هل من الممكن تزييف لغة الجسد؟

اقرأ في هذا المقال


هل من الممكن تزييف لغة الجسد؟

لغة الجسد طريقة أخرى نتمكّن من خلالها تمرير رسالة ذات مضمون معيّن، ولكن هذا المحتوى يصل بطريقة صامتة قد تكون فطرية في معظم الأوقات، مما يجعل من لغة الجسد لغة الحقيقة التي لا حياد عنها والمنطق الذي لا يمكن أن يتمّ تزييفه وتجسيده بأدوات غير مبرّرة، فلغة الجسد في نهاية المطاف ليست إلّا وسيلة اتصال نستطيع من خلالاها تمرير مشاعرنا وأحاسيسنا بالتشاركية مع الكلام المنطوق.

كيف نعرف حقيقة لغة الجسد؟

دائماً ما نتلقّى هذا السؤال في معظم تعاملاتنا اليومية، هل من الممكن تزييف لغة الجسد؟ والإجابة العامة لهذا السؤال هي لا، بسبب عدم وجود التناغم الذي قد يحدث في هذه الحالة ما بين الإيماءات الأساسية المتمثّلة بلغة الجسد وإشارات الجسد شديدة الصغر والكمات المنطوقة من جهة أخرى، ففتح راحتي اليد لغة  جسد تشير إلى الصدق والأمانة، ولكن عندما يعرض الشخص الكاذب راحة يديه ويقوم بالابتسام وهو يكذب، تقوم إيماءات جسده الصغيرة بكشف أمره، فحدقة عيناه تضيق، ويقوم برفع أحد حاجبيه، وتصيبه الرعشة جانب فمه، وهذه الإشارات تختلف مع إيماءة فتح راحة اليد والابتسامة الصادقة المخلصة، والنتيجة هي أنّ المتلقي وخاصة العنصر النسائي يميلون إلى عدم تصديق ما يسمعون.

من يمكنه تزييف لغة الجسد وإلى أي مدى؟

يحاول الكثيرون تزييف لغة الجسد وتصنّعها لتتوافق مع الطريقة والمزاج العام الذي يتوافق مع المصالح، ولكن ما لا يقتنع به العقل لا تستطيع أعضاء الجسم تمثيله بشكل يتوافق مع الكلام المنطوق، فتكون لغة الجسد مغايرة تماماً للكلام المنطوق، لتظهر لغة الجسد وكأنها تنتفض في وجه الأكاذيب، وهذا الأمر من السهل كشف حقيقته كون لغة الجسد من أهم مبادئها كشف الأحاسيس الغامضة التي تجول في الخاطر.

لغة الجسد أصبحت وسيلة يستخدمها البعض للوصول إلى تحقيق الغايات، ولكن هذه الطريقة تعتبر من أوضح السبل التي يقوم بأدائها محترفون على تجسيد لغة الجسد، ألا وهم فئة ممثلي المسرح والسينما وعدد من السياسيين البارزين، إلا أنّ المتخصّصين في قراءة وتحليل لغة الجسد يملكون القدرة على كشف الأخطاء التي يعتبرها البعض صغيرة في كشف الجانب التمثيلي من الأمر، ليجعل من لغة الجسد لغة لا يمكن تزييفها على المدى الطويل، فهي لغة مستقلة ذات أركان وقواعد واضحة لا تخفى على أحد.

المصدر: لغة الجسد النفسية، جوزيف ميسنجير. ما يقوله كل جسد، جونافارو، 2010. لغة الجسد في القرآن الكريم، عوده عبداللة. لغة الجسد، بيتر كلينتون، 2010.


شارك المقالة: