ما هو مصطلح الضربة الثانية؟

اقرأ في هذا المقال


مصطلح الضربة الثانية: الضربة الانتقامية هي الطاقة المضمونة للدولة بالرد على هجوم نووي قوي ضد المهاجم؛ لأن الاستحواذ على مثل هذه الطاقة وإقناع الخصم بقدرته على المواصلة يُعدّ أمر حيوي في الردع النووي، أما غير ذلك قد يحاول الطرف الآخر كسب حرب نووية بضربة أولى قوية ضخمة ضد خصمه.

لمحة عن الضربة الثانية:

إن امتلاك قدرات الضربة الثانية يتصدى للتهديد النووي من الضربة الأولى، ويمكن أن يشجع استراتيجية عدم استخدام الطاقة النووية أولاً، حيث تؤدي القدرات المتبادلة للضربة الثانية عادة إلى استراتيجية دفاع مضمونة بشكل متبادل، على الرغم من أن أحد الجانبين قد يكون له مستوى أقل من رد الردع.

ويمكن تعزيز قدرات الضربة الثانية بشكل أكبر من خلال تنفيذ آليات مميتة، وهذه الآليات تخلق عتبة ونتائج مضمونة إذا تم اختراق هذه العتبة، على سبيل المثال قد تكون العتبة هي عدم مهاجمة دولة حليفة، وإذا خرقت دولة منافسة بعد ذلك هذه العتبة من خلال مهاجمة الأمة الحليفة، فإن العواقب المحددة سلفاً لهذا الإجراء تدخل حيز التنفيذ، حيث يمكن أن تشمل هذه العواقب المحددة مسبقاً مجموعة واسعة من الردود بما في ذلك ضربة انتقامية نووية ثانية.

تاريخ الضربة الثانية:

في وقت مبكر من سنة 1940 كتب كاتب الخيال العلمي روبرت أ. هاينلين قصة قصيرة للخيال العلمي حل غير مرض وصف فيها سباق التسلح النووي بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، حيث في إحدى الحلقات يناقش مجلس الوزراء الأمريكي سيناريو هجوم مفاجئ سوفييتي يتم فيه تدمير مدن أمريكية، لكن القوات المسلحة الأمريكية ستنجو وتشن هجوماً مضاداً.

تنفيذ الضربة الثانية:

الهدف الحاسم في الحفاظ على قدرات الضربة الثانية هو منع هجمات الضربة الأولى من تدمير الترسانة النووية لأي دولة، حيث بهذه الطريقة يمكن لأي بلد أن ينفذ انتقاماً نووياً حتى بعد استيعاب هجوم نووي وقامت الولايات المتحدة ودول أخرى بتنويع ترساناتها النووية، من خلال الثالوث النووي من أجل ضمان قدرة الضربة الثانية بشكل أفضل.

الصواريخ الباليستية التي تطلق من الغواصات هي الطريقة التقليدية، ولكنها مكلفة للغاية لتوفير قدرة الضربة الثانية، على الرغم من أنها تحتاج إلى دعم من خلال طريقة موثوقة لتحديد هوية المهاجم، حيث ينطوي استخدام الصواريخ الباليستية التي تطلق من الغواصات كقدرة على الضربة الثانية على مشكلة خطيرة؛ لأنه في حالة الانتقام من صاروخ باليستي عابر للقارات تطلق من الغواصات، حيث يمكن استهداف البلد الخطأ ويمكن أن يتسبب في تصعيد الصراع.

مع ذلك فإن تنفيذ الضربة الثانية أمر حاسم لردع الضربة الأولى، فالدول التي لديها أسلحة نووية تجعل من هدفها الرئيسي إقناع خصومها بأن الضربة الأولى لا تستحق مواجهة ضربة ثانية، حيث تمتلك هذه الدول البعض من آليات الإطلاق المتعددة والاستجابات المعدة لسيناريوهات الهجوم النووي المختلفة، وآليات الإطلاق في البعض من المناطق المتعددة من الدولة ومنشآت الإطلاق تحت الأرض المصممة خصيصاً لمقاومة هجوم نووي.

فالإطلاق عند التحذير هو استراتيجية للانتقام باستخدام أسلحة نووية اكتسبت اعترافاً بها خلال الحرب الباردة بين الكتلة الغربية والكتلة الشرقية، بالإضافة إلى الثالوث النووي تنشر الدول نظام إنذار مبكر يكتشف الصواريخ النووية القادمة، وهذا يمنح تلك الدولة القدرة والخيار لشن ضربة انتقامية ثانية قبل أن تضرب الضربة النووية الأولى القادمة أياً من أهدافها، حيث هذه طريقة أخرى لتعزيز قدرات الضربة الثانية وردع الضربة الأولى من قوة نووية أخرى.

وبسبب الدقة المنخفضة من الجيل الأول للصواريخ الباليستية العابرة للقارات، خصوصاً الصواريخ الباليستية التي يتم إطلاقها من الغواصات كانت الضربة الثانية ممكنة في البداية فقط ضد أهداف كبيرة جداً وغير محمية مثل المدن، حيث جعلت صواريخ الجيل اللاحق ذات الدقة المحسنة كثيراً هجمات القوة المضادة للضربة الثانية ضد المنشآت العسكرية المحصنة للخصم ممكنة.

وتعد اليد الميتة داخل روسيا نظام ردع نووي روسي تم تطويره لإطلاق الصواريخ بشكل تلقائي كهجوم انتقامي في حالة تدمير نظام القيادة والتحكم الروسي في ضربة قطع رأس مفاجئة، حيث على الرغم من قدرات الإطلاق الآلية يمكن للقيادة والسيطرة النووية الروسية أن تأمر الصواريخ بالتدمير الذاتي، وبحسب ما ورد لم يتم دمج غواصات الصواريخ الباليستية الروسية في اليد الميتة نظراً لقضايا الاتصال الكامنة التي يمكن أن تترتب على ذلك.

المصدر: في السياسة والأمن، أمين هويديالسياسة الدولية، محمد قاسمتحديات القرن الواحد والعشرين للسيادة وانعكاسات الارهاب، حسين شريفدراسات في القضايا العربية، سعد جعفر


شارك المقالة: