النزوح الظهري للحنك الرخو في الخيول

اقرأ في هذا المقال


النزوح الظهري للحنك الرخو (Dorsal displacement of the soft palate_DDSP) هو اضطراب تنفسي شائع في الخيول التي تعمل بسرعات عالية مثل خيول السباق، ولكن غير الشائع خلاف ذلك، كما أنّ الحنك الرخو للخيول عبارة عن تحرك من الأنسجة التي تكون في وضع الراحة لتغلق مجرى الهواء الفموي وتفتح مجرى الهواء الأنفي، وفي بعض الخيول يمكن أن ينزلق الحنك الرخو أحيانًا خلف لسان المزمار ويخرج من موضعه؛ مما يعيق مرور الهواء جزئيًا، ويُلاحظ النزوح الظهري المتقطع بشكل أكثر شيوعًا في الخيول التي تعمل بسرعات عالية مثل خيول السباق، ومع ذلك فإن الإزاحة الظهرية المستمرة للحنك الرخو متسقة عبر مجموعات الخيول.

ما هو الحنك الرخو؟

الحنك الرخو هو امتداد للحنك الصلب الذي يفصل بين تجويف الفم وتجويف الأنف، ويشكل الحنك الرخو ختمًا بقاعدة لسان المزمار وهو عبارة عن قطعة من الغضروف على شكل مثلث تنقلب لأعلى لحماية مجرى الهواء أثناء البلع حتى لا يدخل الطعام القصبة الهوائية ويتقدم إلى الرئتين، وأثناء التمرين يتحرك الحنك الرخو لأسفل ويفتح مجرى الهواء لزيادة مساحة مرور الهواء إلى الرئتين، والأهم من ذلك أن لسان المزمار يجلس بقوة أعلى الحنك الرخو ليشكل حاجزًا بين تجويف الفم والأنف؛ مما يسمح للحصان بالتنفس بالكامل من خلال أنفه.

أعراض النزوح الظهري للحنك الرخو في الخيول

تختلف أعراض النزوح الظهري للحنك الرخو في الخيول اختلافًا طفيفًا اعتمادًا على ما إذا كان عائقًا متقطعًا أو حالة مستمرة، كما سيعاني كلا النوعين من المرض من السعال والاختناق عندما يواجهان مشكلة في الحلق الرخو، ولكن ظهور المرض والنتيجة مختلفان، ويتم حدوث النزوح الظهري للحنك الرخو المتقطع بشكل حصري تقريبًا عن طريق الجري وسوف يقلل الحصان فجأة من السرعة أثناء السعال، وبمجرد أن يبطئ الحيوان من سرعته يصبح قادرًا على البلع؛ مما يعيد لسان المزمار إلى مكانه الصحيح ويسمح للأعراض بالتوقف.

كما ستصدر الحيوانات التي لديها حالة النزوح الظهري للحنك الرخو أصوات قرقرة عالية مع تمرين أكثر اعتدالًا وستظهر أيضًا بأصوات السعال والاختناق، لكن البلع لن يزيل المشكلة، وقد تعاني الخيول المصابة أيضاً من السعال والاختناق عند الأكل والشرب لأن الطعام والسوائل تشق طريقها أحيانًا إلى الجهاز التنفسي، كما تشمل الأعراض الأخرى ما يلي:

  • السعال (Coughing).
  • الاختناق (Choking).
  • صعوبة في البلع (Dysphagia).
  • أصوات الغرغرة (Gurgling noises).

أنواع النزوح الظهري للحنك الرخو في الخيول

  • النزوح الظهري للحنك الرخو المتقطع (Intermittent DDSP): يحدث هذا النوع من الإزاحة عندما يتنفس الحصان بصعوبة، وغالبًا عند الجري بأقصى سرعة، وعندما يضطر الحصان إلى الإبطاء فإنه يميل أيضًا إلى البلع وتؤدي حركة البلع إلى انزلاق لسان المزمار إلى الموضع الصحيح، وتكون الإزاحة المتقطعة أكثر انتشارًا مع الخيول مثل خيول السباق التي تعمل عادةً بسرعات عالية.
  • النزوح الظهري للحنك الرخو المستمر (Persistent DDSP): هذا النوع من الإزاحة أقل شيوعًا من الإزاحة الظهرية المتقطعة ولكن لها أعداد متسقة عبر مجموعات الخيول، ومع نوع النزوح المستمر لا يستعيد لسان المزمار موقعه الصحيح عندما يبتلع الحصان تاركًا مجرى الهواء مسدودًا جزئيًا والقصبة الهوائية مفتوحة جزئيًا، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى مضاعفات إضافية عند الأكل والشرب حيث يتم إدخال جزيئات الطعام والسوائل في منطقة الرئة.

أسباب النزوح الظهري للحنك الرخو في الخيول

هناك العديد من النظريات المتعلقة بأسباب كل من النزوح الظهري للحنك الرخو المتقطع والمستمر، وعلى الرغم من عدم وجود إجماع داخل المجتمع البيطري حتى الآن، ولكن تتضمن بعض الأسباب المحتملة لهذه الحالة ما يلي:

 أسباب الإصابة بالنزوح الظهري للحنك الرخو المتقطع في الخيول ما يلي:

  • الأضرار التي لحقت إما الحنك الرخو أو لسان المزمار.
  • الحركة الزائدة للوراء في الحنجرة.
  • تشوهات الحنك الرخو أو لسان المزمار.
  • فتح الفم أثناء السباق.

أسباب الإصابة بالنزوح الظهري للحنك الرخو المستمر في الخيول ما يلي:

  • تكيسات أو زوائد على الحنك الرخو أو لسان المزمار.
  • تلف الحنك الرخو أو لسان المزمار.
  • الالتهابات الفطرية أو البكتيرية في الجيب الحلقي.
  • التهاب الأعصاب التي تتحكم في كل من الحنجرة والحنك الرخو.
  • تشوه الحنك الرخو أو لسان المزمار.

كيفية تشخيص النزوح الظهري للحنك الرخو في الخيول

سيبدأ الطبيب البيطري بالفحص البدني كامل لاستبعاد أي اضطرابات أخرى مثل انحباس لسان المزمار أو انهيار الأحبال الصوتية التي يمكن أن تسبب العديد من نفس أعراض الجهاز التنفسي، ويعد النزوح الظهري للحنك الرخو المستمر أمرًا بسيطًا نسبيًا في التشخيص باستخدام منظار داخلي، فعندما يتم إدخال منظار داخلي في مجرى الهواء العلوي للحصان مع عرض تقديمي قياسي يجب أن يكون لسان المزمار مرئيًا بوضوح، ومع ذلك يظل لسان المزمار للحصان ذي النزوح المستمر مخفيًا خلف الحنك الرخو ولا يكون مرئيًا بشكل عام باستخدام المنظار الداخلي.

يمكن أخذ المسحات لاستبعاد أو تأكيد أي عدوى بكتيرية أو فطرية في الجيب الحلقي، كما يمكن أن يكون تشخيص النزوح المتقطع أكثر صعوبة قليلاً لأنه يحدث فقط عند ممارسة الرياضة، وهذا يعني أن الفحص بالمنظار أثناء راحة الحصان من المرجح أن يبدو طبيعيًا تمامًا، ومن أجل التشخيص الدقيق للنزوح الظهري للحنك الرخو متقطع سيحتاج الحصان المصاب إلى إعادة الفحص أثناء استخدام جهاز المشي.

كيفية علاج النزوح الظهري للحنك الرخو في الخيول

هناك العديد من الخطط العلاجية المتاحة لهذا الاضطراب وكل حالة فريدة من نوعها وأي أسباب كامنة مثل الالتهابات البكتيرية أو الفطرية يجب معالجتها قبل أن يتم علاج الحالة، كما تبدأ معظم خطط العلاج التحفظية بالأدوية المضادة للالتهابات والراحة وتتقدم إلى العلاجات الجراحية فقط إذا لم تنجح خيارات العلاج الأقل تكلفاً، ولم يتم إثبات فعالية أي علاج جراحي أكثر من العلاجات الأخرى.

يمكن أن تتضمن بعض الخيارات التي قد يقترحها الطبيب البيطري ما يلي:

  • الأدوية (مضاد للبكتيريا، مضاد للفطريات، مضاد للالتهابات).
  • الراحة.
  • ربطة اللسان.
  • قد تكون العلاجات الجراحية مطلوبة.
  • كوي الحنك الرخو بإجراءات حرارية وليزر.
  • تكبير لسان المزمار؛ يتضمن حقن الكولاجين في لسان المزمار لتقويته.
  • الاستئصال العضلي؛ يتضمن قطع جراحي للعضلة، وفي هذه الحالة فإن العضلات التي يتم قطعها هي عضلات حزام الرقبة.
  • استئصال عظمة الركاب، وهذه الجراحة هي إجراء لإزالة جزء صغير من الحافة الخلفية للحنك الرخو من أجل تقوية الحافة لتقليل احتمالية حدوث النزوح.

الشفاء التام من النزوح الظهري للحنك الرخو في الخيول

سيكون لعلاج النزوح الظهري للحنك الرخو نتائج متغيرة اعتمادًا على سبب الحالة وقد يكون التكرار محتمل حتى بعد العلاج الناجح، كما ستحصل الخيول التي خضعت لعملية جراحية لهذه الحالة على فترة راحة إجبارية من (2 إلى 4) أسابيع بالإضافة إلى الأدوية الموصوفة التي يجب إعطاؤها، وسيحدد الطبيب البيطري متى يمكن أن يعود الخيل إلى النشاط.

المصدر: تربية وأمراض الخيول، طبعة رقم 1، الدكتورة كريمة عاكول منخي الصالحيأمراض الحيوان/ التعليم الفني والتدريب المهني السعودية/ قسم: الإنتاج الزراعي/ تاريخ الإصدار/ 10 أغسطس 2005العلاج التطبيقي لأمراض حيوانات المزرعة/ محمد محمد هاشم/ قسم/ الاخصاء التطبيقي/ تاريخ الإصدار: 01 يناير 2009 الحيوانات عندما تمرض/ حازم عوض/ قسم: وقاية النباتات/ تاريخ الإصدار:01 يناير 2018


شارك المقالة: