الغزل في الأدب العباسي
اكتسب الغزل في العصر العباسي غنى ومضاء؛ لارتباطه بعاطفة الحب والغلابة في النفس الإنسانيّة، حيث أقبل الشعراء إقبالاً كبيراً على النظم فيه، فكثُر كُثرة بالغة وازدهر ازداهراً واسعاً.
اكتسب الغزل في العصر العباسي غنى ومضاء؛ لارتباطه بعاطفة الحب والغلابة في النفس الإنسانيّة، حيث أقبل الشعراء إقبالاً كبيراً على النظم فيه، فكثُر كُثرة بالغة وازدهر ازداهراً واسعاً.
من الطبيعي أنْ يظل للرثاء منزلته السامية ف النفوس لانبثاقه من عاطفة الحزن الواري في كل زمان ومكان، عير أنْ فن الرثاء ارتقى في هذا العصر، واكتسب غنى وعمقاً، بفضل شعراء كبار أبدعوا فيه وفي سائر أغراض الشعر، وفي طيلة شعراء الرثاء أبو تمام الذي قيل عنه" مداحة نواحة"، ومن بعده ابن الرومي الذي عرف برثاء أولاده.
حرص شعراء العصر العباسي ونقّاده بوجه عام على أن يدور شعرهم في فلك الأغراض الموروثة، وأن تنتسج أغراضه على منوال الفحول المتقدمين، فحافظ المديح على منزلته السابقة تبعاً لارتباطة الوثيق ببلاط الخلفاء والملوك، ومجالس الأمراء والولاة، ولكنه السبيل الأول للحظوة عند أولي الأمر، والطريق الأقصر لبلوغ الشهرة المنشودة.
لم يكن هيناً على الأمويين أنْ يحتفظوا بملكهم طويلاً بعد عصر الراشدين، ذلك بسبب الثورات المتالحقة التي طانت تنشب في وجههم وتنازعهم الحكم، ولا سيما ثورات الخوارج والشيعة والزبيريين، ثم كانت ثورة العباسيين سنة750م/132هـ آخر حلقة في سلسلة تلك الثورات ، التي أنهكت دولة بني أمية وآلت إلى القضاء عليها.
حفل عصر صدر الإسلام بعدد وفر من الشعراء، وجعلهم من المخضرمين ومن أشهرهم: الحطيئة العبسي، والذي أجاد فني المديح والهجاء، وحسان بن ثابت شاعر الرسول عليه الصلاة والسلام، والمنافح عنه.
لم يطرأ على الشعر تغير كبير في صدر الإسلام، من حيث أساليبه وطرائفه الفنيّة، لأن الشعر فن يقوم على المحاكاة، فالشاعر يحتذي خطأ أسلافه، وفي الغالب كان الشاعر يتتلمذ لشاعر مشهور فيكون رواية له ويأخذ عنه طريقته ويحاكيه في أسلوبه، فنجد مثلاً الحُطيئة يقر بسيره على نهج زهير بن أبي سلمى والشعراء الذين كانوا يأخذون شعرهم بالتنقيح والتحكيك.
ظل الشعر يتبوأ المنزلة الأولى في صدر الإسلام، شأنه في العصر الجاهلي، ولكن تطوراً جاداً ألمَّ به من حيث الأغراض والمعاني، فقد أوجد الإسلام أغراضاً جديدة كشعر الجهاد والفتوح والزهد والوعظ والشعر السياسي.
أحدث ظهور الإسلام تحولاً جذرياً في حياة الأمة العربيّة ونقلها من طور التجزئة القبليّة إلى طور التوحد في إطار دولة عربيّة، تدين الإسلام وتتخذ القرآن الكريم مثلاً أعلى.
موطن الادب العربي القديم هو الجزيرة العربيّة، أو شبه الجزيرة العربيّة، 1ات الصحاري الواسعة، والبطاح الممتدة، التي تحيط بها، أو تتخللها، جبال وهضاب مختلفة، منها ما يحاذي البحر الأحمر غالباً، ومنها ما يقع في اليمن جنوباً، ذلك فضلاً عن هضبة نجد التي ترتفع ممتدة في وسط الشمال، ذلك حتى تضم سلسلة أخرى من الجبال.
أعظم فائدة من دراسة الأدب العربي الأصيل هي معرفة لغات العرب ولهجاتهم وما كان فصيحاً، وقد أثرى الأدب المعاجم بكثرة الألفاظ.
يستمد الأدب أهميته من وصفه للواقع والإضافة إليه، أي تجاوزه التحليل إلى القيمة المضافة، من خلال تقديمه نماذج متباينة من آليات التفكير، سواء على صعيد الفرد أو المجتمعات، وفي ذلك إطار حدث ما.
والأدب اصطلاحاً: هو الكلام الجميل الصادر عن العاطفة والمؤثر في النفوس، وللأدب عدّة أركان منها: العاطفة الصادقة، والأفكار الجليلة، والعبارات الجميلة، بالإضافة إلى الخيال الواسع.
أنشئت أول مطبعة بحروف عربيّة في إيطاليا علم 1514 ميلاديّة، حيث طُبع فيها بعض الكتب الدينيّة كسفر الزبور، ثم طبع القرآن في البنديقية.
حتى مستهل القرن التاسع عشر، كانت الحياة العربيّة نمجملها تخضع لركود شامل في ظل سيطرة الدولة العثمانيّة على أقطار الوطن العربي، سواء أكانت تلك السيطرة قوية مباشرة كما في بلاد الشام والعراق ومصر، أم ضعيفة أو إسمية كما في أقطار المغرب العربي، وبلدان شبه الجزيرة العربيّة.
ابن عبد ربه"ت328هـ"، حيث كان شاعراً وكاتباً، وله في النثر كتاب" العقد والفريد" الذي قسمه إلى خمسة وعشرين باباً، حيث جعل لكل بابين منها اسم جوهرة لتقابلهما في العقد.
إنَّ صنوف التأثير الأدبيّة هي بذور فنية تستنبت في آداب غير آدابها متى تهيأت لها الظروف والأسباب، وهذا ما حصل في اللقاح الفكري بين الأدبين العربي والإسباني الذي وصل إلى مدن فرنسة الجنوبيّة، ومدن اللورين الكائنة في الشرق عند حدود ألمانيّة، فوجد فيها تربة خصبة جرى نسغها إلى ألمانيّة وإنكلترة لتكون ركائز النهضة الأوروبيّة.
تعدّدت فنون النثر العربي في الأندلس، فتناول الأندلسيون ما كان معروفاً في المشرق من خطب ورسائل ومناظرات ومقامات، وزادوا عليها بعض ما أملته ظروف حياتهم وبيئاتهم، وقد شاع فيهم تصنيف كتب برامج العلماء، التي تضمنت ذكر شيوخهم ومروياتهم وإجازاتهم، وكان للكتاب مزية الجمع بين النثر والشعر والإجادة فيهما.
الأندلس والمغرب وشمالي إفريقية وصقلية الأندلس جزءان مترابطان من عالم واحد، كان يعرف في القديم عند المشارقة بالمغرب الإسلامي، وقد ظلا يتمثلان طوال العصور الوسطى حضارة واحدة مشتبكة العلاقات في السياسة والفكر والاجتماع، وفي العلاقات البشرية المستمرة من هجرة واختلاط وتزاوج.
الإنسان في الجاهلية كان يتسم بمجموعة من القيم الأخلاقية ومن أهمها الجود والشجاعة، وقد نقل لنا الشعر العديد من القيم ومن أبرز رواد الأدب الذين تناولوها طرفة وعنترة وغيرهم الكثير.
الزمن الفاطمي هو العهد ازدهر فيه الأدب وكان له دور كبير في الحياة الأدبيةرغم مزاحمة الكتابة له، وكان هناك عدة دوافع ساعدت على هذا الازدهار من أهمها تشجيع الحكام لرواد الأدب وأجزلوا لهم العطاء
الأدب في هذه الفترة ازدهر بخلاف ما كان عليه في بداية الإسلام وسبب الاندماج مع العجم وتبادل الثقافات، كل ذلك أثرى الأدب في جميع المجالات الأدبية
الأَنا قد طغت على مقطوعات المتنبي وهو شديد الغرور بذاته وأدبه، وتجلى الآخر في قصائده التي أنشد مادحًا للحمداني أو كافور وغيرهم.
مقطوعات كعب بن مالك تفردت بالعديد من الخصائص وميَّزته عن باقي الشعراء في عصره، وكان له أسلوبه الخاص حيث أكثر من استعمال المحسنات البديعية كالسجع والطباق ولجأ إلى الخيال موظفًا فيه الألوان مما أضفى على أبياته رقة وجمال
الزمن الفاطمي كان يعج بالعديد من العلوم وأيضًا الآداب وتميز فيه الكثير من العلماء، وكذلك الأطباء أمثال أبو القاسم وابن سهلان وغيرهم، ومن أهم العلوم في ذاك الوقت الفلسفة والفلك وتميزوا في نظم الشعر.
للمُتنبي أحاسيس سيطرت على مقطوعاته حيث برزت ظاهرة البكاء والعبرات من خلال الأغراض الأدبية التي تناولها، فنرى البكاء حاضرًا في مقطوعات المدح وكذلك الرثاء ولم تخلو منه المقدمات الطللية
الأدب المشرقي كان يعج برواد الأدب الذين تميزوا بأدبهم أمثال الحطيئة الذي عاش حياة مريرة كان لها أثر في صقل موهبته، تميزت مقطوعاته بالعديد من الخصائص ومن أبرز الأغراض التي تناولها في أبياته الهجاء
المدائح في الزمن المملوكي استطاع تغطية جميع مراحل حياة النبي صلى الله عليه وسلم وكانت كثيرة بشكل لافت، وعَمِدَ الشعراء إلى التغني بالسِمات الخُلقية والحسّية للنبي الكريم
أدب الخوارج قد تفرد بعدة سمات جعلته يتميز عن باقي الآداب وقد توجهوا إلى تضمين آرائهم وعقيدتهم من خلال مقطوعاتِهم التي نظمت من أجل الحماسة، وقد برز العديد من رواد الكلام المنظوم
خليل مطران من أبرز المجددين في عصره حيث تمكن من إحداث نقلة تجديدية في الشعر المشرقي الحديث رغم عدم رفضه القديم، حيث صاغه بحلة حديثة ومفردات وتراكيب وصور تتناسب مع زمنه
الحمداني تميز بأدبه الذي يعج بالصور الاستعارية والكنائية كما في مقطوعات الغزل وكذلك عن صدقها في الثناء، ومن مصادر الثقافة لديه نذكر البيئة والقرآن الذي يعد نبع عذب ينهل منه رواد الأدب ويجملون به مقطوعاتهم.