التصنيف المنشائي للفوالق الصخرية

اقرأ في هذا المقال


ما هو التصنيف المنشائي للفوالق الصخرية؟

يعتمد التصنيف المنشأي للفوالق على علاقتها بالقوى المكونة لها واتجاه عملها (ضغط، شد، قص)، إلا أن هذا التمييز ليس بالأمر السهل؛ وذلك بسبب تعقد الأمور مع مرور الزمن، إن أغلب الفوالق هي من النوع العادي (بحدود 65 إلى 80%) والأنواع الأخرى مقلوبة.
ومعظم الفوالق العادية ذات ميل شديد يزيد عن 45 درجة (أي بحدود 60 درجة)، أما الفوالق المقلوبة فهي ضعيفة الميل وأقل من 45 درجة (بحدود 20 إلى 30 درجة)، ويمكن من الناحية المنشأئية تمييز ثلاثة أنواع رئيسية من الفوالق وهي: (فوالق التباعد، فوالق الانضغاط، فوالق الجاذبية).

ما هي فوالق التباعد – الفوالق ذات النشأة العادية؟

عندما درست الفوالق على مستوى الكرة الأرضية وجد أنها تتمثل في القارات والأودية الانهدامية مثل: الأودية الانهدامية الافريقية وفي المحيطات بالأعراف المحيطية، حيث إن الغرابن أو الحفرة الانهيارية (grabben) عبارة عن وحدات محاطة بفوالق عادية، تكون هابطة بالنسبة للوحدات المجاورة (عندما تكون أبعاد الغرابن كبيرة يدعى انهداماً)، أما النجد (horst) فهي عبارة عن وحدات مرتفعة محاطة بفوالق.
تبدي الفوالق من جانبي الغرابن أو النجد ميولاً متعاكسة وقد يكون لهذه الفوالق جميعها نفس الميل، وفي هذه الحالة تسمى نصف غرابن أو نصف نجد حسبما يكون الانخفاض أو الارتفاع سائداً بالترتيب، وأخيراً يمكن بدلاً من حدوث فوالق برميات كبيرة تشكل فوالق ذات رميات قليلة فنكون بصدد تتابع من النجود أو الغرابن صغيرة الأبعاد.
في حالة البنيات الحديثة فإن الجنود والغرابن تبدو واضحة المورفولوجيا، حيث تتوافق الغرابن مع منخفضات متطاولة وغالباً مليئة بتوضعات حديثة، أو تشغلها بحيرات محاطة بتضاريس تتصل بشكل فجائي ومستقيم مع السهل، وبعكس الغرابن فإن النجود تتوافق مع مرتفعات محددة بتضاريس (تضاريس ناتجة من الفوالق).
فعلى سبيل المثال حفرة الرينان التي تحتوي على فوالق متقاطعة وفوالق عادية، هذه الحفرة هي إحدى حفر غرب أوروبا العائدة للثلاثي والتي تمتد لأكثر من 1000 كيلو متر (حفرة رينان هي أكثرها شهرة)، كما أنها عبارة عن انخفاض كبير كبير مليئة بالرسوبيات العائدة للبلايستوسين والسينوزوي ومحدودة من الشرق إلى الغرب بتضاريس ناتجة من الفوالق الجميلة، ومنها حفر الفوج والغابة السوداء التي يخترقها عدد البراكينالبازلتية.
يمكن ملاحظة ميل فوالق التباعد العادية من السطح، ولكن أعمال الجيولوجيين في المناجم تسمح بأخذ فكرة إجمالية أفضل عن ذلك، وعندها يمكن التأكد أن هذا الميل يتراوح وسطياً من 40 إلى 70 درجة، ولكن يمكن أن يكون أقل من ذلك بكثير من 10 إلى 20 درجة وهذا الميل كثير التغير على امتدادات كبيرة.

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014علم الأحافير والجيولوجيا/مروان عبد القادر أحمد /2016


شارك المقالة: