المنظور السلوكي البيولوجي في علم الاجتماع الطبي
يستند هذا المنظور على إعداد الأطباء والمهتمين بالصحة والمرض عامة، بإمتلاكهم المعرفة النظرية والعملية لبدن الإنسان في حد ذاته، وإذا كان هذا التأهيل ضرورياً في حجرات الكشف الطبي والعمليات الجراحية.
يستند هذا المنظور على إعداد الأطباء والمهتمين بالصحة والمرض عامة، بإمتلاكهم المعرفة النظرية والعملية لبدن الإنسان في حد ذاته، وإذا كان هذا التأهيل ضرورياً في حجرات الكشف الطبي والعمليات الجراحية.
يركز هذا المنظور على دراسة الارتباط بين الثقافة والحة والمرض والوقاية والعلاج، وبالتالي تظهر دراساته نواحي هذا الارتباط، ولا سيما أهمية الثقافة في تعين أنماط الأمراض.
إن برامج الصحة العامة والحملات الصحية مثال يكشف عن ضرورة الاهتمام بالعوامل الثقافية ﻹقناع أبناء الثقافات التقليدية بتبني الممارسات والعادات الصحية، فقد اهتمت إحدى هذه الحملات بإقناع أبناء قرية لوس مولينوس بمجتمع.
على الرغم من شدة إبعاد بين المنظور الثقافي والمنظور الاجتماعي، إلا أن هذا المنظور الاجتماعي يهتم على حاجات الحياة الأسرية، ومقتضيات العمل والأنشطة الاجتماعية بصفة عمومية.
يأخذ هذا المنظور أساسه التصوري من علمي الاجتماع والنفس، ﻷن مركز الاهتمام فيه ترتبط بأساليب تفاعل الأشخاص وارتباطهم ببعضهم البعض، وتأثير كل منهما الآخر على كليهما.
يركز هذا المنظور على إظهار الارتباط بين الصحة والمرض، وبين مجموعة النظم الاجتماعية ذات الاتصال بهما، وبالتالي يعني هذا المنظور بالتحليل الكيفي، لاستخدام الصحة كوسيلة.
من المؤكد أن منظورات العلوم السلوكية ليست منفصلة بهذا الشكل الذي تناولناها به لغرض التحليل، وإنما هي متكاملة ومتداخلة فيما بينها، ﻷنها تهتم بالإنسان بؤرة هذه العلوم كلها.
هناك دور للعالم والطبيب المعالج فيما يرتبط بنظرتهم الشخصية للعالم، وهل تؤثر هذه النظرة على نتائج العالم، وتبحث تأثيرها على الملاحظات العلمية للباحث، وعلى عمل الطبيب الذي يعالج مرضاه.
يتناول علم الاجتماع الطبي أو علم اجتماع الصحة والمرض ميداناً علمياً جديداً من ميادين علم الاجتماع، حيث بدأت الأهمية به منذ السبعينات القرن الماضي، ويكمن توضيح تلك التكوّن الحديث.
تدل المصادر الغربية إلى أن ظهور علم الاجتماع الطبي في كل من أوروبا والولايات المتحدة كجزء من علم الاجتماع كان في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، على الرغم من أن نشأته التي تمتد إلى ما قبل ذلك.
إن عملية بيان العلم الطبي والمزاولات الطبية كخطوة تقدمية للإنهاء على المرض بيّنت في نفس الوقت انحياز المعرفة الطبية، فكان العلم الطبي يعكس ويعبر عن الأفكار التي تسود المجتمع في حينها.
يعد علم الاجتماع الطبي ميداناً مهماً من ميادين علم الاجتماع، ويتضمن مجالاً مترابط بين الطب وعلم الاجتماع، أي أنه العلم الذي يركز بدراسة الكائن الحي وهو الإنسان من حيث ارتباطه بالمجتمع.
برزت الأنثروبولوجيا الطبية كأحد أهم المجالات الحيوية للبحوثات النظرية والتطبيقية في الدرسات الأنثروبولوجية، حيث انجذبت الكثير من الموضوعات المرتبطة بالحياة والموت.
يمكن أن نوصف الأنثروبولوجيا الطبية بصورة مختصرة وعامة بأنها دراسة الافتراضات الثقافية والتطبيقات الاجتماعية التي تتعلق بمصدر ومعرفة إدارة الصحة والمرض.
إن تأمل التاريخي للمداخل الثقافية بشأن مفاهيم الصحة والمرض توضح كيف أن الأسباب العامة والمعالجات الشعبية للمرض وما تتضمنه من افتراض في تلبس الأرواح وسط الشعوب الأولية.
يرى كل من الطبيب والمريض إلى المرض بأساليب متباينة حتى ولو كانوا يشتركون في خلفية ثقافية واحدة، حيث لكل من الطرفين وجهة نظر مختلفة ويستخدمون نظاماً متابيناً ﻷثبات وتقييم فعالية المعالجات بالوسائل المتنوعة.
نشأة النماذج التفسيرية للمرض عن طريق مشاركة كل من المعتقدات الثقافية والخصوصية والفردية ومصطلحات وأفكار العلوم الطبية الحيوية.
تعد العائلة مجتمع صغير الحجم وتمتاز بتنظيمها الداخلي الفريد وثقافتها الممتازة الخاصة بها، وثقافة العائلة مثل الثقافة الكبيرة التي تتواجد فيها.
عانى بعض الأفراد على مرّ العصور من الإحساس بالتوتر والخوف بسبب العديد من الأخطار المعقدة التي كانت تحيط بهم مثل حالات المِحن والمآزق غير المتوقعة أو الهجوم المفاجئ للأمراض
يتضمن البدن البشري بالنسبة للأشخاص في جميع المجتمعات أكثر من مجرد عضو فيريقي يتأرجح بين الصحة والمرض، حيث يعد كذلك محو المعتقدات بشأن أهميته الاجتماعية والنفسية وتركيبه وبنائه وأدائه لوظائفه.
لقد تمكّنت الكثير من الأبحاث الدراسية في علم الأوبئة وعلم لاجتماع الطبي والعلوم الاجتماعية الأخرى المتصلة بالصحة والمرض أن تبيّن عن مسببات ونتائج معدلات المرض المتنوعة وعن تأثير الأدوار الاجتماعية.
وهو نظرية الميكروب الذي يسبب المرض، والتي تعود إلى الدراسات البكتريولوجية في وسط القرن التاسع عشر تواجد وتوالد الكائنات العضوية، والتي تتضمن الآن في المعتقد الطبي الجديد في عملية العدوى.
يتمثل الطب الشعبي والمزاولات العلاجية بالعديد من النواحي السحرية الدينية المعقدة، مثل الرقي والتمائم وهي الخرزة التي تعلق على رقبة، والسحر، إلى ناحية الوسائل الكيميائية الأولية
يعتبر المعالجون الشعبيون أحد الجهات المهمة التي تعمل في مجال الرعاية الصحية ذاخل مجتمعاتهم، وكثيراً ما يستند أفراد المجتمع عليهم أو يلجأون إليهم بغية للنصيحة أو العلاج والتطبيب.
يعرف المعالج بأنه الفرد المعترف به من قبل الفئة التي يعيش فيها على كونه فرد مؤهل ﻷداء عملية العلاج والتحسين عن طريق استخدام النباتات والحيوانات والمواد المعدنية وطرق أخرى محددة.
لا يتطلع إلى الطب الحديث في العديد من المجتمعات على أنه أفضل من العلاج الشعبي، وذلك ﻷسباب عدة ومنها ما يتصل بالمعتقدات الثقافية ﻷفراد هذه المجتمعات أو لظروف هذه المجتمعات نفسها.
إن ظهور المعالجين الشعبيين في نظام عالمي لا يعني أن العلماء والأطباء ينبغي أن يتفقوا على تفسيراتهم المحلية ﻷسباب وعلاج الأمراض المعدية ولا يعني أيضاً أنها تحتاج لاستجابة هؤلاء المعالجين على الاعتقادات الحديثة
لم يقتصر دور المعالجين الشعبين في الدول السالفة على القيام بأعمال المعالجة والتطبيب فقط، إنما ابتعد ليتضمن أدواراً أخرى اجتماعية ودينية، فقد اتصلت صحة الإنسان ومسببات الأمراض
يتسم الارتباط بين المعالجين الشعبيين والأطباء المهنيين بعدم الثقة والشكوك المتبادلة حيث يرى الطب الحديث هؤلاء المعالجين الشعبيين كدجالين أو مشعوذين أو كالعرافين الذين يتظاهرون بأن هناك خطراًً كبيراً على سلامة مرضاهم.
كان أسلوب وممارسة العلاج الشعبي من أكثر صور العلاج المنتشرة حتى القرن التاسع عشر، ومع ذلك فإن أفراد المجتمع هناك يفضلون المعالجين الشعبيين خاصة في المواقع البعيدة