أويس القرني والحديث
وفي رواية عمر بن الخطًاب من طريق سعيد الحريري:(( فَمُروه فليستغفر لكم))، ويؤخذ من هذا الحديث فضل أُوَيس القرنيّ بين التابعين وهو رأي بعض العلماء في أنّه أفضل التابعين ومنهم الإمام أحمد بن حنْبَل.
وفي رواية عمر بن الخطًاب من طريق سعيد الحريري:(( فَمُروه فليستغفر لكم))، ويؤخذ من هذا الحديث فضل أُوَيس القرنيّ بين التابعين وهو رأي بعض العلماء في أنّه أفضل التابعين ومنهم الإمام أحمد بن حنْبَل.
هو التابعي الجليل، الإمام الحسن بن يسار، مولى زيد بن ثابت الإنصاريّ، والبصريذ لمكان إقامته بالبصرة، ولد في المدينة المنورة بخلافة الفاروق عمر،
وروى عن سعيد بن المسيب كثير من التابعين أقرانِه وتابعيهم كإدريس الأوْديّ والخُراسانيّ ومحمّد الباقر وغيرهم كثير.
كانت الصّحابية الجليلة أمّ هانئ من رواة الحديث النّبويّ الشريف، جُمِع لها في كتب الحديث ستون حديثاً، روى لها الشيخان البخاريّ ومسلم جملة من الحديث، وروى أيضاً لها جماعة الحديث، وكانت من الرّواة التي خصّت ببعض أحاديث حادثة الإسراء والمعراج، فقد لبث النّبي صلّى الله عليه وسلّم في بيتها عندما رجع من الطائف.
نتحدث اليوم عن واحدة منهن لها طيب القرب من الحبيب وطيب النسب من الفاروق إنّها حفصة بنت عمر.
كانت أمّ المؤمنين سودة بنت زمعة ممّن رويْن الحديث عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم وقد أحصى لها أصحاب الحديث النّبوي خمسة أحاديث، وقد روى عنها من الصّحابة عبدالله بن عبّاس، ومن التّابعين عروة بن الزّبير بن العوّام، وقد أخرج لها الإمام البخاريّ رحمه الله تعالى حديث واحد، وبعض أصحاب السنن كأبي داوود .
يس بن أبي حازم: وهو أبوعبدالله البجليّ، من الكوفة، لم يرى النّبي عليه السّلام عندما أتى إليه ليسلم لوفاته عليه السّلام ، وروى الحديث حذيفة بن اليمان وسعيد بن زيد وخبّاب وغيرهم، كما روى عنه الأعمش والسبيعي وغيرهم
لقد ظهر التدوين في عهد التّابعين رحمهم الله وذلك بسبب الخشية من ضياع الحديث لموت صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ولتفرُقِهم في الأمصارِ وقد ظهر في زمنهم من دوّنوا الحديث النّبويّ مثل الصنعاني فقد كتب الصّحيفة الصّحيحة ومن الّذين كتبوا أيضاً سعيد بن جبير والخليفة عمر بن عبدالعزيزوغيرهم.
العلمُ هو زادُ الأممِ، وغذاءُ العقلِ، وبهِ تتقدَّمُ الأممُ، وما منْ أمَّةٍ يتفشى فيها الجهل إلَّا كانَ مؤشراً بهلاكِها وخرابها، وقدْ حثَّ الإسلامُ على العلمِ وطلبهِ، وحذّرَ منْ توقفه، وبيَّنَ كيفَ يقبضُ العلمُ في آخر الزَّمانِ، وسنعرضُ حديثاً في كيفيةِ قبضِ العلمِ في آخر الزَّمانِ.
لقدْ بعثَ اللهُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم وحياً يوحى إليهِ، وعصمهُ منَ الكذبِ والخطأ في مجال التَّشريعِ لأنَّهُ مبلِّغٌ لرسالةٍ اللهِ تعالى الكاملة، وقدْ حرَّمتِ الشَّريعَةُ الإسلاميَّةُ الكذبَ مطلقاً، وجعلتْ الكذبَ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ منْ أعظمِ الكذبِ، وسنعرضُ حديثاً يدلُّ على ذلكَ.
لقدْ منَّ اللهُ علَى الأمَّةِ الإسْلامِيَّةِ بأنْ أرْسلَ عليْهِمْ نَبيَّاً منْهمْ، كانَ لَهُ منَ الصِّفاتِ والأخلاقِ ماميَّزَتْهُ قبلَ البِعْثَةِ وبعْدِها، فهو الصَّادِقُ الأمينُ الّذي كانتْ العربُ تَعْرِفُ بِصِدْقِهِ وأمَانَتِهِ في حفظِ أماناتِهم الَّتِي كانوا يودعونَها عنْدَهُ، وقدْاصْطَفاهُ اللهُ تُعالَى وفضَّلَهُ علَى الأنْبياءِ والمُرْسَلينَ بخِصالٍ كَثيرَةٍ
منَ المَعْلومِ أنَّ طلَبَ العلْنمِ فريضَةُ على كلِّ مُسْلِمٍ، لا سِيَّما العُلومُ التِّي لا يجوزُ لأمَّةٍ منَ الأمَمِ أنْ تَخْلوا منْها، ولقدْ كانَ منْ حديثِ رَسُولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ ما دلَّ علَى حُكمِ طلبِ العلمِ وخاصَّةً الشَّرْعِيُّ منْهُ
لقدْ دّخلَ الحديثُ النَّبويُّ الشَّريفُ في مرْحَلّةٍ مُتَطَوِّرَةٍ منَ التَّصْنيفِ والبحثِ في عُلومِهِ في القرْنِ الرَّابعِ الهِجْرِيِّ، وبرّزَ في هذا العَصْرِ كثيرٌمنَ المُصَنِّفينَ في الحديثِ وعُلومِهِ وفي علمِ الجرحِ والتَّعديلِ وعلْمِ الرِّجالِ بصورَةٍ واسِعَةٍ ، وقدْ كانَ الحاكِمُ النَّيْسابورِيُّ أحَدَ العُلَماءِ البارِزِينَ في التدْوينِ، فتعالوا مَعنا في الحديثِ عنْ سيرَتِهِ مَع الحديثِ والرِّوايَةِ.
إنَّ الإيمانَ في مُصْطَلَحِهِ التَّشْريعِيِّ يدُلُّ على الإعتقادِ الجازِمِ بكُلِّ أركانِ الإيمانِ قولاُ وعملاُ ويقيناُ بالقلْبِ، وأركانُ الإيمانِ هي: الأيمانُ باللهِ تعالى وملائكتهِ وكُتُبِهِ ورُسُلِهِ واليومِ الآخِرِ والقَدَرِ خيرِهِ وشَرِّه، وهذا الإعتقادُ يقومُ على العملِ بكلِّ ما يطبِّقُ هذهِ الأرْكانِ منَ العباداتِ والعقائِدِ
إنَّ الإسلامَ دينُ التَّوحيدِ والعبودية لله، استسلامٌ وخضوعْ، وقدْ وصف اللهُ عبادهُ المؤمنين بهذه الصفات، ووعدَ كل َّمنْ ماتَ على ذلكَ ولمْ يشرك باللهِ شيئاً بالإعتقادِ واليقين بدخول الجنَّةِ وإنْ عملَ منَ العملِ السيءِ ما عملَ، وقدْ أوردَ الحديثُ كثيراُ منَ الشَّواهدِ على ذلكَ، وسنعرضُ حديثاً في ذلكَ.
لقدْ فرض اللهُ علينا الصَّلاةَ وجعلها عمادُ الدِّينِ، وقدْ علَّمنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ الخشوعُ في الصّلاةِ والطمأنينةَ في أدائها، واستحضارُ مراقبةِ اللهِ تعالى فيها، ولكنَّ الإنْسانَ بطبيعتهِ قدْ ينسى ويخطئ في أدائها، فما كانَ منَ النَّبيِّ إلا قدْ علَّمنا كيف نسدُّ الخللّ في الصَّلاةِ إذا سهوْنا فيها وهي أنْ يسجدَ الإنسانُ سجدتينِ قبلَ التَّسليمِ وهما سجودُ السَّهوِ، وسنعرضُ حديثاً في ذلكَ.
لقد علَّمنا رسولُ الله صلّى اللهُ عليه وسلَّمَ العباداتِ وآدابها وسننها ونواهيها، وذلكَ ممّا نقلهُ الصَّحابةُ عليهم رضوانُ اللهِ إلى الأمَّةِ، ومنَ العباداتِ الّتي كانَ للحديثِ والسُّنَّةِ الكثير منَ الشواهدِ في بيانها الصَّلاةُ، وقدْ جاءَ البيانُ والتَّوضيحُ في أركانها وسننها وهيئاتها ، كما بيَّنتِ السُّنَّةُ والحديثُ كثيراً منَ النَّواهي، ومنها التَّخصُّرُ في الصَّلاةِ، وسنعرضُ حديثاً في ذلكَ.
لقدْ كانَ للصَّلاةِ في الإسلامِ شغلاً وأحكاماً، علَّمها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ للصَّحابةِ رضوانُ اللهِ عليهمْ، فكانوا يلازمونهُ في كلِّ زمانٍ ومكانٍ ليتعلَّموا منهُ أحكامَ الصّلاةِ، وقدْ أباحَ الإسلامُ للمسلمِ منَ العملِ الخارجِ عنْ أحكامِ الصَّلاةِ منَ التَّسبيحِ للرِّجالِ والتَّصفيقِ للنِّساء، وسنعرضُ حديثاً في مشروعيَّةِ ذلكَ.
الصّحابةُ خيرُ القرونِ وأفضلُ هذه الأمّةِ لقولِ نبيِّنا صلّى اللهُ عليه وسلّمَ: (خيرُ القرونِ قرني ثمّ الّذينَ يلونهم)، ولقدْ كانَ لهمْ شرفُ رفعِ لواءِ العلمِ منَ القرآنِ والسّنِّةِ بوصفهمْ منْ شهدوا الوحي والتّنزيلَ، ولزموا رسولَ الله صلّى الله عليه وسلّمَ، وقدْ بيّنَ النّبيَّ عليه الصّلاةُ والسّلامُ مناقبَ بعضهمْ في الحديث، ومنهمْ جرير بن عبد الله، وسنعرضُ حديثاً في مناقبه.
لقدْ كانَ لزوجةِ النّبيِّ صلّى الله عليه وسلّمَ خديجةُ بنتُ خويلدٍ منَ السّيرةِ العطرةِ معَ النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وزسلّمَ، ولقدْ كانَ عليه الصّلاةُ والسّلامُ يحبُّها ويجلُّها، كما كان لها فضلٌ في نصرةِ النّبيِّ عليه الصّلاةُ والسّلامُ، وكانتْ أوّلَ منْ آمنتْ به منَ النّساءِ، وقدْ بيَّن النّبيُّ عليه الصّلاةُ والسّلامُ في مواطنَ كثيرةٍ منَ الحديثِ ما يبيّنُ فضلها، وسنعرضُ حديثاً في ذلك.
لقدْ كانَ للأنصارِ في نصرةِ النّبيِّ عليه الصذلاةُ والسّلامُ التّاريخُ المشرِّفُ، ولقدْ كانَ لهمْ عندَ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ منَ الذّكرِ والمحبّةِ، وقدْ برزَ منهمْ رضي اللهُ عنهمْ جميعاً قرّاءٌ ورواةُ للحديث النّبويِّ الشّريفِ، وكانَ لهمُ الفضلُ في نقلِ مصادرِ ديننا منَ القرآنِ والسّنَّةِ، ومنهمُ الصّحابيُّ الجليلُ أُبيُّ بنُ كعبٍ رضي الله عنه، فتعالوا معنا نستعرضُ حديثاً في مناقبه.
لقدْ كانَ لرسولِ الله صلّى اللهُ عليه وسلّمَ منَ الصّحابةِ الكرامِ الأخلّاءِ منْ كانَ لهمْ فضلُ الصّحبةِ والملازمةِ، ومنْ لزموا مجلِسهُ وتعلّموا منهُ، وجاهدوا معهُ، وقدْ بيّنَ رسولُ الله صلّى اللهُ عليه وسلّمَ في مواطنَ كثيرةٍ منْ حديثهِ في مناقبِ بعضهم، ومنهمُ الصّحابيُّ الجليلُ سعدُ بنُ معاذٍ، فتعالوا نستعرضُ حديثاً في مناقبه رضيَ اللهُ عنهُ.
إنَّ القرآنَ الكريمَ أوَّلُ المصادرِ التشريعيَّةِ في الإسلامِ، ولهُ منَ الأهميَّةِ في التعبُّدِ، فهو متعبَّدٌ لتلاوتهِ، وقدْ يمرُّ الإنْسانُ بآيةٍ فيها سجودٌ، فما عليهِ إلّأ أنْ يسجدَ تطبيقاً لسنَّةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلّمَ، فقدْ كانَ يسجدُ سجودَ التِّلاوةِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ،وسنعرضُ حديثاً في سنَّةِ سجودِ التِّلاوةِ.
لقد كانَ في حديث رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ما جاءَ تبياناً لأحكامِ ديننا، ولمْ يوفَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أجلُهُ في الدُّنيا إلَّا وعلَّمَ أصحابهُ أحكامَ عباداتهمْ وكلَّ ما يتعلَّقُ بحكامِ حياتهمْ، وكانَ للصَّحابةِ رضوانُ اللهِ عليهْ فضلُ نقلها إلى الأمَّةِ في كلِّ زمانٍ ومكانٍ، ومنَ الأحكامِ الّذي بينها عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ الجنائزَ، ومنْ سننها غسلُ الميتِ وتراً، وسنعرضُ حديثاً في ذلكَ.
لقدْ كانَ للصَّلاةِ المفروضةِ منَ النَّوافلِ الّتي لمْ يكنِ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يدْعما، وكانَ عليهِ الصَّلاةُ والسّلامُ يؤكِّدُ عليها ويعلِّمها للصَّحابةِ رضوانُ اللهِ عليهمْ، الّذينَ اقتدوْا بهِ ونقلوها لمنْ جاءَ بعدهمْ، وهانحنُ نقتفي بأثرهمْ ونأخذُ منْ طريقهْم ذاكَ العلم، وسنعرضُ حديثاُ في نافلةٍ منَ النَّوافلِ وهي سنَّةُ الفجر.
سبعَةٌ يُظِلُّهمُ اللهُ في ظلِّهِ يومَ لا ظلَّ إلَّا ظلُّهُ، الإمامُ العادِلُ، وشابٌّ نشأَ في عبادَةِ اللهِ، ورجلٌ قلبهُ مُعلَّقٌ في المساجِدِ، ورجلانِ تَحابَّا في اللهِ؛ اجْتمعا عليهِ وتفرَّقا عليهِ، ورجلٌ طلبَتْهُ امْرأةٌ ذاتُ منْصِبٍ وجمالٍ فقالَ: إنِّي أخافُ اللهَ، ورجُلُ تصدَّقَ أخفَى حتَّى لا تعلَمَ شِمالُهُ ما تنفقُ يمينُهُ، ورجلٌ ذكرَ اللهَ خالياً ففاضتْ عيناهُ)
لقدْ جاءت الشَّرائع السَّماويّةُ تحثُّ على مصاحبَةِ الصالحِ منَ الأصْحابِ لما ينعكسُ على الشَّخصِ منْ آثارِ أفعالِهمِ وأقوالِهمْ في سيرَتِهِ معَ اللهِ ومعِ النَّاسِ، وسنعرضُ حديثاً في الفرقِ بينِ الجليسِ والصَّاحبِ الصَّالحِ والسّيءِ.
لقدْ خلقَ اللهُ الخلقَ وحمَّل ابنَ آدمَ أمانَةَ الإستخلاف في الأرضِ بما يرضي وجه اللهِ تعالى، ومنَ النَّاسِ منْ لمْ يقُمْ بما كُلِّفَ بهِ في حياتِهِ فعملَ السيئاتِ، فكانَ لهُ عقابُهُ في الآخرة، ومنْ أنواعِ العقابِ وأشدِّها عدمِ نظرِ اللهِ إلى العبدِ، فتعالوا نقرأُ حديثاً في أناسٍ لا ينْظرُ اللهِ إليهم يومَ القيامة.
إنَّ كسوفَ الشَّمسِ وخسوفَ القمرِ آيتينِ منْ آياتِ اللهِ تعالى، وقدْ علَّمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلّمَ أصحابهُ كيفَ يفعلونَ وما يؤدُّونَ منَ العباداتِ عندَ حصولهما، ومنَ العباداتِ الّتي فضَّلها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مع الكسوفِ العتاقةُ، والعتاقةُ تعني تحرير العبدِ،
إنَّ لصلاةِ الكسوفِ هيئتها الّتي وضَّحها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في الحديثِ، ومنْ هيئاتها بالنِّداءِ إليها بالصَّلاةِ جامعة، ومنها أيضاً طولُ السَّجودِ كما كانَ يفعلُ رسولُ اللهِ صلَّى الله عليهِ وسلَّمُ، وسنعرضُ حديثاً في هيئةِ سجودِ صلاةِ الكسوفِ كما فعلَ النَّبيُّ عليهِ الصّلاةُ والسَّلامُ.