أسباب الكذب المرضي وعلاقته بالاضطرابات النفسية

اقرأ في هذا المقال


قد يُجبر الشخص الطبيعي على الكذب في بعض الأحداث في حياته؛ وذلك خوفاً من التعرض لعقابٍ ما أو للأذى، أو حتى يكذب ليمنع وقوع شيء مكروه، أو للخروج من موقف طارئ تعرض له، ولكن الأسوأ هو الكذب المتواصل من غير مُبرر وهو الكذب المَرضي.

ما هو الكذب المرضي

هو سلوك قهري يحفز الشخص للكذب بدون أي مبرر وبدون أن يكون على وعي بأنه يكذب؛ فهو شخص يتحدث بالأكاذيب المتواصلة طوال الوقت، كما أنه يصدق ما يقول حتى ولو كان بصورة ظاهرية، تم تصنيفه على أنه اضطراب نفسي بسبب صدمات نفسية واجهها الشخص، ويكون غير قادر على تجنبها إلا من خلال الكذب المتواصل.

خصائص الشخص المصاب بالكذب المرضي

1- يتشابه مصابي هذا الاضطراب في بروز علامات الثقة في النفس وهم يسردون حكاياتهم الخيالية، فلا تظهر عليهم أي علامات للتوتر أو القلق أو المبالغة في الحكايات، بل يبدون بصورة متزنة وواثقة من ذاته، كما أنه يحكي التفاصيل بدقة وينتقل من جزء لآخر بشكل تسلسلي ودرامي مقنع.

2- الشخص المصاب بهذا الاضطراب لا يرى قصصه إلا وهو بطلها أو ضحية فيها، فهو يحاول كسب التعاطف أو الاحترام من الآخرين، وبالأخص إذا كان ضحية لذكريات أو تنشئة أسرية غير سوية.

3- توجد بعض الدراسات التي تدل إلى أنه غير مدرك لما يقول مع تصديقه لكذبه؛ بينما يشير آخرون إلى أنه يدرك كذبه ولكنه يرغب في تغيير الحقائق، من غير أن تظهر عليه أي علامات للكذب.

4- بسبب نسج هؤلاء الأشخاص لقصص من الخيال معظم الوقت، فيكون ليس من السهل رواية القصص نفسها وبنفس الدقة في كل مرة، فيقوم الشخص المصاب بتعديل مضمون القصة.

الاضطرابات الشخصية والكذب المرضي

تم الربط بين هذا الاضطراب وبين مجموعة من اضطرابات الشخصية والنفسية؛ فقد تتسبب في الإصابة به كرد فعل كبير على الاضطراب في شخصية الشخص ومنها:

اضطراب الشخصية النرجسية

يتسبب هذا الاضطراب في إحساس الشخص بمدى عظمته وأهميته، فهو شخص يرى نفسه فريد والكل بحاجة إليه، وبالتالي قد يواصل الكذب حتى يرى احتياج الآخرين له.

اضطراب الشخصية الحدية

وهي الشخصية التي تتعامل بحِدَّة شديدة في استجابتها؛ فتتعامل بسلوك انفعالي خالٍ من كافة أنواع العاطفة، فهو شخص يرى العالم مخيف، ودائمًا ما يبحث عن مخرج للهروب من الواقع والمحيطين به، ليعيش في أوهام وتخيلات وأكاذيب من خياله.

اضطراب الشخصية العدائية

وهو شخص يبغض المجتمع ومعادٍ للغير، يكون الهدف الرئيسي من كذبه هو الوصول إلى هدفه ورغبته في الامتلاك؛ بالإضافة إلى تقدير الأنا عنده، كما أنه يبحث عن تحقيق منافع من وراء هذه الأكاذيب.

وفي النهاية يمكن القول بأن الشخص المصاب بهذا الاضطراب هو شخص عادي لا يقرر في لحظة الكذب عن قصد الشخص الموجه إليه الكذب، ولكنه مختل نفسي غير قادر على السيطرة على حصيلته اللغوية وتخيلاته.


شارك المقالة: