟ على سبيل المثال هل يتنمرون عليه أم أنهم يسألونه شيئًا ما؟

توليد استجابات محتملة

كخطوة تالية في معالجة المعلومات الاجتماعية للأطفال يبحث الطفل عن كيفية الاستجابة للموقف، حيث أنه للقيام بذلك يبحث الطفل في ذاكرته، ويتساءل ما هي الردود التي يمكن استخدامها في هذه الحالة؟ هذا هو المكان الذي يمكن للأطفال العودة فيه إلى السلوك الإنساني الذي تعلموه مثل السلوك المعادي، وما نوع الاستجابة التي يمكن أن تكون حلاً للمشكلة التي يواجهها الطفل الآن؟

صنع القرار

بعد أن أصبح هناك حل محتمل للمشكلة في معالجة المعلومات الاجتماعية للأطفال، يقرر الطفل ما إذا كان هذا الحل هو الأفضل أم لا، أو ما إذا كانت الاستجابة الأخرى قد تكون أفضل، على سبيل المثال هل سيكون العدوان هو الحل الأفضل أم ربما يكون شيئًا آخر؟

التشريع

في الخطوة الأخيرة من معالجة المعلومات الاجتماعية للأطفال يقوم الطفل بما اختاره كأفضل طريقة للتصرف في الموقف.

لذلك يجب على الأطفال معالجة المعلومات الاجتماعية في كل خطوة من هذه الخطوات، حيث يجب عليهم قراءة ما يحدث في الموقف، وعليهم الحصول على معلومات حول ما يمكنهم فعله في هذا الموقف من ذاكرتهم، ومن ثم يتعين عليهم التفكير في نوع السلوك الأفضل في هذا الموقف، حيث يمكن بالطبع أن تكون هذه الخطوات تلقائية جزئيًا، ولا نفكر بالضرورة في كل هذه الخطوات بوعي لكنها يمكن أن تكون تلقائية جزئيًا.

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم.علم النفس العام، هاني يحيى نصري.علم النفس، محمد حسن غانم.


شارك المقالة: