ضمور المخيخ في الخيول

اقرأ في هذا المقال


مرض ضمور المخيخ (Cerebellar abiotrophy) ويُشار إليه أحيانًا باسم ضمور التغذية القشري المخيخي (Cerebellar Cortical Abiotrophy_CCA)، وينتج عن تدمير الخلايا العصبية (خلايا بركنجي) في مخيخ الدماغ، والمشكلة هي أن الخلايا غير قادرة على إصلاح نفسها وهي مسؤولة عن التنسيق والتوازن، وبدون هذه الخلايا العصبية لن يكون الحصان قادرًا على الحكم بالمسافات والحفاظ على توازنه وسوف يتعرض لسقوط متكرر.

نبذة عن ضمور المخيخ في الخيول

ضمور المخيخ في الخيول هي مرض خلقي يصيب الدماغ وهو منهك وغير قابل للشفاء، ويبدو أن هذا المرض العصبي يؤثر بشكل أساسي على سلالات معينة من الخيول مثل الخيول العربية وخيول الباشكير المجعد وتراكينرز والمهور الويلزية، ومع ذلك فقد تم الإبلاغ عن سلالات أخرى مثل جوتلاند السويدية والخيول المصغرة وأولدنبورغ على أنها معرضة لهذه الحالة بشكل أكبر، كما أنّ علامات ضمور المخيخي التي تظهر هي هي رعشة في الرأس وصعوبة في الوقوف وصعوبة في المشي، ويمكن للحصان أن يحمل هذا المرض بالفعل دون أن يكون له أي آثار جانبية.

تبدو معظم الخيول المصابة بالضمور المخيخي طبيعية عند الولادة، وقد لا يظهر المرض لمدة أربعة أشهر تقريبًا، على الرغم من وجود بعض الحالات التي يكون فيها المرض واضحًا عند الولادة والبعض الآخر لا يتم ملاحظته حتى يزيد عمر الحصان عن عام، ونظرًا لأنه مرض تدريجي في كثير من الحالات فإنه لا يمكن ملاحظته دائمًا وقد لا يتم ملاحظته حتى يتم تدمير الخلايا العصبية في الغالب، ولسوء الحظ لا يمكن ركوب الخيول المصابة بهذه الحالة لأنها غير منسقة للغاية، وأيضًا الخيول التي تعاني من حالة شديدة تشكل خطر على نفسها بسبب مدى تعرضها للحوادث، كما تكون سيئة للغاية لدرجة أن الحصان قد لا يتمكن حتى من الجلوس.

يمكن أن تكون العلامات العصبية المميزة في المهور العربية هي المعايير الأولية للاشتباه في حالة ضمور المخيخ، كما يبقى الدم في الحيوانات المصابة عادةً ضمن الحدود الطبيعية، ويمكن الكشف عن التشوهات في السائل الدماغي الشوكي، كما يمكن استبعاد الأسباب المحتملة الأخرى للعلامات العصبية، مثل الإصابات أو عيوب الهيكل العظمي باستخدام أساليب التصوير مثل الصور الشعاعية (الأشعة السينية)، ويمكن استبعاد الأمراض المعدية مثل التهاب الدماغ الأولي في الخيول من خلال الاختبارات المتاحة، كما يجب استخدام اختبار الحمض النووي لتأكيد تشخيص حالة الضمور المخيخي، كما يمكن تأكيد التشخيص بعد الوفاة عن طريق فحص المخيخ.

أعراض ضمور المخيخ في الخيول

عادةً ما يتم ملاحظة أعراض ضمور المخيخ مباشرة بعد الولادة، ولكن قد يتم تجاهلها لعدة أشهر لأنها يمكن أن تشبه الحالات الأخرى، وفي بعض الأحيان يُعتقد أن الحصان يتعرض للإصابة عند سقوطه أو يكون الاهتزاز ناتج عن إصابة، كما يمكن أن تختلف الأعراض في شدتها؛ حيث تظهر بعض الخيول عدم قدرة شديدة على المشي والجري وعدم التوازن وبعضها يبدو طبيعيًا، ومع ذلك إذا ظهرت هذه الأعراض على الخيل فيجب الاتصال بالطبيب البيطري المختص بالخيول على الفور، وتشمل أعراض الضمور المخيخي ما يلي:

  • عدم التوازن.
  • وقفة واسعة الساق ومبالغ فيها.
  • يكون الحصان غير قادر على النهوض من الاستلقاء.
  • كثرة السقوط.
  • الخطوة الكبيرة.
  • الارتجاج.
  • الارتعاش.
  • مشية غير طبيعية.
  • الانهيار.

أسباب ضمور المخيخ في الخيول

وجد المتخصصون الطبيون أن الضمور المخيخي هو مرض وراثي متنحي وراثي لكنهم لم يتمكنوا من العثور على السبب الدقيق، ولكن يؤثر فقدان بعض الخلايا العصبية بشكل كبير على التوازن والتنسيق، كما يمكن أن تعاني أي سلالة من الخيول يصل عمرها إلى عام واحد من هذه الحالة، كما أنّ هناك سلالات معينة أكثر عرضة للإصابة، مثل المهر العربي، خيول تراكينرز، المهور الويلزية، ومهور جوتلاند السويدية.

كيفية تشخيص ضمور المخيخ في الخيول

إذا ظهرت أعراض الضمور المخيخي على الحصان، فمن المهم رؤية طبيب بيطري متخصص في رعاية الخيول، وفي حين أن أعراض ضمور المخيخ عادةً ما تكون واضحة للطبيب البيطري، إلا أنه من المستحيل الحصول على تشخيص نهائي حتى إجراء فحص ما بعد الوفاة؛ حيث تتشابه الأعراض مع الإصابات أو الأمراض الأخرى مثل متلازمة المتذبذب وإصابة الرأس ونقص تنسج المخيخ والتهاب النخاع الشوكي، لذلك سيحتاج الطبيب البيطري إلى استبعاد أي شيء آخر قبل تأكيد التشخيص الملموس، كما سيتم إجراء الفحص البدني أولاً، والذي يشمل ضغط الدم والوزن والطول ودرجة حرارة الجسم وأصوات التنفس ودرجة حالة الجسم والعرج وفحص الرؤية.

سيرغب الطبيب البيطري في رؤية الحصان يمشي لرؤية أداء العضلات والمفاصل، كما أنّ هناك أيضًا العديد من الاختبارات العصبية التي يمكن للطبيب البيطري إجراؤها لمعرفة ما إذا كانت الأعراض متوافقة مع حالة ضمور المخيخ، كما يوصي بعض الأطباء البيطريين للخيول بإجراء البزل الشوكي للتحقق من الاضطرابات العصبية الأخرى، ومع ذلك هذا ليس شائعًا، وهناك أيضًا اختبارات الحمض النووي التي يمكنها التحقق من وجود أليل ضمور المخيخ، ولكن هذا سيؤكد فقط أن الخيل حامل للمرض، ولا تؤكد ضرورة التشخيص، وبالإضافة إلى ذلك يجب إجراء الاختبارات المعملية لاستبعاد الأمراض الأخرى.

وبعض هذه الاختبارات عبارة عن ملف كيميائي لتقييم وظيفة الأعضاء الحيوية والتمثيل الغذائي وفحص الدم الكامل ونتروجين اليوريا في الدم للتحقق من مستويات البروتين، وقد تكون هناك حاجة أيضًا إلى الصور الشعاعية الرقمية (الأشعة السينية) والموجات فوق الصوتية وربما التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المحوسب.

كيفية علاج ضمور المخيخ في الخيول

لا يوجد علاج لضمور المخيخ، ولكن عادةً ما يتحلل المرض خلال العامين الأولين من العمر، وعادةً ما يكون ذكاء الحصان ومعظم الوظائف المعرفية طبيعيًا لذا إذا كان الحصان مصابًا بشكل طفيف فمن المتوقع أن يعيش بشكل منتظم، كما أنّ الحصان المصاب بالحالات الشديدة من الضمور المخيخي عادةً لا يكون محظوظًا ويحتاج إلى القتل الرحيم لمنعه من إيذاء نفسه أو الآخرين.

الشفاء التام من الضمور المخيخي في الخيول

إذا كان الخيل قادرًا على العمل والاعتناء بنفسه، فكل ما يجب فعله هو توفير منطقة آمنة للحوادث لمنعه من إيذاء نفسه، كما سيقدم الطبيب البيطري إرشادات حول ما يمكن القيام به ومدى سرعة تقدم حالة الضمور المخيخي، كما لا يوصى بركوب هذه الخيول أو تشغيلها بأي شكل من الأشكال بسبب عدم قدرتها على الحفاظ على التوازن.

المصدر: تربية وأمراض الخيول، طبعة رقم 1، الدكتورة كريمة عاكول منخي الصالحيأمراض الحيوان/ التعليم الفني والتدريب المهني السعودية/ قسم: الإنتاج الزراعي/ تاريخ الإصدار/ 10 أغسطس 2005العلاج التطبيقي لأمراض حيوانات المزرعة/ محمد محمد هاشم/ قسم/ الاخصاء التطبيقي/ تاريخ الإصدار: 01 يناير 2009 الحيوانات عندما تمرض/ حازم عوض/ قسم: وقاية النباتات/ تاريخ الإصدار:01 يناير 2018


شارك المقالة: