ما هي الضمانات الدولية لحقوق الإنسان؟

اقرأ في هذا المقال


تعريف حقوق الإنسان:

هي مجموعة من الحقوق الطبيعية التي يمتلكها الإنسان والمتأصلة في طبيعته، وحتى إذا لم يتم الاعتراف بها، فإن هذه الحقوق الطبيعية لا تزال قائمة، وحتى لو تم انتهاكها من قبل بعض السلطات، فهي أهم من الحقوق الطبيعية. وهي حقوق متلازمة مع الإنسان بغض النظر عن جنسهم وجنسيتهم وعرقهم ولونهم ولغتهم، فلكل منّا الحق في الحصول على حقوق الإنسان على قدم المساواة دون تمييز وترتبط ببعضها البعض.

الضمانات الدولية لحقوق الإنسان:

تتمثل الحماية الداخلية أو الضمانات الداخلية لحقوق الإنسان، حماية دستورية أو حماية قضائية أو حماية سياسية، وهي إحدى الوسائل الأساسية لحماية حقوق الإنسان وحريته.

أولاً: الضمانة الدستورية:

الحماية الدستورية ومنها: الدستور ومبدأ الفصل بين السلطات ومبدأ سيادة القانون.

الدستور:

يُعرَّف الدستور بأنه مجموعة من القواعد القانونية التي يصدرها المجلس التشريعي الوطني، توضح مصدر السلطة، وتنظم ممارستها ونقلها، والعلاقة بين أصحابها، والعلاقة مع الحقوق والحريات العامة للدولة. وسواء كانت قواعد مكتوبة أو قواعد عرفية، فإن تفوق القواعد الدستورية يتفوق على القواعد القانونية الأخرى المطبقة على الدولة.

وليست هناك حاجة لصياغة أو كتابة قواعد دستورية من أجل تحقيق سيادة القواعد القانونية المشتركة الأخرى، بل على العكس من ذلك، فإن القواعد الدستورية العرفية هي قواعد غير مكتوبة لكنها اخذت السيادة في تطبيقها. فعلى سبيل المثال، الدستور البريطاني هو دستور عرفي أساساً، لكنه يتمتع بمقدسات واحترام الشعب البريطاني. وإن الحكومة البريطانية أشد صرامة في حمايته واحترامه، خاصة في مجال حقوق الإنسان والحريات.

مبدأ سيادة القانون:

إن مبدأ سيادة القانون هو أحد المبادئ الراسخة لدولة معاصرة في ظل سيادة القانون، وهذا يعني أن على جميع الناس والحكّام والسلطات الوطنية احترام القانون واستخدامه كأساس لشرعية الأعمال التي يدعمونها. ومع ذلك، فإن سيادة القانون لا تعني فقط الوعد بمضمون أو جوهر القانون؛ لأن القانون يجب أن يضمن حق وحرية التطبيق على جميع الأفراد، وهذا هو جوهر سيادة القانون. وإذا حدث العكس، ولم يهتم القانون بالحقوق والحريات الفردية، فإن ضمان هذه الحقوق والحريات ليس سوى راحة لضحايا القانون، وبعد ذلك إذا لم يصل مبدأ سيادة القانون إلى الحد الأدنى من الأمن الفعلي لأفراد المجتمع، يكون غير صالح.

مبدأ الفصل بين السلطات:

وهذا يعني أنه لن تتدخل أي من السلطات الثلاث (التشريعية والتنفيذية والقضائية) في عمل أي منها. والسلطة التشريعية سلطة صياغة القوانين التي تنظم وظائف الدولة، بينما للسلطة التنفيذية (الإدارية) سلطة تنفيذ القوانين الصادرة عن السلطة التشريعية، وسلطة القضاء سلطة فصل النزاعات بين الأفراد أو بين الأفراد والدولة.

ثانياً: الضمانات القضائية:

الضمان القضائي من الضمانات الداخلية، فهو يحل الخلافات الخاصة بين الأفراد عن طريق المؤسسات القضائية، ويحمي حقوق الإنسان والحريات الأساسية ويمنحها حقوقها قبل التقاضي، والإشراف على دستورية القانون لحماية حقوق الإنسان.

وتتمثل الضمانات القضائية ما يلي:

  • حقوق التقاضي: يجب الإشارة إلى أن الدولة التي لديها مؤسسة قضائية مستقلة توصف بأنها قانونية، بل على العكس سنكون أمام دولة بوليسية لا تحمي حقوق الإنسان والحريات الأساسية، وعندما تكون هناك مؤسسة قضائية مستقلة. وفي دولة القانون، سيؤدي هذا الأمر إلى حماية حقوق الإنسان وحمايتها. وإذا انتهكت هذه الحقوق بالنسبة لشخص ما، فيمكنه مقاضاة السلطة القضائية على أي سلطة أو أي شخص ينتهك حقوقه أمام السلطة القضائية فله الحق في رفع دعوى أمام السلطة القضائية. ونظراً لأهمية هذا الحق فقد نص الدستور على هذا الحق.
  • الاشراف القضائي على دستورية القانون: ففي بعض الحالات، قد يسن المجلس التشريعي تشريعات تنتهك حقوق الإنسان والحريات الأساسية بطرق تتعارض مع القيم والمبادئ الدستورية. وهنا تبدو أهمية الرقابة القضائية لدستورية القانون كضمانة لحماية حقوق الإنسان لمنع انتهاكها من قبل السلطة التشريعية.
وتجدر الإشارة إلى أنه نظرًا لطبيعة واستقلالية الإشراف القضائي، فهو أكثر فعالية في حماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية. ويهدف إلى إلغاء القرارات الإدارية التي تتعارض مع حقوق الإنسان وحريات الأفراد، والتعويض عن الضرر الناجم عن هذه القرارات. ومن ناحية أخرى، أدت هذه السيطرة إلى حرص الحكومة على العمل في نطاق مبدأ الشرعية.

ثالثاً: الضمان السياسي:

يتضمن الضمانات السياسية من الرأي العام والأحزاب السياسية والتقدم الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والعدالة الاجتماعية وسيادة القانون وعلوية الديمقراطية في الممارسة السياسية ومبدأ المساواه ومراقبة الرأي العام على أعمال الحكومة.

المصدر: حقوق الإنسان وضماناتها الدستورية/سعدي محمد الخطيب/2007ضمانات حقوق الإنسان في الدولة/عصمة دوكة/2015حقوق الإنسان وحرياته الأساسية/هاني سليمان الطعيمات/دار الشروق/2006آليات حماية حقوق الإنسان في القانون الدولي لحقوق الإنسان/كارم محمود حسين نشوان/2011


شارك المقالة: