حيوان الجاموس الأفريقي وصغاره

اقرأ في هذا المقال


يُطلق على الجاموس الأفريقي (African buffalo) أحد أخطر الحيوانات في إفريقيا بالإضافة إلى الأسد والفهد ووحيد القرن والفيل، حيث ينمو كل من الجاموس الذكور والإناث قرونًا كبيرة مميتة يستخدمونها كأسلحة وللدفاع، والجواميس الأفريقية تتمتع ببصر ممتاز وسمع وحاسة شم تساعدها على اكتشاف وجود الأسود وأعداءها الأعظم، فبصرهم حاد لدرجة أنّ الجاموس غالبًا ما يرعى في الليل وفي بعض المناطق تكون ليلية تمامًا.

النطاق الجغرافي

تاريخيًا تم العثور على الجاموس الأفريقي في معظم أنحاء أفريقيا جنوب الصحراء، واليوم تم تقليل توزيعها بشكل كبير وفي العديد من المناطق يقتصر إلى حد كبير على الاحتياطيات، وموائلها مجزأة في العديد من المناطق بسبب النشاط البشري، وقد انخفضت أعدادها بشكل كبير منذ أواخر القرن التاسع عشر بسبب انتشار وباء الطاعون البقري، مما أدى إلى عمليات استئصال، ولا تزال الجواميس الأفريقية منتشرة في جميع أنحاء إفريقيا وتشغل أنواع فرعية مختلفة أجزاء مختلفة من مداها.

توزيع وموطن أنواع الجاموس الأفريقي

في الماضي ارتبطت مجموعات متنوعة شكليًا من الجواميس الأفريقية بما لا يقل عن 92 اسمًا علميًا وكان العديد منها يعتبر أنواعًا وليس سلالات فرعية، واليوم نعتبر الأنواع متعددة الأنواع مع ثلاثة إلى أربعة أنواع فرعية معروفة بشكل عام، حيث تم العثور على:

1- جاموس السافانا أو كيب الكلاسيكي في الشرق والجنوب بدءًا من جنوب غرب إثيوبيا وعبر كينيا وأوغندا ورواندا وتنزانيا وزامبيا وملاوي، والتوزيع غير منظم عبر أنغولا وموزمبيق وسوازيلاند، وفي جنوب إفريقيا يتم توزيعها جيدًا باستثناء الجنوب الشرقي والجنوب الغربي حيث تغيب.

2- جاموس الغابات توجد في الغابات المطيرة في غرب ووسط إفريقيا، حيث توزيعها ينقسم إلى مجموعتين رئيسيتين فيقع الأول من جنوب غينيا ويتحرك شرقاً عبر سيراليون وليبيريا وجنوب ساحل العاج وجنوب غرب غانا، ويبدأ التوزيع الثاني إلى الغرب من حدود نيجيريا والكاميرون في جنوب الكاميرون، ويشمل المنطقة الجنوبية على طول الساحل بما في ذلك جمهورية الكونغو والشرق والنصف الشمالي من جمهورية الكونغو الديمقراطية وجزءًا من جنوب غرب الوسط في جمهورية افريقيا.

3- جاموس السافانا في غرب إفريقيا، حيث يقع توزيعها شمال جاموس الغابات بدءًا من جنوب السنغال وشمال غينيا واستمر عبر جنوب غرب مالي وشمال ساحل العاج وغانا وبنين، ومثل جاموس الغابات يتم تقسيم التوزيع، ويبدأ التوزيع عند الحدود بين نيجيريا والكاميرون ويشمل شمال الكاميرون والحافة الغربية لجمهورية إفريقيا الوسطى، وعلى طول الحافة الجنوبية لحدودهم يتشاركون منطقة اتصال مع جاموس الغابات.

4- جاموس السافانا في وسط إفريقيا، حيث تشترك في مناطق الاتصال مع الأنواع الفرعية الثلاثة الأخرى، وفي الطرف الشرقي وفي شرق جمهورية إفريقيا الوسطى يحد توزيعها لفترة وجيزة مع توزيع جاموس السافانا في غرب إفريقيا، ويتبع الحد الجنوبي لتوزيعها الحدود الشمالية لنطاق جاموس الغابات، وعلى الطرف الجنوبي الغربي في إثيوبيا يلتقي التوزيع مع توزيع الجاموس الأفريقي، ويشمل نطاقها معظم جمهورية إفريقيا الوسطى وأجزاء من جنوب تشاد وجنوب السودان وشرق إثيوبيا، ولا يتم التعرف على هذه الأنواع الفرعية دائمًا.

التكاثر والصغار

التزاوج

الجاموس الأفريقي منحل، فمع اقتراب موسم التزاوج تنضم الذكور في قطعان العازبة إلى القطعان المختلطة لتبدأ في البحث عن إناث شرقات، وخلال فترة تواجدهم في قطعان العزوبية يقوم الذكور بتحسين حالة أجسامهم استعدادًا للتزاوج، وعند العثور على أنثى طليقة سيقوم الذكر برعايتها من خلال متابعتها حتى تتقبل التزاوج، وإذا اقترب ذكر أكثر سيطرة فإنّ الذكور الذين يرعونهم يعودون بسهولة إلى الرعي ويتولى الذكر الجديد المهمة، وبمجرد أن تتقبل الأنثى فإنّ الذكر سوف يتصاعد ويتجمع مرتين على الأقل في غضون نصف ساعة، وخلال هذا الوقت يتجمع ذكور آخرون حولهم، وعندما ينتهي ذكر التزاوج فإنّ ذكر آخر سوف يرعى الأنثى ولا توجد رابطة اجتماعية دائمة بين الذكور والإناث.

فترة الحمل

يمكن أن يحدث التزاوج والولادة على مدار العام ويمكن تعميم موسم التكاثر على أساس قمم التزاوج، والتي تكون عادةً قرب نهاية موسم الأمطار، حيث تحدث غالبية الولادات خلال موسم الأمطار بعد حوالي 340 يومًا، وطول الحمل أطول من المتوقع بالنسبة لحجمها، ويُعتقد أنّه مطول حتى تختبر الأمهات الظروف المثلى أثناء الحمل والولادة، والولادات المتزامنة هي تكيف شائع لمكافحة الحيوانات المفترسة في ذوات الحوافر.

تختلف فترة ولادة الجاموس الأفريقي ولكن يمكن أن تتراوح من عام إلى أكثر من عامين حسب الكثافة السكانية بمتوسط ​​18 إلى 19 شهرًا، وتحدث الولادات عادة عندما يكون القطيع في حالة راحة وغالبًا في الصباح الباكر أو بعد الظهر.

الصغار والرعاية

في الأسر كان وزن الأطفال حديثي الولادة بين 24 و 60 كجم بمتوسط ​​40 كجم، والأبقار الأكبر تلد نسلًا أثقل والتوائم نادرة جدًا، ويعتمد وقت الفطام أيضًا على الكثافة السكانية ويمكن أن يتراوح من 4 أشهر في حالة وفاة الأم أو التخلي عن العجل إلى أكثر من عام ونصف.

يتم فطام العجول عادة بحلول 9 أو 10 أشهر وتبدأ في تناول الأطعمة الصلبة بحلول الشهر الثاني، ويصبحون مستقلين بين سنة وسنتين من العمر، وتصل الإناث إلى سن البلوغ حوالي 3.5 سنوات وتنضج جنسياً (من المحتمل أن تكون قد حملت) بحوالي 5 سنوات، ويصل الذكور إلى سن البلوغ من 2 إلى 3 سنوات وينضجون جنسياً من 4 إلى 6 سنوات.

أفادت الدراسات السابقة بوجود نسبة جنسية متساوية بين العجول حديثي الولادة، ولكن غالبًا ما يتم الانتهاء من ذلك بعد حساب متوسط ​​البيانات من سنة واحدة أو أكثر، وتشير الأبحاث الحديثة إلى أنّ النسبة بين الجنسين يمكن أن تختلف مع هطول الأمطار عند الحمل موسميًا وسنيًا، وترتبط فترات البلل بزيادة عدد الذكور وزيادة الإناث في مواسم الجفاف.

تقدم إناث الجاموس الأفريقي رعاية مكثفة لصغارها ولا يستثمر الذكور في النسل، وتلد الأنثى وهي لا تزال مع القطيع المختلط، ولكن الأنثى تترك وراءها مع عجلها المولود من قبل القطيع وهم ينتقلون إلى العلف، والأطفال حديثو الولادة أقل تنوعًا من غيرهم من ذوات الحوافر مثل الحيوانات البرية، وتنتظر الإناث مع الأطفال حديثي الولادة عندما يكتسبون القوة وأحيانًا ما يحتمون في غابة كثيفة أثناء النهار، وقد يغادرون الغابة ليجدوا التهديدات مثل شحن السيارات ثم العودة إلى العجل.

نادرًا ما يتخلون عن العجول للانضمام إلى قطيعهم، والعجل قوي بما يكفي للانضمام إلى القطيع مع الأم في وقت لاحق من اليوم، على الرغم من أنّه لا يستطيع المشي إلّا ببطء ويجب أن يرتاح بشكل متكرر، ولا تستطيع العجول الركض بشكل جيد في الأسابيع العديدة الأولى وتتأخر مع بقاء أمهاتها مع القطيع، وغالبًا ما يتمكن العجل المفقود من لم شمله مع والدته من خلال اللحاق بالركب بعد أن تباطأ القطيع، ولكن إذا لم يكن الأمر كذلك فإنّ العجل المفقود سوف يتكلم ويبحث بنشاط عن أمه.

تشير بعض المصادر إلى أنّ الأمهات كثيراً ما يتركن عجولهن وراءهن ويظهرن القليل من القلق أو الجهد للعثور عليها إلى ما بعد مسافة معينة، بينما أفادت مصادر أخرى بأنّ الأم تقوم بتسجيل الوصول على عجلها من خلال العودة إليها أثناء الرحلة، بالإضافة إلى الرضاعة والدفاع والتوجيه تتكون رعاية الأم من التمسيد والتجمع واللعب، ويتم التعبير عن اللعب في عجول الجاموس من خلال الجري والقفز ونطح الرأس لأمهاتهم، وتبدأ العجول في تعلم الرعي وشرب الماء في عمر شهرين، ويظلون معتمدين إلى حد كبير على حمية الحليب حتى عمر أربعة أشهر، وعند هذه النقطة يبدأون في الاعتماد بشكل أقل على الحليب.

قد يقدم غير الأقارب في القطيع الرعاية للعجول المفقودة أو اليتامى أو المهجورة، وترافق العجول المنفردة المفقودة أحيانًا جاموس كبير السن حتى يجد أمه، وقد تحاول العجول المهجورة أو اليتيمة بين 4 إلى 6 أشهر الارتباط بأنثى أخرى تقبلها أحيانًا، وعادة ما تكون هذه المربية من الإناث الأكبر سنًا، وقد يتبنون عدة عجول إذا تيتم أكثر من واحد ويراقبونها أموميًا، والعجول بدورها تتبع خطى الأنثى بالتبني، ونادرًا ما تبدأ الثيران البالغة باللعب مع الصغار.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: