الوحدة الإنسانية والإسلامية:
هي من أولويات الأسس، كما أنها وبدون اعتبارات معينة فإنها تُعدّ من أولويات تطور الفن بالخط، وهذه الوحدة لا ترتبط فقط بفنون التصوير بل إنها تظهر من خلال العقل الإنساني الذي يتأمل في الطبيعة وينقلها من خلال الخطوط إلى صورة حية وجميلة من خلال تلك الكتابات.
إلا أن تحريم التصوير في الإسلام، وقد اعتبر هذا النوع من التصوير مقبولاً إلى حد ما، إذا تم عن طريقه تحقيق غاية مهمة لصالح نشر الدين الإسلامي الذي يهدف لترجمة الطبيعة التي تُسبح للخالق عز وجل.
ولا يمكن ان يتم الاستغناء عن هذا الفن التصويري؛ لأنه يقوم على نقل الكثير من الحقائق، وخاصة في الوقت الحالي الذي يقوم على تسجيل الكثير من الأحداث التي مرت منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن اشترطوا ومن خلال تلك الفنون التصويرية أن لا يكون هناك صورة لوجه النبي صلى عليه وسلم.
هذا وقد يحتاج فن العمارة الإسلامية إلى إبراز الجانب الوظيفي لعناصر البنيان، كما هو واضح في عصر النهضة التي تعزز الزخرفة وتبعد خطوطها من التوتر، لذا يجب أن يكون التوازن هو المصدر الملهم للخطاطين الذين غالوا في إظهار زخارف خطية جميلة وخاصة تلك المساجد.
لذلك يجب أن يراعي الفنان والخطاط المزخرف للحقيقة المستويات التي تدخل المساجد من فقير وغني، لذا لا بد أن يكون التوازن هو من أساسيات تلك الخطوط.
الفن الإسلامي التجريدي في الإسلام:
إن المجردون في تجريداتهم استجابة أكثر فورية وانسيابية ونزعة فردية من الانفعالات التي تنبثق من اللاوعي النفسي، ومن جهة أخرى فالفن التجريدي بالنسبة للفنان المسلم تعبير عن قانون، فهو يجعل الوحدة الإلهية تتجلى بشكل مباشر قدر الإمكان في الكثرة.
ومن أهم الدول التي تفننت بالعمارة الزخرفية الخطية: هي المغرب العربي، حيث أظهر الفنانون والمحترفون في الخط أروع الأمثلة من هذا النوع من الفنون الزخرفية الخطية غرب العالم الإسلامي، ففي الجزائروالمغربوالأندلس تدرك العمارة الإسلامية حالة الكمال المتبلور، والتي حولت الفضاء الداخلي إما لمسجد، أو عالم يمتلئ جمالاً يكاد يكون غير دنيوي.
كما وتشتق عناصر فن الزخرفة الإسلامية من تراث قديم غني كان معروفاً لكل الناس في آسيا والشرق الأدنى وشمالي أوروبا، لقد اقتبس الفن المسيحي في العصور الوسطى هذا التراث نفسه الذي دخل عليه عن طريق المهاجرين من آسيا، وعن طريق الفن الانعزالي.
ولقد انخرط الفنان المسلم بالزخرفة للخط في جميع الأماكن الدينية التي طورت من ملامح تلك الخطوط التي صورت تلك الأماكن بأجمل الصور الدينية المتطورة.
لقد كان العنصر الإسلامي التوحيدي هو ما جمع حضارات تلك الخطوط عبر رسوم فنية خطية جميلة أبدع الإنسان والفنان في تقديمها عبر لوحات فنية دينية تدل على تسبيح المخلوقات لله تعالى، وذلك من خلال الطبيعة أو ربما من خلال النسيج في أثاث البيت الذي ظهر في أجمل صوره، فعلى سبيل المثال سجادة الصلاة التي وضع فيها ذلك الفنان أجمل الخطوط والرسومات.
إلى جانب ذلك فقد برع ذلك الفنان والخطاط المسلم في رسم تلك الخطوط على جدران المساجد وعلى بعض الدكاكين والمحلات وتلك الخطوط التي نسجت على أبواب تلك المساجد وعلى جدران القصور وعلى حيطان تلك البيوت التي رسمت بها تلك الآيات القرآنية، وبعض العبارات الدينية لتلك الحيطان والجدران.
لقد حول الفنان المسلم الملابس للسلاطين في العصر القديم، إلى رسومات خطية رسمت أجملها وأكثرها براعة في ذلك العهد الإسلامي وتطور هذا الفن عبر العصور المتعاقبة التي طورت ونمت من بين الخطوط والتي رسمت اللوحات الفنية والدينية.
لقد عرف التوازن التكويني الذي رسم خطوط وعبر عن قدرته الإسلامية التي طورته ونما عبر الحضارات المتعاقبة فوازن الخطاط المسلم بين الخط الجميل وبعث رسالة دينية من خلال تلك الرسوم الخطية.
إلى جانب ذلك فإنه من الأسس الهامة في تطوير الزخرفة الإسلامية في الخطوط العربية هو مفهوم الوحدة الروحية الإسلامية، وكذلك التوازن الذي جمع تلك الخطوط في لوحة فنية وخطية واحدة، حيث إنه مهما تغيرت اللهجات ومهما تطورت الحضارات من بادية إلى مدينة مثقفة، بالإضافة إلى التي تأثرت بالحضارات المحاطة بها، حيث إنها طورت ورسمت جميع تلك الخطوط، كما أنها عكست الروح الدينية التي قامت على تقديس الروح الإلهية.