الطراز الرومانسك الإيطالي

اقرأ في هذا المقال


امتدت هذه الفترة من القرن الثامن إلى القرن الثاني عشر ميلادي، تمتد إيطاليا من جبال الألب في الشمال الذي يمتاز بالثلوج التي تغطي هذه المناطق، إلى مياه البحر الأبيض المتوسط في الجنوب، لذلك كانت تتمتع باختلافات جغرافية مما أدى إلى اختلاف في الناحية المناخية، حيث انعكست هذه الاختلافات على العمارة.

تنقسم إيطاليا جغرافياً إلى ثلاثة مناطق:

  • وسط إيطاليا: تتأثر هذه المناطق بالطراز الروماني، تمتد هذه المنطقة بين فلورنسا شمالاً وبيزا في الغرب ونابلي في الجنوب، تعتبر هذه المنطقة غنية بالآثار القديمة وتنتشر فيها الكنائس المسيحية.
  • شمال إيطاليا: مدينة ميلانو، هي المنطقة الغنية بالمحاصيل الزراعية والصناعية، كذلك تعددت الطرق للمواصلات السريعة للتجارة، فينسيا ورافينا التي يربط طريقهما الشرق بالغرب، كانت هذه المنطقة تقع تحت التأثير البيزنطي
  • جنوب إيطاليا وجزيرة صقلية: كان تأثير الشرق عليهما كبير، بحكم طبيعة موقعهما وكذلك القرب من الشرق التي كانتا تحت تأثيره، بعد أن كانت مستعمرة إغريقية ورومانية حيث كان جزء من الإمبراطورية البيزنطية أيام جستنيان.
    جزيرة صقيلة مثلثة الشكل وتقع في البحر الأبيض المتوسط، تواجهه إيطاليا من جهة وتواجهه اليونان من جهة وشمال إفريقيا من الجهة الثالثة، فكل وجه من أوجه الجزيرة انعكس عليه تأثير المنطقة التي تواجهه.

العوامل التي أثرت على الطراز الرومانسك الإيطالي

من الناحية الجيولوجية

نلاحظ أن وسط إيطاليا غني بالمعادن والأحجار بجميع أنواعه، استخدمت مواد بناء كثيرة في مدينة روما، مثل الطوب بمختلف أنواعه، الأحجار والترافريتين من تيفولى والرخام من الجزر الإغريقية، تم استخدام الكثير من مواد البناء من أثر المباني الكلاسيكية، في شمال إيطاليا كانت غنية بالطمي خصوصاً سهول لمباردى، حيثو أستخدموا الطوب مع الحجر في البناء، الذي أضافة على المباني صفة خاصة تميزت به، أما في جنوب إيطاليا كان متوافر هناك الحجر الجيري المتوفر في الجبال وجميع أنواع الرخام.

من الناحية المناخية

كان مناخ وسط إيطاليا يتميز بالشمس الساطعة التي تطلبت فتحات ضيقة وحوائط سميكة، أما شمال إيطاليا كمناخ أوروبا، يترواح مناخه بين الحر والبرد الشديدين، المدن في هذه المنطقة تقع تحت جبال الألب من ميلانو غرباً إلى فينيسيا شرقاً، في الصيف تحرم هذه الجبال من الرياح وتكون الحرارة شديدة الارتفاع، أما في الشتاء تلفح الرياح هذه المناطق، في الجنوب تمتاز المنطقة بالحرارة، حيث يكثر فيها أشجار النخيل والبرتقال والليمون، على الساحل الإيطالي الجنوبي تمتاز المباني بالأسقف المسطحة الأفقية.

من الناحية الدينية

وسط إيطاليا بدأت إيطاليا بدأت سلطة البابا تزاد قوة وسيطرة في توجيه وإدارة الحكومات المدنية، بدأ البابا يحارب سياسات العنف، في عام 755 ميلادي إستقل وسط إيطاليا وصار تحت حكم البابا، قام أدريان الأول عام 783 ميلادي بإستدعاء شرلمان للتقدم إلى إيطاليا والدفاع عنها وهزم المبارديين، دخل روما لأول مرة في عام 774 ميلادي، حيث أزدادت قوة البطاريك الروحية والأدبية والدينية في ميلانو، ووقف بجانب الشعب ضد اللومبارد.
كان جزيرة صقيلة وجنوب إيطاليا تحت حكم العرب بما في ذلك صقلية وشمال إفريقيا، جيث تأثرت هذه البلاد بالفنون العربية الأسلامية، حيث حرمت أعمال النحت والتماثيل وغطت الكنائس بالخطوط والرسومات الهندسية العربية.

من الناحية الأجتماعية

في وسط إيطاليا بدأ النشاط الفني يأخذ مجاره ومكانه في العمارة وخصوصاً في أعمال النحت والرسم، حيث ساعدة على زيادة التجارة والصناعة وظهور العائلات الحاكمة التي نهضت بالبلاد وحددت قواعد المدن الدفاعية مثل بيزا وبستويا حيث تنافس مبانيها الأعمال المعامرية في البلاد الأخرى.
شمال إيطاليا من الناحية الأجتماعية، حيث كانت التجارة والفن هما أساس الحياة الإجتماعية في تلك المنطقة، حيث كانت ميلانو وبافيا وفيرونا وجنوا بلاد حرة غنية وجميلة حيث أنعكس ذلك على جمال مبانيها المعمارية، أما في جزيرة صقلية وجنوب إيطاليا أدخل العرب منتجات تجارية مهمة مثل القمح والقطن، ولاحظنا أن المدن هناك كانت متأثرة بالطراز البيزنطي.

من الناحية التاريخية

في بداية القرن الحاري عشر كانت مدينة بيزا تنافس مدينتي جنوا وفينسيا كقوة تجارية وبحرية، حيث أخذت مكانها في الصدارة والتصدي للحروب في تونس، كذلك أستولت على بالرمو في عام 1072 ميلادي، بعد ذلك ظهرت جنوا وأزدادت قوة وتغلبت على أهل بيزا، بعد ذلك بدأت فلورنسا تنافس بيزا في الحضارة والتجارة، حيث بدأت من هنا تظهر مباني القلاع والحصون في تلك المناطق المتنافسة.

المصدر: تاريخ أوربا في العصور الوسطى/ المؤلف سعيد عبد الفتح عاشور/ طبعة 2009تاريخ العمارة الجزء الثاني في العصور المتوسطة/المؤلف الدكتور توفيق عبد الجواد/طبعة 2009تاريخ العمارة في العصور الوسطى القديمة الأروبية/الؤلف عبد المعطي خضر/ طبعة 1998


شارك المقالة: