قصة اختراع الأكياس الورقية

اقرأ في هذا المقال


أصبحت الأكياس الورقية عنصرًا أساسيًا في حياتنا اليومية، فنحن نستخدمها لنقل البقالة إلى المنزل، وحمل مشترياتنا من المتاجر متعددة الأقسام، وتجهيز وجبات غداء أطفالنا، يستخدمها تجار التجزئة لتغليف منتجاتهم ذات العلامات التجارية، والعديد من الاستخدامات الكثيرة والمتنوعة للأكياس الورقية.

كما هو الحال مع أفضل الاختراعات، ملأت الأكياس الورقية حاجة لم يعرفها الناس، قبل الكيس الورقي كانت السلال والأوعية والحاويات الأخرى هي الحل الرئيسي للتخزين في كل منزل ومتجر، يمكن لأصحاب الأعمال تخزين أكوام من هذه الأكياس في متاجرهم، كما أنّ تكلفتها المنخفضة وسهولة استخدامها جعلتها متاحة على نطاق واسع للمتسوقين حتى من الوسائل المتواضعة، إذن كيف حصل هذا الاختراع الذي يبدو عاديًا على مكانته في قلوب (وأيدي) المستهلك اليومي؟ لا يمكن معرفة الجواب إلّا بعد معرفة قصة اختراع الأكياس الورقية.

ما هي قصة اختراع الأكياس الورقية؟

لعدة قرون، كانت الأكياس المصنوعة من الجوت والقماش والخيش هي الطريقة الأساسية لحمل ونقل البضائع في جميع أنحاء الإمبراطورية البريطانية، كانت الفائدة الرئيسية من هذه المواد هي طبيعتها القوية والمتينة، لكن إنتاجها أثبت أنّه مستهلك للوقت ومكلف، من ناحية أخرى يمكن إنتاج الورق بتكلفة أقل بكثير، وسرعان ما أصبحت المادة البارزة للأكياس المحمولة على طول طرق التجارة، منذ طرح الأكياس الورقية في القرن التاسع عشر، خضعت للعديد من التحديثات بفضل عدد قليل من المبتكرين الأذكياء، في عام 1852م اخترع فرانسيس وول أول آلة لإنتاج الأكياس الورقية بكميات كبيرة.

بينما بدت آلة وول الورقية وكأنّها مغلف بريدي كبير أكثر من كونها الدعامة الأساسية لمتجر البقالة التي نعرفها اليوم (وبالتالي لا يمكن استخدامها إلّا لحمل الأشياء الصغيرة والمستندات)، كانت الآلة الخاصة به هي العامل المساعد للاستخدام السائد للتغليف الورقي، جاءت الخطوة المهمة التالية إلى الأمام في تصميم الأكياس الورقية من مارغريت نايت، وهي مخترعة غزيرة الإنتاج ثم عملت في شركة (Columbia Paper Bag Company)، هناك أدركت أنّ الأكياس ذات القاعدة المربعة، بدلاً من تصميم المغلف الذي صممه وول، ستكون أكثر عملية وكفاءة في الاستخدام، ابتكرت آلة صنع الأكياس الورقية الخاصة بها في متجر صناعي، مما مهّد الطريق للاستخدام التجاري الواسع للأكياس الورقية.

أثبتت الآلة الخاصة بها أنّها مربحة للغاية لدرجة أنّها ستواصل تأسيس شركتها الخاصة، شركة (Eastern Paper Bag Company)، كانت هذه الأكياس ذات القاعدة المربعة لا تزال تفتقد المكون الكلاسيكي للكيس الورقي الذي نعرفه ونحبه اليوم وهي لجوانب المطوية، يعود الفضل للمخترع (Charles Stillwell) على هذه الإضافة، والتي جعلت الأكياس قابلة للطي وبالتالي يسهل تخزينها واستخدامها، وهو مهندس ميكانيكي، يُعرف تصميم ستيلويل عمومًا باسم (S.O.S)، بعبارة أخرى هي “أكياس ذاتية الفتح”.

في عام 1918م، طرح اثنان من بقالتي سانت بول باسم ليديا ووالتر ديوبينر فكرة لتحسين آخر للتصميم الأصلي، من خلال إحداث ثقوب في جوانب الأكياس الورقية وإرفاق خيط يتضاعف كمقبض وتقوية للقاع، وجد (Deubeners) أنّ العملاء يمكنهم حمل ما يقرب من 20 رطلاً من الطعام في كل كيس، في الوقت الذي كانت فيه محلات البقالة التي تستخدم النقود والحمل تحل محل التوصيل للمنازل، أثبت هذا الابتكار الحاسم أهميته في تطوير صناعة الأكياس الورقية.

تطور صناعة الأكياس الورقية:

على مدار تاريخها، انتقلت الأكياس الورقية من مبتكر إلى آخر، وتمّ تحسينها مرارًا وتكرارًا لجعلها أسهل في الاستخدام وأرخص إنتاجًا، ومع ذلك بالنسبة لعدد قليل من تجار التجزئة الأذكياء، فإنّ الأكياس الورقية تمثل أكثر من مجرد راحة للعملاء، فقد أصبحت أيضًا أحد الأصول التسويقية المرئية للغاية (والمربحة للغاية)، على سبيل المثال بثت شركة بلومينغديلز حياة جديدة في الكلاسيكيات من خلال تأخيراتها المعروفة باسم “حقيبة أكياس بيج براون”، كان التطور من أكياس (Marvin S. Traub) على أكياس متجر (Kraft) جذابًا ومبدعًا، وقد حوَّل إنشائه المتجر متعدد الأقسام إلى ما هو عليه اليوم.

وفي الوقت نفسه، اختارت شركة (Apple) إصدارًا أبيض أنيقًا منقوشًا بشعار الشركة الأيقوني (لذلك كان التصميم الرائد، كما غامروا، واستحق براءة اختراعه الخاصة)، حتى مع إغراق السوق بالبلاستيك، حافظت الأكياس الورقية على مسارها وأثبتت قيمتها كحل موثوق به، وفعّال من حيث التكلفة، وقابل للتخصيص للشركات الصغيرة والشركات العملاقة على حد سواء.

ما هي المواد التي تتكون منها الأكياس الورقية؟

المادة الأكثر شيوعًا للأكياس الورقية هي ورق الكرافت، الذي يتم تصنيعه من رقائق الخشب، تم تصميم عملية تصنيع ورق كرافت في الأصل من قبل عالم كيميائي ألماني (Carl F. Dahl) في عام 1879م ، وكانت على النحو التالي، تتعرض رقائق الخشب للحرارة الشديدة، والتي تقسمها إلى لب صلب ومنتجات ثانوية، ثم يتم غربلة اللب وغسله وتبييضه، ليأخذ شكله النهائي، تجعل عملية فصل الألياف ورق الكرافت قويًا بشكل خاص، وبالتالي فهو مثالي لحمل الأحمال الثقيلة.

ما الذي يحدد المقدار الذي يمكن أن تحمله الأكياس الورقية؟

بالطبع، هناك ما هو أكثر من اختيار الأكياس الورقية المثالية من مجرد المواد، خاصةً إذا كنت بحاجة إلى حمل أشياء ضخمة أو ثقيلة، فهناك بعض الصفات الأخرى التي يجب مراعاتها عند اختيار المنتج الذي يخدم احتياجاتك على أفضل وجه:

  • الوزن الأساسي لأكياس الورق: يُعرف أيضًا باسم الوزن الأساسي لكيس الورق، وهو مقياس لمدى كثافة الورق، بحيث أنّه كلما زاد العدد، زادت كثافة كيس الورق وثقله.
  • المجمعة لكيس الورق: المجمعة لكيس الورق هي منطقة معززة حيث تمت إضافتها كمادة لتقوية الكيس، يمكن أن تستوعب الأكياس الورقية ذات ألواح التقوية العناصر الثقيلة وتكون أقل عرضة للكسر.
  • مقبض تويست: يتم تصنيعها عن طريق لف ورق كرافت الطبيعي في حبال ثم لصق تلك الحبال على الجزء الداخلي من الكيس الورقي، وعادةً ما تستخدم مقابض الالتواء مع مجمعات لزيادة الوزن الذي يمكن أن تحمله أكياس الورق.
  • مربع القاع مقابل نمط المغلف: بينما تم تحسين أكياس الورق لـ(Wolle)، إلّا أنّها لا تزال مفيدة جدًا لبعض الأنشطة التجارية وتستخدم على نطاق واسع.

 أنواع الأكياس الورقية:

لقد قطع تصميم الأكياس الورقية شوطًا طويلاً منذ أن استمر فرانسيس وول في التطور لتلبية طلبات المستهلكين للحصول على منتج أكثر بساطة وسهولة في الاستخدام، إليك مجموعة واسعة من الأكياس الورقية المتوفرة للاستخدام التجاري أو الشخصي:

  •  أكياس S.O.S: صممها ستيلويل (S.O.S)، تقف الأكياس من تلقاء نفسها أثناء تحميل العناصر فيها، وتكون مثل شكل الحقائب وتعتبر المفضلة في الغداء المدرسي، والمعروفة بلونها البني الشهير من طراز كرافت، على الرغم من إمكانية صبغها بمجموعة متنوعة من الألوان.
  • أكياس ذات القاع المفتوح: مع التصميمات ذات الفتحات المفتوحة، تظل الأكياس الورقية ذات القاع المفتوح مفتوحة تمامًا مثل (S.O.S)، لكن قاعدتها تتميز بختم مدبب مشابه للمغلف، تستخدم هذه الأكياس على نطاق واسع للسلع المخبوزة وغيرها من المنتجات الغذائية.
  • أكياس البضائع: عادةً ما تكون أكياس البضائع عبارةً عن أكياس ورقية ذات قاع قرص ويمكن استخدامها للاحتفاظ بكل شيء بدءًا من الإمدادات الحرفية وحتى المخبوزات والحلوى، أكياس البضائع متوفرة باللون الطبيعي كرافت والأبيض المبيض ومجموعة متنوعة من الألوان.
  • حقائب وأكياس Euro Tote: لمزيد من التطور، تأتي (Euro Tote) مزينة بأنماط مطبوعة، وبريق مزخرف، وتصميمات داخلية مبطنة، تشتهر هذه الحقيبة بتقديم الهدايا والتعبئة الخاصة في منافذ البيع بالتجزئة ويمكن تجهيزها بشعار علامتك التجارية من خلال عملية طباعة مخصصة.
  • أكياس الخبز: تعتبر أكياس الخبز مثالية للمنتجات الغذائية، على غرار الأكياس ذات القاع الصغير، تصميمها يحافظ على ملمس وطعم المخبوزات، مثل البسكويت والمعجنات لفترة أطول.
  • حقائب وأكياس الحفلات: تلك الحقائب والأكساس مناسبة للهدايا في الحفلات والأعياد.
  • الحقائب البريدية: لا تزال حقيبة فرانسيس وول الأصلية المصممة على شكل مغلف تستخدم اليوم لحماية المستندات المرسلة بالبريد أو العناصر الصغيرة الأخرى.
  • أكياس معاد تدويرها: بالنسبة للأشخاص المهتمين بالبيئة، تعتبر حقيبة كرافت خيارًا واضحًا، تتكون هذه الأكياس عمومًا من 40٪ إلى 100٪ من المواد المعاد تدويرها، ولكن الآن تعتبر هذه الأكياس نادرة للغاية.

لماذا الأكياس الورقية تسبب الضرر للبيئة؟

يتم استهلاك طاقة أكثر أربع مرات لإنتاج الأكياس الورقية،كشف مسح أجرته جمعية إيرلندا الشمالية في عام 2011م، أنّ الطاقة المطلوبة لإنتاج كيس ورقي كانت أربعة أضعاف الطاقة المطلوبة للكيس البلاستيكي، على عكس الأكياس البلاستيكية المصنوعة من نفايات مصافي النفط، يجب قطع الغابات لاستخدامها في أكياس ورقية، يتم استخدام مواد كيميائية في عملية التصنيع أكثر من الأكياس البلاستيكية، يزن ورق الكيس الورقي أكثر من الكيس البلاستيكي القابل للتصرف، لذلك ينتج المزيد من الطاقة أثناء النقل خاصةً لعنصر الكربون.

يُنظر إلى الأكياس الورقية على أنّها يمكن التخلص منها، بما أنّ استخدام الأكياس الورقية شائع الاستخدام؛ يتم التخلص من معظم الأكياس الورقية بالعادة دون إعادة تدويرها، لا يمكن إعادة استخدام الأكياس الورقية إلا في حالات نادرة، لأن ّالأكياس الورقية ليست متينة وتسبب تلوثًا بيئيًا.


شارك المقالة: