مفهوم الشخصية الإنسانية في الأنثروبولوجيا

اقرأ في هذا المقال


حظيت الشخصية البشرية والخصائص المؤثّرة في تكوينها، حيزاً هاماً في البحوث الثقافية والاجتماعية، وذلك بهدف معرفة عناصر وطبيعة هذه الشخصية، وطريقة تفاعلها وتكيفها مع المجتمعات الموجودة فيها، وبما يسمح لنمو الشخصية وتطورها.

ما المقصود بالشخصية الإنسانية في الأنثروبولوجيا؟

الشخصية الإنسانية: هي مجموعة الخصائص العقلية والنفسية المتناسقة في الإنسان، وتعني أنها المجموع الكلي لقوى الإنسان العقلية ومشاعره وعاداته ومعتقداته، كما أنها تنظم الخصائص العامة للفرد. وتتعلق تلك القوى بكافة الاتجاهات الفكرية والنظم الثابتة لدى الإنسان، والمتعلقة بالإدراك الحسي، وهي تفاعل الإنسان المميزة للمثيرات الاجتماعية، وطريقة ترابطه مع الظواهر الاجتماعية الموجودة حوليه. وهكذا، فإن الشخصية الإنسانية تعبر عن التفسير الاجتماعي للفرد، والذي يحتوي الصفات التي تنشأ عند الكائن الحي البشري عن طريق التفاعل مع العوامل البيئية، والتفاعل مع أفراد المجتمع بشكل عام.

وهكذا يمكن التعبيرعن الشخصية الإنسانية في الأنثروبولوجيا: على أنّها الصفات التي تميز كائن بشري بذاته، عن غيره من حيث بنيته الجسمية الكاملة، وفي التفوق والطبع والصفات الكلية. فالخصائص الفيزيولوجية لدى الفرد، تتعلق بالأفعال السلوكية المصاحبة لها، وتتطور هذه الأفعال من خلال التجربة التي يحصل عليها من الحياة الاجتماعية.

خصائص الشخصية الإنسانية في الأنثروبولوجيا:

تتصف الشخصية الإنسانية في الأنثروبولوجيا بالخصائص التالية:
النمو والتكامل: ويعني هذا أن الشخصية الإنسانية تنمو في نظام متكامل، عن طريق تفاعل صفات هذه الشخصية وقواها، وتكيفها بشكل دائم ومتفاعل مع أحداث الحياة المتنوعة، وخاصة تفاعل الفرد مع مجتمعه وأشكال التربية الاجتماعية المتنوعة التي يكتسبها، وبالنهاية اسـتجابة هذه الشخصية بمكوناتها الكلية، في فترة التعامل مع هذه الأحداث المختلفة.
الهوية الشخصية: وتعني أن الإنسان يبقى نفسه، حتى وإن تغيرت صفاته الجسدية والنفسية في مرحلة النمو. فمن الطبيعي للإنسان أن ينمو ويتغير ويختلف من يوم إلى يوم ثاني، بحسب قانون النمو والتكامل، والذي يحتوي خصائص الشخصية كاملة، من أول الحياة وحتى أخرها. إلا أن هويته الرئيسية تبقى هي نفسها، بالرغم من التطورات الجسمية أو العاطفية، التي تتكون نتيجة عاملين هما العمر والحضارة.
الثبات والتغير: ويعني هذا أن صفت الثبات عند الإنسـان، دائمة ما دام الإنسان موجود على قيد الحياة، وبالتالي فهذه الشخصية ذات صلة بخاصية النمو والتطور، التي تتكون نتيجة الظواهر المحيطة بالإنسان، والتي تختلف في قوة فاعليتها لتكوين التغيرات التطورية. وهذا الثبات الذي يظهر في: أسلوب الشخص في التعامل، وفي النظم الداخلية والخارجية له، وأيضاً اهتمامته وأفكاره واتجاهاته المختلفة، والذي يمكننا غالباً من التنبؤ المستقبلي لهذه الشخصية.


شارك المقالة: