القيم والمعايير الأخلاقية في الخدمة الاجتماعية:
يمكن النظر إلى القيم عموماً، بكونها فكرة أو معياراً ثقافياً تقارن على أصله الأشياء أو الأفعال فتحظى بالرضى أو عدم الرضا نسبة لبعضها البعض كونها من الأمور المقبولة أو غير المرغوبة، وبناء على هذا المعيار يمكن تقييم كل الأشياء في المجتمع من المشاعر والأفكار والأعمال والصفات والأشخاص والجماعات والأهداف والوسائل.
ويقترن البشر في المجتمع أفراداً وجماعات بهذه القيم اقتراناً عاطفياً، فهم يتقبلونها ويسيرون على خطاها في توجيه حياتهم، وفي اتخاذ القرارات المتعلقة بشؤونهم وفي الحكم على الأشياء والقيم والتزام الارتباط بالنشاط المهني في أي مجتمع من المجتمعات، وهي التزام العلاقة بالخدمة الاجتماعية بشكل خاص، ﻷن عمل الأخصائي الاجتماعي في مجال العلاقات الإنسانية جعله أقوى شعورياً للقيم الاجتماعية.
ونظراً ﻷن الخدمة الاجتماعية قد ظهرت وتطورت مرتبطة إلى حد كبير بمعاناة الإنسان، ومشاكله في الحياة لذا فقد أصبح الإنسان هو جوهر القيم في ممارسة الخدمة الاجتماعية، وأصبحت كرامة الإنسان كإنسان هي القيمة الكبرى في هذا المجال، إذ تؤكد الخدمة الاجتماعية على كرامة الإنسان وحريته.
ولما كانت جميع المهن لها تفضيلات قيمية تعطي معنى وتوجيه للممارسين فإن قيم مهنة الخدمة الاجتماعية تشير إلى المعتقدات التي يتم التمسك بها بشأن العمل مع الناس وأهدافهم والوسائل المفضلة لتحقيق هذه الأهداف.
وترجع أهمية القيم للخدمة الاجتماعية في النواحي التالية:
- إن الاعتراف بقيمة الكائن الحي أسمى من إعانته.
- عملاء الخدمة الاجتماعية هم معظماً من الهالكين والمنكوبين والفاسدين، بل وغير المستحبين من المجتمع أو المنبوذين من الجماعة، وهم بحاجة إلى القبول والتسامح.
- تفقد الإعانة صدقها إذا نالت من كرامة الإنسان وحطت من قيمته.
- تعطي القيم الإنسانية المهنة مصداقية وجودها وتميزها بين المهن الأخرى في المجتمع.
- تتضمن القيم وثباتها في وقتنا الحالي، أهمية خاصة في عالم انتهى إلى مادية خانقة وفردية جامحة كادت أن تؤذي بإنسانية الإنسان.
- تعطي القيم المهنة شمولية بين الغاية والوسيلة.
- تحقق القيم للمهنة مكانة مجتمعية خاصة، واعتراف بأهميتها من جميع مراكز القوى في المجتمع.
حيث هناك قيم يشترك فيها الأخصائيون الاجتماعيون، وتتصل تلك القيم بوظيفة الخدمة الاجتماعية، وهي يجب أن يحظى الناس بالموارد المطلوبة لسد حاجات الناس الأساسية، وبالفرص التي تتناسب إمكاناتهم خلال سنوات حياتهم، وأن كل إنسان له فرديته وله قيمته، وأنه يملك حق الحرية، ولذلك يجب لتفاعل الأفراد وانتفاعهم من الموارد أن نزيد من احترامهم وشعورهم بذاتهم.