ألمانيا والإمبراطورية الرومانية المقدسة

اقرأ في هذا المقال


كانت ألمانيا في العصور الوسطى عبارة عن قبائل أو مجموعة من الحكومات الصغيرة، وقد نشأت ألمانيا من المملكة الفرنجية الشرقية، والتي كانت ألمانيا جزءاً منها.

ألمانيا والإمبراطورية الرومانية المقدسة:

اختلف الجزء الشرقي من الإمبراطورية الكارولنجية والتي كانت تسمى ألمانيا، عن الجزء الغربي من الإمبراطورية والذي كان يسمى فرنسا، وقد اختلف الجزء الشرقي في الإمبراطورية الكارولنجية عن الجزء الغربي، من حيث العادات والتقاليد وتراثه الحضاري وبنائه السياسي، أمّا الجزء الشرقي لم يكن يوماً جزء من الإمبراطورية الرومانية القديمة، وقد حاول الملوك الميروفنجيين ومن ثم الكارولنجيون في إخضاع بافاريا وسكسونيا، إلا أن تلك المناطق بقيت مدة طويلة دون دمجها وتمثيلها داخل الحضارة الغربية.
وبذلك بقيت الذكرى الماضية باقية بأذهان سكان الجانب الشرقي من الإمبراطورية الفرنجية، وبعد ذلك بدأت الإمبراطورية الفرنجية تتعرض للانهيار في منتصف القرن التاسع، وبدأت شعوب ألمانيا بعد ذلك تتمسك بتراثها القديم، وتبحث عن زعامة محلية، وذلك عندما بدأ يظهر عجز الإمبراطورية الفرنجية في دفع خطر الفكي نيج والمجريين، فقد ظهر زعماء محليون من كبار الأمراء، في الأجزاء الرئيسة التي تتكون منها الإمبراطورية الفرنجية وألمانيا، وذلك في كل من “سكسونيا، فرانكونيا، سوابيا، بافاريا”.
وقد امتازت ألمانيا عن بقية الممالك التي تفرعت عن الإمبراطورية الكارولنجية، بإن قوة الدولة لم تتناقص فيها بشكيل كبير، وذلك نتيجة زيادة نفوذ الأمراء الإقطاعيين، وقد كان هناك تشابهاً واضحاً في التطور السياسي بين المملكتين الفرنسية والألمانية، إلا أن التيار العام في كل منهما اتجه نحو انتقال السلطة الفعلية في أيدي الأمراء المحليين، وقد انتقل زمام الحكم من أيدي سلالة البيت الكارولنجي إلى بيوت أخرى إقطاعية.
إلا أن ألمانيا اختلفت ألمانيا عن فرنسا في أن أراضي الملوك وممتلكاتهم بقيت واسعة، كما أن نفوذ الأمراء على الرغم من ازدياده لم يصل إلى درجة تفويض نظم الإدارة القديمة، كما كان الحال في فرنسا، وفي الحقيقة أن الخطر الي هدد المملكة الألمانية لم يأت من ناحية الأمراء الإقطاعيين، بقدر ما أتى من ناحية البلاد نفسها، حيد أن الطبيعة الجغرافية لفرنسا عملت على المساعدة في توحيد سكانها مع اختلاف أصولهم، بينما ألمانيا بقيت مقسمة إلى أقاليم كبرى تختلف من حيث الطبيعة.
وبالتالي أصبح لكل إقليم في ألمانيا، له اتجاهه السياسي والعنصري، حيث كان الجزء الشمالي من ألمانيا سهلي منبسط، بينما الجزء الجنوبي فقد كان جبلي ووعر، فقد كانت أجزاء الشمالي فيها تصب في بحر البلطيق، وبالتالي أخذ السكان يتجهون نحو الشمال، وقد عملت تلك العوامل على بقى الفوارق بين القبائل.

المصدر: تاريخ أوروبا في العصور الوسطى-المؤلف: د. إيناس محمد البهيجي-2017تاريخ أوروبا الحديث-المؤلف:نصري ذياب-2011موسوعة تاريخ أوروبا:الجزء الأول-المؤلف:مفيد الزيدي-2003موسوعة الحضارات المختصرة-المؤلف: محمود قاسم-2012


شارك المقالة: