ما هي الخصائص العامة للكائنات الدقيقة؟

اقرأ في هذا المقال


الخصائص العامة للكائنات الدقيقة:

على الرُّغم من اختلاف خصائص الأحياء الدقيقة عن بعضها البعض من حيث الشكل والحجم وتركيب للخلايا إلى أنها جميعاً لا يمكن رؤيتها أو تمييز أجزائها إلى استخدام الميكروسكوب والغالبية العظمى من هذه الكائنات وحيدة الخلية مثل البكتيريا الحقيقة (eubacteria)، والبروتوزوا (protozoa)، والخميرة (yeast).

لكن هنالك أيضاً كائنات دقيقة عديدة الخلايا مثل الفطريات (fungi)، ومعظم الطحالب (algae)، وبعض البكتيريا الراقية مثل بكتيريا الحديد (iron bacteria)، كما أنَّ بعض الكائنات الحيّة الدقيقة لا تمتلك تركيب خلوي (non-cellular organisms)، مثل الفيروسات.

على الرغم من صغر حجم خلية الكائن الدقيق مقارنة بالخلية النباتية أو الحيوانية فإنّ هذه الخلية تمثل وحدة كاملة تتسم بكل الصفات الحيوية وتقوم بنفس الأنشطة التي تقوم بها النباتات والحيوانات التي تتمايز أنسجتهما حيث يقوم كل نسيج بوظيفة خاصة به مثل أنسجة القشرة واللحاء والخشب في النبات ونسيج العضلي في الحيوان.

خلايا الكائنات الدقيقة لها تركيب بنائي وكيميائي محدد يجعلها قادرة على التنفس، والتغذية، والتكاثر، والقيام بالأنشطة الأيضية المختلفة، والمميزة للكائنات الأكثر رقياً ولكن تتم كل من هذه العمليات من خلال أنظمة فسيولوجية مميزة لها.

ومن المعروف أنّ الخلايا الحيوانية لا تحتوي على بلاستيدات خضراء وبتالي فإنَّ الحيوان يحصل على الكربون والطاقة من المواد العضوية في حين تحصل النباتات على طاقة من ضوء الشمس وعلى الكربون من ثاني أكسيد الكربون نظراً من احتواء خلاياها على البلاستيدات الخضراء التي تقوم بعملية التمثيل الضوئي.

أمّا الكائنات الدقيقة فبعضها يحتوي على كلوروفيل بكتيري داخل تركيبات خاصة وبالتالي تستطيع استخدام الطاقة الضوئية وبعضها يحتاج إلى مواد غير عضوية بسيطة مثل أملاح النشادر أو بعض الأملاح المعدنية الأخرى للحصول على طاقة والبعض الآخر يحتاج لمواد عضوية للحصول على طاقة.

قد أدى ظهور الميكروسكوب الإلكتروني في المنتصف من القرن العشرين والذي يستطيع تكبير الأشياء لدرجة تصل إلى (400) ألف مرّة إلى اكتشافات هامّة متعلقة بالتركيب الداخلي للخلايا، حيث أوضحت الدراسات أنّه يمكن تقسيم الكائنات الحيّة جميعها إلى مجموعتين بناء على تركيبها الخلوي فالخلية الأكثر تعقيداً وتطوراً وتحتوي على نواة حقيقة تسمّى مجموعة (Eucaryotes).

تشمل الحيوانات والنباتات الراقية وكذلك الفطريات ومعظم الطحالب والبروتوزوا، أمّا إذا كانت الخلية بسيطة التركيب وتحتوي على نواة بدائية (أي أنّ المادة النووية منتشرة في سيتوبلازم الخلية وغير محاطة بغشاء نووي)، فتسمّى مجموعة (Procaryotes)، وهي تضم البكتيريا والسيانوبكتيريا (وكانت تعرف سابقاً بالطحالب الخضراء المرتزقة).

عموماً فقد أكّدت وسائل البحث العلمي التي مكّنت الإنسان من دراسة الكائنات الدقيقة على المستوى الجزيئي، إنّ هنالك العديد من الصفات المشتركة الأساسية لجميع الكائنات، وأن الاختلافات الواضحة بينها ما هي إلّا نتائج عمليات التطور الذي شهدته هذه الكائنات على امتداد تاريخها الطويل لمواءمة التغيرات الحادة في الظروف البيئية والمعيشية على هذا الكوكب.

لا بدّ أن نشير إلى أنّ الكائنات الدقيقة تتميز بقدرتها العالية على التأقلم السريع مع الظروف البيئية وهذه الخاصية تجعلها أكثر الكائنات انتشاراً وأكثرها تأثيراً في الوسط التي تعيش فيه ولكن بعض الكائنات الدقيقة بحكم نشاطها وطبيعة معيشتها تكون أكثر تأثيراً أو ارتباطاً بالنشاط الزراعي أو الغذائي من غيرها من الفطريات والبكتيريا، بينما يكون البعض الآخر أكثر ارتباطاً بالبيئة مثل البروتوزوا الطحالب.

المصدر: كتاب الميكروبيولوجيا الزراعية تأليف الدكنور وجدي عبدالمنعم مشهور، الدكتور مجدي إسماعيل مصطفىالمرشد في البكتيريا تأيف عبدالمنعم سليمانالكتاب العلمي في علم الأحياء للمؤلف عبدالرحمن المهنا، جمال الدين حامد،كامل محمود


شارك المقالة: