كروية الأرض

اقرأ في هذا المقال


مفهوم الأرض:

هي عبارة عن واحدة من أهم الكواكب الشمسية، تحتل المرتبة الثالثة من ناحية بعدها عن الشمس، حيث تأتي مُباشرةً بعد كل من كوكب الزهرة وعطارد، هذا وقد تُعدّ الأرض من أكبر الكواكب الموجودة في النظام الشمسي من حيث القطر والكتلة والكثافة، إلى جانب تسميتها بأكثر من اسم كاليابسة أو العالم.

تُعد الأرض المكان الوحيد في الكون الذي توجد عليه الحياة، حيث يعيش عليها أنواعاً عديدة من مُختلف الكائنات الحية، أهمها الإنسان، هذا وقد تم تكوين الأرض قبل أكثر من أربعة مليار عاماً، كما أنّ الحياة على سطحها ظهرت في المليار سنة الأخيرة؛ الأمر الذي أدى إلى تغيير كل من الغلاف الجوي والظروف غير الحيوية الموجودة على ذلك الكوكب.

شكل كوكب الأرض:

منذ حوالي القرن الخامس قبل الميلاد توصل عدداً من علماء الأرض والجيولوجين وبعد العديد من الدراسات والأبحاث التي تم إجرائها تم التوصل إلى أنّ شكل الأرض يميل إلى الكروية أكثر من أنّه مُسطحاً، ولكن الإختلافات حول هذه النتيجة ما زالت قائمة حتى يومنا هذا، فهناك العديد من العلماء والمُعاصرين يؤكدون على أنّ الأرض ليست كروية بل هي مُسطحة الشكل.

بقيت الخلافات والمُنازعات قائمة حول فكرة كروية الأرض، إلى جانب أمور التخمين والتوقعات الفلسفية التي استمرت حتى بداية القرن الثالث قبل الميلاد عندما تم اتخاذ الشكل الكروي للأرض من أهم النظريات الفلسفية التي أنشأها علم الفلك الهلنستي، ومع استمرار القواعد والمبادئ التي تحدّث عنها ذلك العلم ومع تقديم عدد من الأدلة والشواهد تم قبوله بصورةٍ تدريجية في جميع أنحاء العالم القديم، إلى جانب أنّه تم تقديم وصفاً تفصيلاً عملياً لشكل الأرض من قبل واحداً من أكبر وأشهر علماء الفلك والأرض؛ الأمر الذي جعل الشكوك والخلافات حول كروية الأرض تتراجع شيئاً فشيئاً.

أهم الآراء حول كروية الأرض:

  • الإغريق: لم يكن لدى الإغريق أي دليل يساعدهم في التوصل إلى اكتشاف كروية الأرض؛ الأمر الذي جعلهم في حركات بحثٍ واكتشاف مُستمرة، حتى أنّ فيثاغورث والذي كان أول عالم إغريقي يتحدّث عن كروية الأرض إلا أنّه لم يتوصل إلى دلائل توضح تلك النتيجة.
    إلى جانب ذلك فقد كتب سلوقس السلوقي عن كروية الأرض ودورانها حول الشمس وذلك من خلال اعتماده وتأثره بنظرية “مركزية الشمس لأرسطو”؛ والتي كانت تُبين مُعارضة النموذج الفلكي لدوران الكواكب حول الشمس في مركز الكون لمركزية الأرض.
  • المسلمون: تطوّرت المبادى والأسس التي تتحدّث عن كروية الأرض والتي أُخذت عن علم الفلك اليوناني القديم، إلى جانب ذلك فقد كان المُسلمون يعتمدون في تفسيرهم لكروية الأرض وشكلها على أهم المبادئ والنظريات التي قدّمها كل من أرسطو وبطليموس.
    ومن أهم الحقائق التي توصل إليها المُسلمون ما جاء على لسان محمد بن أحمد الخوارزمي والذي قال فيه:” إنّ الأرض واقعةً في وسط السماء، فالأرض مُدورة بالشكل الكامل، لها تضاريس جزئية من جهة الجبال الشامخة، الأمر الذي يجعلها لا تخرج من مفهوم الكروية”.
    هذا وقد أجمع العديد من الفقهاء والعلماء المُسلمين على أنّ الأرض كروية، فقد ورد على لسان ابن تيمية أنّه قال:” إنّ من أهم الدلائل التي تدل على كروية الأرض هو أنّ طلوع وغروب كل من الشمس والقمر والكواكب لا يمكن حدوثهما في نفس الوقت على جميع نواحي الأرض حيث تحدّث على المشرق قبل المغرب.

الأدلة التي تُثبت كروية الأرض وتنفي بأنها مُسطحة:

  • خسوف القمر: تمكّن العالم أرسطو من تقديم عدداً من الأدلة التي تُثبت أنّ الأرض كروية، ومن أهم تلك الدلائل أنّه كان يُراقب الفترة التي تقع فيها الأرض بين كل من الشمس والقمر والتي يكون فيها ظل الأرض في تلك الأثناء دائري الشكل وهذا ما يُبين صحة أنّ الأرض كروية الشكل وليست مُسطحة.
  • شكل السُّفن: اعتمد الكثير من المفسرين والمحللين على شكل السفينة القادمة من بعيد والذي كان يبدو وكأن تلك السفينة مُنبعثة من باطن البحر؛ والسبب في ذلك هو شكل الأرض الكروي.
  • الأبراج الفلكية والنجوم: لاحظ أرسطو في أثناء عودته من إحدى رحلاته التي كانت إلى مصر وجود عدداً من النجوم لا يمكن رؤيتها من المناطق الشمالية؛ وذلك لأنه عندما كان ينظر إلى السماء كان يتحرك على أرض كروية.
  • العصى والظل: ففي حال تم غرس عصى ما على أرضٍ لزجة سيظهر لها ظلٌ يتحرك مع مرور الوقت، فلو كانت الأرض مسطحة لبقي الظل ثابتاً في مكانه من الصعب أن يتحرك.
  • الإعتماد على مدى الرؤية من ارتفاعاتٍ عالية: يختلف مدى الرؤية من مكان لآخر، فمثلاً يختلف مدى الرؤية بالعين المُجردة أو المنظار عند الوقوف على هضبةٍ مُسطحة عن مدى الرؤية عند التسلق على إرتفاعٍ ما؛ وذلك بسبب انحناء سطح الأرض وشكلها الكروي.
  • ركوب الطائرة: يُمكن تفسير كروية الأرض من خلال حركة الطائرة المُستمرة والتي تُحلق بخط مُستقيم لفترة طويلة دون أن تسقط، كما يُمكنها أن تبقى بحركة التفاف ودوران حول الأرض دون أن تتوقف.
  • الكواكب الأخرى: جميع الكواكب الشمسية كروية الشكل، ونظراً للتشابه الكبير بين خصائص كل من الأرض وتلك الكواكب، فإنّه من المؤكد أنّها ستكون أيضاً تتشابه بكرويتها.
  • اختلاف الفترات الزمنية: نتيجة شكل الأرض الكروي ودورانها حول محورها تختلف الفترات الزمنية من مكان لآخر، حيث قد يكون الوقت في بلدٍ ما نهاراً في حين يكون في بلدٍ آخر ليلاً.
  • تأثير الجاذبية: تعمل الكتلة على جذب كل الأشياء التي تحيط بها، كما أنّ قوة الجذب ما بين أي جسمين مُختلفين تعتمد على الكتلة والمسافة فيما بينهما، مما يعني أنّ الجاذبية تسحب الأجسام باتجاه مركز الكتلة.

شارك المقالة: