قصة اختراع الطائرات الورقية

اقرأ في هذا المقال


الطائرات الورقية:

منذ ابتكارها لأول مرة عُدّت هواية شعبية في الصين، بدأ تاريخها الطويل كرمز للأهمية الثقافية منذ آلاف السنين، تم صنعها وتصميمها كشكل من أشكال الفن الصيني القديم، وتم استعمالها في مجالات متعددة، كما تم إجراء العديد من التعديلات على الطائرات الورقية منذ نشأتها.

قد يعتقد البعض بأنّه تم ابتكارها للعب والمتعة، لكن في الواقع تم استخدامها لإيصال الرسائل ورفع اللافتات واكتشاف الظواهر الطبيعية وصيد الأسماك والتجسس على الأعداء وإرسال إشارات الراديو وقياس الطقس، بقيت الطائرة الورقية الصينية في العصور القديمة تستخدم مواد بسيطة مثل: الخشب والقماش، اليوم يمكن رؤية تصميمات متقنة الصنع في الحدائق في الصين.

ما هي قصة اختراع الطائرات الورقية؟

تم اختراعها منذ ما يقرب من 3000 عام، يعتقد بأنّها استعملت في أوائل فترة الدول المتحاربة من قبل موزي ولو بان وهم فلاسفة جاءوا بعد تعاليم كونفوشيوس، عندما تم اختراعها كانت حصرية الاستخدام  للصين لسنوات عديدة، الطائرات البدائية صنعت من الخيزران والحرير والورق، كيف أو متى تم إطلاق الطائرة الورقية لأول مرة هو لغز غامض، أقدم الطائرات الصينية المعروفة كانت مسطحة (غير منحنية) وغالبا ما تكون مستطيلة.

تميزت عملية صنعها بزخارف ملونة على شكل طيور وزهور وأزهار، إحدى الأساطير تشير إلى أنّه عندما ربط مزارع صيني خيطًا بقبعته لمنعها من النفخ في رياح قوية، جاءته فكرة تصنيع طائرة ورقية، لعبت الطائرات الورقية دورًا في توفير المعلومات العسكرية للقوات الصينية، في الأساس تم استخدامها لأغراض عسكرية، في عام 1232 بعد الميلاد كانتيتم تطييرها فوق خطوط المغول، كما تم استخدامها لقياس المسافات والتي كانت توفر معلومات مفيدة لتحريك الجيوش الكبيرة.

يشير مصدر آخر إلى أنّه تم استخدامها كجهاز إنذار للطوارئ، حدث هذا بعد ألف عام، عندما تم نقل الطائرة من أجل طلب المساعدة أثناء حصار نانجينغ، وقد أبدا استخدامها نجاحًا باهرًا، لا تزال الطائرات الورقية مستخدمة في الصين، ولكن يُنظر إليها على أنّها فن تقليدي أكثر من كونها هواية قابلة للتطبيق، بعد فترة من الزمن تم استخدامها أيضًا لحساب قراءات الرياح وتسجيلها وقدمت شكلاً فريدًا من أشكال الاتصال.

لم يمض وقت طويل قبل أن يبدأ الحرفيون في التنافس في صناعتها وذلك خلال عهد أسرة مينغ (1368-1644 م) وتشينغ (1644-1911 م)، بعد ظهورها في الصين، شقت الطائرات الورقية طريقها إلى كوريا واليابان وميانمار (بورما) والهند والجزيرة العربية وشمال إفريقيا، ثم إلى أقصى الجنوب إلى شبه جزيرة الملايو وإندونيسيا وجزر أوقيانوسيا إلى أقصى شرق جزيرة إيستر، أصبح أحد التصميمات القديمة، للطائرة الورقية شائعًا في جميع أنحاء آسيا.

معظم الاختلافات بما في ذلك الهند واليابان، هي طائرات ورقية صغيرة مسطحة تقريبًا مصنوعة من الورق، مع عمود من الخيزران مدبب وقوس متوازن، بدأ استعمالها في وقت متأخر في أوروبا عنه في آسيا، في حين ظهرت رسومات لاستعمالها لأول مرة في هولندا وإنجلترا في القرن السابع عشر، حيث تم ذكر الطيران بالطائرة الورقية لأول مرة في إنجلترا في كتاب شهير من الأعاجيب والحيل في عام 1589م.

كان أول تطبيق علمي على نطاق واسع باستخدامها في عام 1749م وذلك عندما قام ألكسندر ويلسون من اسكتلندا باستخدام الطائرة الورقية (طائرتان أو أكثر من خط مشترك) كأداة أرصاد جوية لقياس التغيرات في درجات الحرارة على ارتفاعات مختلفة، خلال القرن الثامن عشر، أصبح استعمالها شائع بين الأطفال للعب بها، كانت أكبر مساهمة تكنولوجية للطائرة الورقية هي في تطوير الطائرة في القرن التاسع عشر.

بدأ ذلك عندما قام العالم البريطاني السير كايلي باستخدام طائرات ورقية من نوع القوس لصناعة وتجريب آلات طيران، في عام 1900م، قام كل من أورفيل وويلبر رايت مهندسو الطيران العصاميون الذين كانوا يديرون متجرًا للدراجات في أوهايو، باختبار تصميماتهم ذات السطحين كطائرات ورقية، قام ويليام إيدي الصحفي الأمريكي المهتم بالأرصاد الجوية والتصوير الجوي في عام 1893 بتقديم مساهمة كبيرة في تطوير صناعة الطائرات الورقية في الغرب.

في أستراليا في نفس العام، ابتكر المستكشف والمخترع البريطاني المولد لورانس هارجريف الطائرة الورقية الصندوقية، كمنتج ثانوي لأبحاثه لتطوير سطح رفع مستقر ثلاثي الأبعاد للطيران المأهول، حاليًا تتم صناعة الطائرات الورقية بمواد مثل البلاستيك والحرير والورق والنايلون بألوان زاهية ومتانة محسّنة، ويتم استعمالها للهو والمرح في مختلف أنحاء العالم.


شارك المقالة: