قصة اختراع التدفئة المركزية

اقرأ في هذا المقال


أغلب البيوت اليوم تقوم باستعمال نظام التدفئة المركزي، مع أنّ البعض الآخر يفضل استعمال وسائل التدفئة الأخرى المختلفة اليوم أكثر من 90٪ من البيوت في المملكة المتحدة تقوم باستخدام التدفئة المركزية، كان أول ظهور للتدفئة المركزية في السنوات الستين إلى السبعين الماضية وذلك يعود إلى كل من الإمبراطورية الرومانية وكوريا القديمة.

قصة اختراع التدفئة المركزية:

كيف بدأت فكرة نظام التدفئة المركزية؟

على مر الحضارات المختلفة سعى الأشخاص لإيجاد وسائل لحماية أنفسهم من برودة الطقس البارد، بعد ذلك أصبحت التطورات الجديدة في التكنولوجيا متاحة بسهولة، دفع العديد من الأشخاص بالتفكير بطرق لتدفئة المنازل، التقدم التكنولوجي جعل مهمة تدفئة المنزل أكثر أمانًا ودفئًا، بدأت تلك الفكرة عندما قام الرومان بتصميم نظام يُدعى نظام (hypocaust) يعمل النظام من خلال فجوات كبيرة أسفل الغرف وفي الجدران ممّا يسمح بالحرارة بالقيام بتدفئة الغرف.

أدّى هذا إلى تسخين المبنى بشكل فعال دون السماح للدخان بتلويث الهواء الداخلي، يُعد هذا النظام أيضًا هو الذي المستخدم بتسخين الحمامات الرومانية الشهيرة ولكن بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية، لم يتم استعمال نظام التدفئة المركزي التقليدي هذا ونادرًا ما تم استخدامه، في العمارة الكورية التقليدية، تم تطوير شكل من أشكال التدفئة تمت تسميته (Ondol)، كانوا يقومون بإشعال النار في موقد أو فرن ومن خلال نظام معقد من المداخن والممرات وتدفئة المنزل عبر أرضية حجرية مرتفعة.

قامت الشعوب الإغريقية بتسخين المعابد عن طريق الحرارة المتولدة عن النار وتعميمها بواسطة المداخن، لم يحدث تطورات مهمة في التدفئة المركزية خلال معظم العصور الوسطى، ظلت المواقد والمداخن ذات السقف المفتوح هي المصدر الرئيسي لتدفئة المنزل، حدث التطور الكبير في استعمال التدفئة المركزية في ثلاثينيات القرن التاسع عشر التي تعمل بالبخار بواسطة المهندس الأمريكي أنجير مارش بيركنز، ومن المفارقات أنّ أول نظام تدفئة مركزي له لم يتم تصميمه من أجل تدفئة المنزل.

تم تكليف بيركنز في الواقع بوضع النظام من قبل حاكم بنك إنجلترا آنذاك، تم تحسين النظام الذي صممه بيركنز من قبل روسي يُدّعى فرانز كارلوفيتش سان جالي، قدّم سان جالي واحدة من أكبر المساهمات في التدفئة المركزية الحديثة في عام 1855 عندما اخترع أول مشعاع من الحديد الزهر، كان القرن الثامن عشر أيضًا بداية الثورة الصناعية وكانت القوة البخارية حقًا معجزة العصر، تم استخدام أنظمة التدفئة على شكل مشعات بواسطة أنابيب، تقريبًا هو نفس مبدأ عمل نظام التدفئة المركزي.

أحداث مهمة في تاريخ أنظمة التدفئة المركزية:

في أوائل القرن التاسع عشر، قام كل من (Strutt) مع المهندس (Charles Sylvester) بتصميم نظام مشابه لها وتركيبه في  مشفى، لم يتم اختراع نظام تدفئة مركزي يتضمن البخار حتى القرن الثامن عشر، بنى المخترع الاسكتلندي جيمس وات نظام تدفئة مركزي يعمل في منزله، تضمن اختراعه بخارًا عالي الضغط تم توزيعه عبر الأنابيب، تم استخدام نظام التدفئة المركزي الخاص بـ (Watt) لاحقًا في مبنى صناعي في مانشستر، لم يتم اختراع طرق التدفئة المركزية حتى القرنين (1700 و1800).

أصبح استخدام الغلايات والمشعات كوسيلة من وسائل الحماية من الطقس البارد أكثر شيوعًا بعد الحرب الأهلية، تم تجهيز البيت الأبيض ومبنى الكابيتول بأنظمة تسخين بالبخار في أربعينيات القرن التاسع عشر، حصلت أليس باركر على براءة اختراع لنظام تدفئة مركزي في عام 1919م، كما قام الأخوان شافوتو في فرنسا عام 1925م، بتطوير نظام مبدأ عمل التدفئة المركزية، في عام 1955م أصبحت تركب على جدران المنازل.

الاستعمال التجاري لها في المنازل الخاصة لم يبدأ فعليًا حتى عشرينيات القرن العشرين، في البداية تم تركيبها فقط في المنازل العصرية ولكنها سرعان ما انتشرت في باقي المنازل منذ ذلك الحين، تم تطوير العديد من أنواع التدفئة المركزية المختلفة، تشمل أنظمة التدفئة المنزلية المضخات الحرارية التي يمكن أن تكون مصدرها الهواء أو تعمل بالطاقة الحرارية الأرضية والتي تستفيد من اختلاف درجة الحرارة بين الهواء الداخلي والخارجي.

تتوقع الصناعة أن يكون هناك المزيد من التطورات التكنولوجية في كفاءة أنظمة التدفئة المركزية، اليوم يتم استعمالها في العديد من المنازل في جميع أنحاء البلدان، تم اختراع المبرد وهو جزء مهم من التدفئة المركزية الحديثة في أواخر خمسينيات القرن التاسع عشر من قبل المخترع الروسي فرانز سان جالي واعتمدته معظم دول أوروبا والولايات المتحدة.


شارك المقالة: