ماذا تعرف عن حياة الزرافة وصغيرها

اقرأ في هذا المقال


الزرافات هي أطول الحيوانات البرية، ويمكن للزرافة أن تنظر إلى نافذة من الطابق الثاني دون أن تضطر حتى إلى الوقوف على أطراف أصابعها، كما تزن رقبة الزرافة التي يبلغ طولها 6 أقدام (1.8 متر) حوالي 600 رطل (272 كجم)، ويبلغ طول أرجل الزرافة 6 أقدام (1.8 متر)، وتبدو الأرجل الخلفية أقصر من الأرجل الأمامية ولكنها بنفس الطول تقريبًا، ويبلغ طول قلب الزرافة 2 قدم (0.6 متر) ويزن حوالي 25 رطلاً (11 كيلوجرامًا)، ويمكن أن تحتوي رئتيها على 12 جالونًا (55 لترًا) من الهواء.

مظهر الزرافة

الزرافات لها سنام صغير على ظهرها ولها نمط مرقط مشابه لنمط النمر، ولوقت طويل أطلق الناس على الزرافة اسم نمر الجمل، لأنّهم اعتقدوا أنّها مزيج من جمل ونمر، وعلى الرغم من أن ّدراسة علم الوراثة للزرافات المنشورة في المجلة العلمية (Current Biology) خلصت إلى أنّ هناك في الواقع أربعة أنواع مختلفة من الزرافات -يقال إنّها مختلفة عن بعضها البعض مثل الدببة القطبية من الدببة البنية- ويتم التعرف على نوع واحد حاليًا مع تسعة أنواع فرعية.

الأنواع الفرعية لها أنماط معطف مختلفة وتعيش في أجزاء مختلفة من إفريقيا، وتختلف ألوان معطف الزرافة من تان فاتح إلى أسود عمليًا، وتحدث الاختلافات بسبب ما تأكله الزرافات وأين تعيش، وتعتبر علامات كل زرافة فردية مثل بصمات أصابعنا.

زرافات الماساي من كينيا لها أنماط تشبه أوراق البلوط، وتتميز زرافات أوغندا أو روتشيلد ببقع كبيرة بنية اللون مفصولة بخطوط سميكة بيج، وتمتلك الزرافة الشبكية الموجودة في شمال كينيا فقط معطفًا داكنًا مع شبكة من الخطوط البيضاء الضيقة على ما يبدو، وتمتلك الزرافات سبع فقرات رقبة تمامًا مثل البشر، ومع ذلك بالنسبة للزرافات يمكن أن يزيد طول كل واحدة عن 10 بوصات (25.4 سم).

لكل من الزرافات الذكور والإناث قرنان مميزان مغطيان بالشعر يسمى (ossicones)، وتستخدم الزرافات الذكور قرونها للمبارزة وتلقي برقبها ضد بعضها البعض، وعندما ينضج الذكر تبدأ رواسب الكالسيوم في التكون على جمجمته لحمايتها عندما يجلس مع ذكور آخرين، ويمكن أن تكون هذه التكلسات واضحة تمامًا مما يعطي مظهرًا غريبًا لزرافة من ثلاثة إلى خمسة قرون، والزرافات كبيرة جدًا لدرجة أنّها لا تحتاج حقًا إلى الاختباء من الحيوانات المفترسة، ومن الصعب انتقاء زرافة من أخرى عندما يشكلون مجموعة ضيقة.

الحيوانات المفترسة والزرافة

إلى جانب البشر لا تصطادهم سوى الأسود والتماسيح، وإذا اضطروا إلى ذلك تدافع الزرافات عن نفسها بركلة قاتلة بأسلوب الكاراتيه، وسرعتهم وطريقة حركتهم وتصميمات أجسامهم تساعدهم أيضًا على الهروب من الحيوانات المفترسة إذا احتاجوا إلى ذلك، وللزرافات طريقة للحركة أو المشي حيث تتحرك الأرجل الأمامية والخلفية على جانب واحد للأمام معًا، ثم تتحرك الأرجل الأخرى على الجانب الآخر للأمام ويطلق عليه سرعة، ويمكن للزرافات الركض بسرعة كبيرة بحوالي 35 ميلاً (56 كيلومترًا) في الساعة لمسافات قصيرة.

قد تعتقد أن مراقبة الأسود وقضاء 16 إلى 20 ساعة يوميًا في تناول الطعام من شأنه أن يثقل كاهل الزرافة، والمثير للدهشة أنّ الزرافات تحتاج فقط من 5 إلى 30 دقيقة من النوم في فترة 24 ساعة، وغالبًا ما يحققون ذلك في غفوات سريعة قد تستمر دقيقة أو دقيقتين فقط في كل مرة، ويمكن للزرافات أن تستريح أثناء الوقوف ولكنها في بعض الأحيان تستلقي ورأسها على ردفها، وهذا وضع ضعيف بالنسبة للزرافة لذلك عادة ما يبقى أحد أفراد القطيع على أهبة الاستعداد.

لغة وصوت الزرافات

يعتقد الكثير من الناس أنّ الزرافات ليس لها صوت ولكنهم يصدرون أصواتًا متنوعة بما في ذلك الموس والزئير والشخير والهسهسة والهمهمات والتي نادرا ما يفعلون ذلك، وأحد الأصوات التي تصدرها الزرافات عندما تنزعج هو الشخير، كالتهديدات -مثل الأسود القريبة- قد تستدعي الشخير، وغالبًا ما تكون الزرافات إشارة الإنذار المبكر للحياة البرية الأخرى في السافانا حيث إذا بدأ قطيع زرافة في الجري فإنّ الجميع يفعلون ذلك أيضًا، وتشير الدراسات إلى أنّ صوت الزرافات يقل صوتها عن مستوى السمع البشري وربما تستخدم هذا الصوت للتواصل عن بُعد.

الموئل والنظام الغذائي

في حديقة الحيوانات تبرز الزرافات، ولكن فكر في وجود الزرافات في موطنها الأفريقي، حيث تعمل أنماط معطفها في الواقع كتمويه وتمتزج بالظلال والأوراق، كما تتكيف الزرافات جيدًا للعيش في السهول الأفريقية المفتوحة المليئة بالأشجار، بينما تتنافس الحيوانات العاشبة الأفريقية الأخرى على العشب والنباتات الصغيرة للأكل تمتلك الزرافات أغصانًا عالية بأوراق شابة رقيقة.

يتطلب الأمر الكثير من الأوراق لتغذية مثل هذه المخلوقات الكبيرة، فقد تأكل الزرافات ما يصل إلى 75 رطلاً (34 كيلوجرامًا) من الطعام يوميًا، ويقضون معظم يومهم في الأكل لأنّهم يحصلون على أوراق قليلة في كل قضمة، وأوراقهم المفضلة هي من أشجار الأكاسيا، وهذه الأشجار لها أشواك طويلة تمنع معظم الحيوانات البرية من أكلها، ولكن تلك الأشواك لا توقف الزرافات، ويستخدمون ببساطة لسانهم 18 بوصة (46 سم) وشفاههم التي يمكن شدها للوصول حول الأشواك، ويُعتقد أنّ اللون الداكن لسانهم يحميهم من التعرض لحروق الشمس أثناء الوصول إلى الأوراق، وتمتلك الزرافات أيضًا لعابًا سميكًا ولزجًا يغطي أي أشواك قد تبتلعها.

الزرافات من الحيوانات المجترة ولها معدة بها أربع حجيرات تهضم الأوراق التي تأكلها، وعندما لا تأكل الزرافات فإنّها تمضغها، وبعد ابتلاع الزرافات للأوراق في المرة الأولى تنتقل كرة من الأوراق على طول الطريق حتى تصل الحلق إلى الفم لمزيد من الطحن.

تحتوي أوراق الأكاسيا على الكثير من الماء لذلك يمكن للزرافات أن تقضي وقتًا طويلاً دون شرب، وعندما يصابون بالعطش تضطر الزرافات إلى الانحناء لمسافة طويلة للشرب من بحيرة أو مجرى مائي، وعندما تنحني يسهل على حيوان مفترس مثل التمساح الإمساك بالزرافة، لذلك تذهب الزرافات إلى حفرة الري معًا وتتناوب على مراقبة الحيوانات المفترسة، وإذا كان الماء متاحًا بسهولة فيمكنهم شرب 10 جالونات (38 لترًا) يوميًا.

صغير الزرافة

عندما يولد طفل زرافة يسمى العجل فإنّه يأتي إلى مقدمة العالم أولاً يليه الرأس والرقبة والكتفين، ودخولها يشبه الغوص بجعة بطيئة، ونظرًا لأنّ الحبل السري يبلغ طوله حوالي 3 أقدام (1 متر) فقط، فإنّه ينكسر في منتصف الطريق خلال الولادة مما يسمح للمولود الجديد بالسقوط على الأرض، والسقوط والهبوط لا يؤذي العجل ولكنهما يتسببان في أخذ نفس عميق، ويمكن للعجل الوقوف والمشي بعد حوالي ساعة وفي غضون أسبوع يبدأ في أخذ عينات من النباتات، وفي بعض الأحيان تترك الأم العجل بمفرده معظم اليوم وهذا العجل يجلس بهدوء حتى تعود الأم.

عندما يكبر العجل تترك الأم صغيرها مع عجول أخرى في حضانة، وتبقى إحدى الأمهات في مجالسة الأطفال، بينما تخرج الأخريات لتناول الطعام والاختلاط بالآخرين، وفي الحضانة تطور العجول مهارات جسدية واجتماعية من خلال اللعب، وتحت العين الساهرة من جليسة الأطفال المعينة يستكشف الصغار محيطهم طوال اليوم، ويمكن للزرافات الصغيرة أن تأكل أوراق الشجر في سن أربعة أشهر ولكنها تستمر في الرضاعة حتى يبلغ عمرها ستة إلى تسعة أشهر.

الحفاظ على الزرافة

في العديد من البلدان الأفريقية تتناقص أعداد الزرافة ببطء بسبب فقدان الموائل والرعي الجائر للموارد من قبل الماشية، ونتيجة لذلك يعتمد مستقبل الزرافات على نوعية الموطن المتبقي، فلقد تناقصت أعدادهم في القرن الماضي حيث يعتبر نوع فرعي واحد من الزرافة وهي الزرافة الغربية الإفريقية أو النيجيرية (Giraffa camelopardalis peralta) عرضة للخطر.

ونوع آخر هي زرافة أوغندا أو زرافة روتشيلد على وشك التهديد، فعلى الرغم من أنّها عاشت تاريخياً في غرب كينيا وأوغندا وجنوب السودان، فقد تم القضاء على الزرافة الأوغندية بالكامل تقريبًا من معظم نطاقها السابق وتعيش الآن في عدد قليل من السكان المعزولين في كينيا وأوغندا، وتوجد الزرافة النيجيرية في منطقة واحدة فقط من النيجر وتعتبر من أندر الزرافات.

سكان الزرافات الشبكية بنسبة تنذر بالخطر بنسبة 80 في المائة في 10 سنوات فقط، ويرجع ذلك على الأرجح إلى الصيد الجائر، كما إنّهم لا يضاهون البشر بالبنادق فيتم إطلاق النار على الزرافات أو صيدها من أجل لحومها وإخفائها ونخاع العظام وشعر الذيل، ومن هنا بدأت كينيا برنامجًا للحفاظ على الزرافة للأنواع الفرعية الثلاثة الموجودة هناك.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع. "Animal", Encyclopedia, 09/05/2018, Retrieved 24/08/2021, EditedGiraffe


شارك المقالة: