طائر السمان وصغاره

اقرأ في هذا المقال


طائر السمان (Quail) هو طائر صغير على شكل كمثرى، يتكاثر في الأراضي العشبية الطويلة وحقول الحبوب من غرب أوروبا شرقًا إلى آسيا الوسطى والشتاء في موطن مماثل في إفريقيا وجنوب أوروبا وجنوب آسيا، ونادرًا ما يتم رؤيته وغالبًا ما يتم اكتشافه بواسطة صفير الذكر المؤكد، والأغنية يمكن تقديمها في الليل، وعند شطفه ينفجر من تحت القدم ويطير بقوة مع طنين ضربات الجناح والانزلاقات القصيرة، ولا يوجد معلومات عن الافتراس لهذا النوع في الوقت الحالي، ويوجد حوالي 20 نوعًا مختلفًا من السمان البري حول العالم وحوالي 70 سلالة محلية، ويتصرف السمان المنزلي بشكل مشابه جدًا لسلوك السمان البري على الرغم من أنّه يبدو أنّه فقد بعض أو كل غرائز الهجرة.

موطن طائر السمان

هذه الطيور المهاجرة لها مجموعة تكاثر في أوروبا وتركيا وآسيا الوسطى إلى الصين، كما إنّهم يقضون الشتاء في الهند والصين وجنوب شرق آسيا والساحل الشمالي الغربي المتطرف لأفريقيا وأجزاء أخرى من أفريقيا، بما في ذلك النطاق الصحراوي في وسط إفريقيا ووادي نهر النيل من مصر إلى كينيا وأنغولا، وتوجد سباقات أفريقية في كينيا وتنزانيا وملاوي جنوبًا إلى ناميبيا وجنوب إفريقيا وموزمبيق وكذلك في أجزاء من مدغشقر، وطائر السمان الشائع هو الطيور البرية والمعتدلة والاستوائية، والمراعي هي الموطن العام للسمان الشائع، ويُفضل طائر السمان الشائع الغطاء النباتي الطويل الكثيف بينما يتم تجنب حواف الغابات والأسيجة.

كما تستخدم الحقول المزروعة من القمح الشتوي والبرسيم ومحاصيل الحبوب الصغيرة كغطاء تعشيش، ويشرع طائر السمان المشترك وطائر السمان الياباني في عمليات الهجرة لمسافات طويلة، وتم الإبلاغ عن طائر السمان لم يتجاوز عمره شهرين من مناطق في أوروبا وشمال إفريقيا، والسمان المشترك يطير في الليل، وأعشاشه على الأرض، وهذا نوع بعيد المنال وغير معروف إلّا قليلاً ويحتفظ بغطاء كثيف وقد يتم التغاضي عن العديد من الطيور، وفي السابق كان مربيًا أكثر انتشارًا في أيرلندا عندما كانت الحبوب تزرع في حيازات صغيرة، وقد انخفض مع نمو الحبوب وربما تأثر بضغط إطلاق النار الشديد في البحر الأبيض المتوسط حيث يعد طائرًا شائعًا.

مظهر طائر السمان

يبلغ طول طائر السمان الشائع حوالي 17.5 سم ويزن 70 إلى 155 جم، ويبلغ طول جناح الذكور 110 إلى 115 ملم ومن 107 إلى 116 ملم للإناث، كما يبلغ قياس الذيل من 31 إلى 38 ملم للذكور و 36 إلى 44 ملم للإناث، ولديه ريش خفي وبني معرق مع حاجب شاحب حيث الذكور لديه شريط أسود الحلق، ويشبه إلى حد بعيد طائر السمان الياباني الذي يكون لذكر وجهه أغمق بكثير، وتكون الإناث والطيور غير الناضجة والأنواع الداجنة التي يتم الاحتفاظ بها كأسير للبيض ويمكنها الهروب ربما لا يمكن فصلها بأمان في الحقل.

طائر السمان في كاليفورنيا طائر ممتلئ الجسم قصير العنق برأس ومنقار صغير، ويطيرون على أجنحة قصيرة وعريضة للغاية، والذيل طويل ومربع إلى حد ما، وكلا الجنسين لهما عقدة علوية على شكل فاصلة من الريش بارز للأمام من الجبهة وأطول في الذكور من الإناث.

تكاثر طائر السمان والصغار

يمكن أن تكون روابط أزواج طيور السمان الشائعة قوية جدًا، حيث يصل الذكور إلى مناطق التكاثر قبل الإناث، ويطلقون نداءات تذمر بصوت عالٍ قبل المكالمة الإقليمية، وبمجرد وصول الإناث تحدد موقع العش ثم تستجيب لنداء الذكر بدعوة جذب وهي: “whic! whic-ic” أو: “whit-whit’tit”، ثم ينخرط الذكر المحلي في تلك المنطقة في عرض دائري للإناث عن طريق تحريك حنجرته وريش صدره وجناحه أقرب إلى الأنثى المتدلية على الأرض، ويرقص في دائرة حول الأنثى بينما ينطق بملاحظات ناعمة، وسوف يشارك الذكور أيضًا في التبول، بعدها تستجيب الأنثى بدعوة جذب قبل الجماع مباشرة.

طائر السمان المشترك يبني أعشاشه في العشب، ويمتد موسم التكاثر في أوروبا من منتصف مايو إلى أواخر أغسطس، ففي أفريقيا يحدث التكاثر من سبتمبر إلى مارس، على الرغم من أنّها تتكاثر في كينيا خلال موسم الأمطار من يناير إلى فبراير، وقد يحتوي طائر السمان الشائع على ما يصل إلى ثلاثة براثن في الموسم الواحد.

عادة ما يحتوي سمان على حضنة واحدة من 10 إلى 12 بيضة شاحبة، وتحتضن الأنثى البيض لمدة 21 إلى 24 يومًا، والعش عبارة عن منخفض ضحل تصطف على جانبيه العشب والأوراق والنباتات، وإذا كان على الأرض أو لا يزيد ارتفاعه عن 10 أقدام عن الأرض، وتفقس جميع البيض في نفس اليوم ويتم تغطية الكتاكيت المبكرة بالكامل بالزغب، ويغادرون العش بعد فترة وجيزة من الفقس معتمدين على والديهم لحمايتهم وتحديد مكان الطعام.

لون البيض ناصع البياض ويبلغ طوله حوالي 2.5 سم أو أكبر قليلاً، وتزن حوالي 8.5 جرام، وكما هو الحال مع العديد من طيور السمان فإنّ طائر السمان عبارة عن طبقات غزيرة الإنتاج، حيث يضع طائر السمان الشائع في أوروبا ما بين 8 و 13 بيضة لكل قابض، بينما في أفريقيا يتكون القابض من 6 إلى 12 بيضة، ومع ذلك قد يعكس العدد الأكبر وضع أنثى، ومدة الحضانة من 17 إلى 20 يومًا، وطائر السمان الصغير الكتكوت قادر على الطيران عندما يبلغ من العمر أحد عشر يومًا.

كما أنّ فراخ طيور السمان الشائعة هي مبكرة، ولا تتوفر معلومات عن عمر أو طول العمر لهذه الأنواع إلى هذا الوقت، كما يحتفظ الذكور بمناطق تكاثر حيث يتصلون ويعرضون لجذب الإناث، وكذلك لا تتوفر معلومات عن النطاق المحلي لهذه الأنواع في الوقت الحالي.

طائر السمان وعادات الطعام

بشكل عام طائر السمان الشائع يستهلك المواد النباتية، ومع ذلك فإنّ كمية البروتين التي يتناولونها أكبر من تلك الموجودة في طائر السمان الصيني المطلي (Coturnix chinensis)، وتتطلب الإناث نظامًا غذائيًا عالي البروتين للتربية، كما يتم استهلاك بذور الحشائش والحبوب والحشرات الصغيرة ويرقاتها بما في ذلك الخنافس والبق الحقيقي والنمل وبصوص الأذن والأورثوبتران.

طائر السمان وأدوار النظام البيئي

طائر السمان الشائع له تأثير على النباتات والحشرات التي يأكلونها، كما أنّ طائر السمان الشائع وبيضه يوفران الغذاء للإنسان، وأنّها من الطيور الشائعة والمحبوبة، ويُقدَّر أنّ 1.4 مليار سمان تزرع سنويًا للحصول على لحومها وبيضها، وتتم زراعة غالبية السمان في الصين، حيث ينتج هناك أكثر من 80٪، وينتج الاتحاد الأوروبي أكثر من 100 مليون سمان، ولكن الصناعة غير منظمة إلى حد كبير ولا توجد إحصاءات رسمية منشورة حول هذا الموضوع، ويتم ذبح السمان الذي يتم تربيته من أجل اللحم لمدة 5 أسابيع تقريبًا.

تبدأ دجاجات السمان البياضة في وضع البيض في حوالي 7 أسابيع وسيتم ذبحها في حوالي 8 أشهر من العمر، وتتم تربية الغالبية العظمى من السمان بشكل مكثف في أقفاص تعمل بالبطاريات أو في حظائر مكتظة، ومن الناحية السلبية فأنّ طيور السمان لا تؤثر على البشر سلبًا بالسمان الشائع.

طائر السمان وحالة الحفظ

لم يتم سرد طائر السمان الشائع من قبل أي من الاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة (International Union for Conservation of Nature – IUCN) أو (CITES)، ومع ذلك فقد تم الإبلاغ عن انخفاض السكان المحليين نتيجة لتغيرات الموائل والصيد، وقد تم تصوير طائر السمان بالهيروغليفية المصرية التي يعود تاريخها إلى حوالي 5000 قبل الميلاد، وتم تربية هذه طيور في الأسر بأعداد كبيرة منذ عشرينيات القرن العشرين، كما تشير بيانات تهجين الحمض النووي إلى أنّ طائر السمان يرتبط ارتباطًا وثيقًا بطيور الدراج (Francolinus) وطيور حجل الصخر (Alectoris).

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: