إن ممارسة العدل في الأسر له فوائد كثيرة على الأسر والمجتمع والبيئة ككل، وجاء الإسلام ليطبق مفهوم العدالة بين الزوج والزوجة وبين كل فرد من أفراد العائلة وبين الزوجات، فيجب أن يشمل العدل جميع أفراد هذه العائلة ولا يجوز أن يتعدى أي فرد من العائلة على الآخر ونزع حقوقه، فالإسلام دين العدل والمساواة.
أثر العدل على الأسرة المسلمة
للعدل أثر واضح على الأسر المسلمة ومنها:
1- إن تطبيق العدل والمساواة يستتب بالأمان في العائلة، وتتصدر الراحة الطمأنينة في كل فرد من أفراد هذه العائلة، وتشعر العائلة بالاستقرار الأسري، ويعمل تطبيق العدل على القضاء على المشكلات بين هذه الأسر وبين المجتمع ككل، وتحدد الاضطرابات التي تنتج في الأسر.
2- بالعدل ينتشر الخير في الأسر، فالعدل من أهم أسباب الحصول على البركة والخير إذا كان مطبقاً بين الزوجين وبين جميع أفراد الأسرة، وإنَّ وجود النية الظلم في العائلة سبب كافي في وجود المشاكل والكره وانتشار البغضاء بين أفراد العائلة.
وتطبيق العدل في الأسرة يكون كالمطر الوفير الذي يطول جميع مَن في العائلة، فالأب العادل أفضل وأحب إلى أفراد العائلة ومن جميع الناس.
3- عندما يكون الوالدين عادلين يدل ذلك على رجحان العقل لديهما، وتطبيق أوامر الله تعالى بالعدل بين الأبناء وتطبيق العدل بين الزوجات، والتمييز بين حقوق الوالدين وبين تدخل الوالدين بشكل غير سليم في حياة ابنهم وحياته الأسرية وعلاقته بزوجته.
4- العدل هو أساس الأسر واستمراريتها ودوامهما، بتطبيق العدل تدوم الأسر وتستمر وتبتعد عن المشاكل والخلافات التي تدمرها وتفككها، وتستقر الأسر بتطبيق العدل.
5- إن تطبيق العدل من قبل الوالدين والزوج هو تطبيق لأوامر الله تعالى ونيل محبته ورضاه سبحانه، قال تعالى: “وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ”، الحجرات، 9.
6- بتطبيق العدل يحدث الوئام بين الوالدين وأفراد العائلة وبين الزوج وبقية زوجاته.
7- بتطبيق العدل والمساواة يسود في الأسر التعاون والاحترام والتماسك.
وفي النهاية إن الإسلام لم يترك كبيرة أو صغيرة في الحياة الأسرية إلا وضع لها قواعد وحدود، ومن هذه الحدود تطبيق العدل بين أفراد الأسرة وتنظيم واجباتهم وحقوقهم فيما بينهم بالعدل والمساواة، فهو دين الكمال ودين العدل والمساواة.