الفن التشكيلي والخط العربي القديم

اقرأ في هذا المقال


ما هي العلاقة بين الخط العربي والفن التشكيلي؟

الخط العربي بحسب تعريف بعض العلماء هو نقشٍ من النقوش، حيث تمّ اكتشاف هذا النقش في منطقة تعرف بنقش (النمّارة) بحران في سوريا وقد عثر على هذا الخط مكتوب بالخط النبطي المتطوّر، حيث يعتبر هذا أول نص مكتوب بلسان قريب من لهجة قريش، حيث وجدوا هذا النقش مكتوب على قبر أمريء القيس.
واكتشف بعدها نقش أم الجمال وهو أيضاً خط نبطي، ويرى العلماء أنّ النقوش النبطية نقسمت الى ثلاثة مجموعات وهي:

  1. المجموعة الأولى: وهي نقوش ما قبل القرن الثالث الميلادي.
  2. المجوعة الثانية: وهي نقوش القرن الرابع الميلادي.
  3. المجموعة الثالثة: وهي نقوش القرن السادس الميلادي.


عندما انتشر الإسلام ودعا الناس بكل جديةٍ لطلب العلم والكتابة، وأن ينظر الإنسان ويتدبر في الخلق والنفس، لكن هذه الدعوة كانت ضمن ضوابط للمعطيات الفنية سواء كان ذلك في الشعر أو الرسم وغير ذلك من الفنون، حيث راح المبدعون والذين اهتموا بهذا الفن يتألقون في أشكال الفن التشكيلي ضمن هذه الأطر والضوابط، حيث كان الخط العربي هو الميدان الأوسع والفسيح لابداعهم وإنتاجهم في أشكال الخط ورسومها واهتموا بالتنقيط والزخرفة وغير ذلك.
حيث أدى اتساع الدولة الإسلامية واتصالها بشعوب وحضارات الأمم الأخرى في عهد الدولة الأموية والعباسية وما بعدها من دول إسلامية وكذلك شجع الخلفاء والأمراء والمبدعين لهذا الفن، كما اختفت في ذلك الوقت الرسوم ذوات الأرواح، التصاوير والنحت، مما أدى الى تركيز الجهود الفنية الاسلامية على ميادين أخرى مثل:

  1. الخط.
  2. التشكيلات.
  3. وركزوا كذلك على الألوان، وانعكس ذلك على الشعر والنثر، الذي وصف بثمرة الإبداع البشري ذوقاً وعبارةً، وصفاً وخيالاً.
    لذلك فقد ورث العرب كماً هائلاً من أنواع الخط والفن المتميزة حتى وقتنا الحاضر في كل من كتابات المصحف الشريف، السنة المطهرة، على أستار الكعبة المشرفة وجدران المساجد ومنابرها، ومداخل القصور والأواني ودوواوين الشعر والنثر.

ما هي المراحل والتطورات التي مر بها الخط العربي؟

  • الشكل والإعجام: في العصر الجاهلي كان الخط يشبه بالخط النبطي وذلك لأنّه؛ خالي من من التشكيل، التنقيط فقد كان من أجمل الخطوط العربية، فلم يكن العرب بحاجة إلى التشكيل والتنقيط بل كان اعتمادهم على الطبع والسليقة.

ما هي الأسباب التي جعلت العرب يهتمون بالتنقيط والتشكيل عند مجيء الإسلام؟

  1. دخول أقوام غير عربية للدين الجديد.
  2. اختلاط العرب بغيرهم من الأقوام الأخرى.
  3. التحريف في قراءة القرآن الكريم.
    فهذه الأسباب جميعها هددت سلامة اللغة العربية؛ مما جعلهم يفكرون وبشكلٍ جدي بإجراءاتٍ صارمة تعصم اللسان من الخطأ والقلم من الانحراف، ولقد كان للقرآن الكريم الدور الفاعل في اتخاذ الاصطلاحات، ولقد كان الفضل لأبي أسود الدؤلي في وضع واكتشاف النقطة، حيث أخذ مداداً يختلف عن لون المداد الذي كتب به المصحف، وقد قسمّ النقطة الحمراء على الحروف كالتالي:
  • نقطةً حمراء فوق الحروف التي تحتاج للفتحة.
  • نقطة حمراء تحت الحروف التي تحتاج للكسرة.
  • نقطة حمراء ثالثة بجانب الحروف التي تحتاج للضمة.


هذا ما قام به أبي الأسود الدؤلي، أما أهل المدينة فقد زادوا على ذلك بأنهم يضعون الشدة على الحرف المشدد؛ وذلك بوضع قوس طرفاه لأعلى، كما تطورت الكتابة ليكتشفوا ما يسمى بالسكون، حيث كانت السكون عبارة عن خط أفقي صغير فوق الحروف واكتمل هذا التطور في خلافة بني أمية.

ما هي أهم الأمور التي اهتم بها الأمويين من ناحية الشكل والتنقيط؟

أضاف الأمويين أربعة ألوان من المداد، حيث ظهر الأسود الذي استخدموه للحروف، أما الأحمر فقد استخدم لتدوين الشكل، الأصفر لكتابة الهمزات، والأخضر كان لكتابة ألفات الوصل وقد كان هذا التطور كله في الأندلس.

ما هي أهم التطورات التي حدثت للخط في زمن عبد الملك بن مروان؟

وضِع الإعجام نتيجة لكثرة التصحيف في القراءة ولكثرة الأعاجم وكان ممن قاموا بهذه الأعجام :نصر بن عاصم، يحيى بن يعمر، كما نُقطت الحروف بمداد الكتابة نفسه؛ لأن التنقيط جزء منه وكان في هذا الزمن خمسة عشر حرفاً منقوطاً والباقي اسموها عاطلةً؛ لأنها غير منقوطة، أما النقطة فقد تفنن الخطاطون في رسمها، فظهر منها (المربعة، والمدورة)، وفي هذا العهد تغير اسم الحروف من (أبجد هوز الى الحرف الهجائي الجديد).

بعد ذلك جاء الخليل ليكتشف ثماني علامات للحروف هي:

  • الفتحة.
  • الكسرة.
  • السكون.
  • المدة.
  • الصلة.
  • الهمزة.
    كما أنه لم يقتصر دور هذه العلامات على ضبط اللغةفقط، بل كان لها دور تزييني في بعض الخطوط كما في:
  • النسخ.
  • الثلث.
  • الديواني الجلي.


المصدر: علم نفسك للخطوط العربية للمؤلف مهدي السيد محمودقواعد الخط العربيللمؤلف هاشم محمدمذكرة في خط الرقعة للمؤلف مختار امينجماليات الخط العربي للمؤلف منصور بن ناصر


شارك المقالة: