الانسكابات النفطية - Oil spills

اقرأ في هذا المقال


منذ الستينيات تم تسجيل انسكابات النفط على أنها مشاكل بيئية رئيسية ناجمة عن: زيادة إنتاج النفط في أعماق البحار والاستكشافات ونقل النفط الخام عبر البحار باستخدام ناقلات ضخمة، والتي يمكنها استيعاب ما يصل إلى حوالي (500.000) طن متري من النفط، وتشير بعض التقديرات إلى أن الكمية السنوية للانسكابات النفطية من هذه الناقلات تتجاوز مليون طن متري – جنباً إلى جنب مع الانسكابات من زيوت علبة المرافق ومذيبات البنزين من قبل الصناعات والأفراد يُقارب انسكاب النفط في الممرات المائية في العالم بمعدل 3.5 مليون إلى 6 ملايين طن متري سنوياً.

ما هي الانسكابات النفطية؟

هي عبارة عن تسربات أو انسكابات للبترول ومنتجاته الثانوية الموجودة في البيئة، وخاصة التي تكون على سطح المسطحات المائية الكبيرة مثل المحيطات والأنهار والبحيرات نتيجة للأنشطة البشرية، ولهذا السبب يعتبر الانسكاب النفطي شكلاً من أشكال التلوث، حيث يتم تطبيق المصطلح في الغالب لتحديد نوعية انسكاب النفط في الأنظمة البحرية، وقد تحدث انسكابات النفط على اليابسة أيضاً، ولكن الحوادث الأكثر توثيقاً هي تلك التي تحدث في المناطق البحرية.

كيف تحدث الانسكابات النفطية؟

عادةً قد يحدث الانسكاب النفطي عند تعطل ماكينة التنقيب عن النفط نتيجة خطأ بشري أو إهمال أو أفعال أو أخطاء متعمدة أو بسبب كوارث طبيعية أو حوادث بحرية خاصة للمصافي أو الناقلات التي تشحن أي شكل من أشكال المنتجات البترولية، وعندما تحدث مثل هذه الأعمال فإن هذا الانسكاب من المصافي ومرافق التخزين والقناطر والصهاريج وخطوط الأنابيب عادةً ما يطلق كمية ضخمة جداً من النفط في المسطح المائي أو المناطق الداخلية.

ونتيجة لمثل هذا الحدوث في الجسم المائي فإن النفط قد يطفو على الماء وينتشر بسرعة عبر سطح الماء، مما يشكل طبقة رقيقة، وهذه الطبقة الرقيقة المعروفة أيضاً باسم بقعة النفط تصبح أرق مع استمرار انتشار النفط فوق سطح الماء، وفي النهاية تصبح بقعة النفط هذه طبقة رقيقة جداً وتكون على مظهر قوس قزح الذي يشار إليه أيضاً باللمعان، وفي الحالات التي يكون فيها انسكاب كميات هائلة من النفط فإنه قد يشكل النفط طبقة سميكة جداً على سطح الماء أثناء انتشاره.

وعندما يحدث انسكاب للنفط تكون العواقب وخيمة بما في ذلك إلحاق ضرر جسيم بالثدييات والطيور البحرية، ويمكن أن تضر أيضاً بثعالب البحر والمحار والأسماك، وقد تحاصر الحيوانات أيضاً في النفط خاصة الطيور وثعالب البحر، مما قد يعرضها لظروف قاسية على الرغم من احتمال ابتلاع النفط الذي يمكن أن يكون ساماً، وعلى هذا النحو أثناء الانسكاب النفطي عادةً ما ينتهي الأمر بموت مئات الآلاف من الثدييات البحرية والطيور والسلاحف والأسماك.

ما هي أسباب الانسكابات النفطية؟

  • الإهمال أو الناس يخطئون: يعد الإهمال أو الأخطاء التي يرتكبها العديد من الأشخاص هي أحد الأسباب الرئيسية لانسكاب النفط، ووفقاً لمكتب الاستجابة والاستعادة فيما يتعلق بالانسكابات النفطية ترتبط غالبية حالات الانسكاب النفطي بالخطأ البشري والإهمال والأخطاء التي يمكن تجنبها، وعادةً ما يتم ملاحظة مثل هذه الحالات حيث توجد هناك مصافي البترول والقناطر والناقلات ومرافق التخزين وخطوط الأنابيب.
  • تعطل أو فشل المعدات: يمكن أن تتعطل أي معدات بشكل غير متوقع، وعندما يحدث ذلك يمكن أن نتبع نتائج خطيرة بشكل خاص؛ وذلك اعتماداً على وظيفة كل جهاز، فعلى سبيل المثال في صناعة النفط أدى تعطل بعض المعدات وفشلها إلى حدوث عدد من الانسكابات النفطية، وسواء أكان ذلك في جهاز الحفر أو المصافي فقد تتسبب أعطالها الميكانيكية أيضاً في حدوث كوارث غير مسبوقة من تسرب النفط.
  • الكوارث الطبيعية: أغلب الانسكابات النفطية التي تحدث في المحيطات والممرات المائية من الآلات مثل خطوط الأنابيب وسفن ناقلات النفط ترجع أساسا إلى الكوارث الطبيعية، حيث ساهمت بعض العواصف الشديدة في المحيطات واهتزاز قاع البحر بسبب الزلازل والأعاصير في حوادث سفن ناقلة النفط أو خطوط الأنابيب تحت الأرض، مما قد تسبب في حدوث انسكابات نفطية هائلة.
  • الإغراق غير القانوني: على الرغم من أن الإغراق غير القانوني لا يمثل الكثير من الانسكابات النفطية إلا أن بعض الأشخاص أو الصناعات يختارون فقط عدم اتباع القنوات الصحيحة لإغراق النفط المستعمل، وبدلاً من ذلك اختاروا تفريغ النفط المستخدم مباشرة في المسطحات المائية، كما قد يساهم الإغراق غير القانوني أيضاً للزيوت المستعملة في بعض المناطق الداخلية في حدوث المشكلة؛ لأنه يتسبب في حدوث انسكابات نفطية يتم غسلها في نهاية المطاف في أنظمة المياه بواسطة مياه الأمطار.
  • المركبات المائية والرياضات المائية: إن المركبات المائية والرياضات المائية مسؤولة عن أسباب أخرى لانسكاب النفط في المياه السطحية، حيث يحدث ذلك عند تسرب البترول من المركبات المائية مثل القوارب والزلاجات النفاثة أو أثناء الرياضات المائية في المسطحات المائية مثل البحيرات والأنهار والمحيطات.

المصدر: كتاب الطاقة المتجددة للدكتور علي محمد عبد اللهكتاب الطاقة البديلة للدكتور سمير سعدون مصطفىكتاب الطاقة للدكتور عبد الباسط الجملكتاب ترشيد الطاقة للدكتور محمود سرى طه


شارك المقالة: