إن خلل المزاج والشعور بالسعادة مرة والقلق أو العصبية مرة أخرى هو شيء عادي يظهر من الحياة ومواقفها ومشاكلها وضغوطات الوظيفة بصورة عامة، في حال لم يؤثر هذا على حياة الشخص بشكل كبير، يمكن عدم القلق بشأنها. إنما في حال تحول الفرد من حالة السعادة الكبيرة إلى الاكتئاب الحاد بصورة منتظمة ومتتالية، مع الإحساس بتقلبات مزاجية مزمنة ومتكررة، فإن هذا يتطلب الإستشارة الطبية. وقد تتعلق بعض أسباب التغيرات المفاجئة في المزاج بالصحة العقلية أو الهرمونات أو غيرها من الحالات الصحية.
الأسباب العادية في تقلب المزاج المفاجئ
إن هذه الأسباب التي غالباً ما يصاحبها هذه المشكلة، عادةً سوف يختفي تغير المزاج مباشرة مع زوال المثيرات. وتتضمن الأسباب البسيطة ما يلي:
التعب والإجهاد
إن التعب الناجم عن العمل والواجبات الدراسية والبيتية وضغوطات الحياة المنوعة أو التعرض لأحداث وجدانية قوية تحفز عاطفة الحزن أو الغضب والتوتر أحد أبرز الأسباب التي تؤدي إلى ظهور هذه المشكلة.
حساسية الربيع
الإصابة في حساسية الربيع تؤثر على المزاج، وذلك نتيجة العلامات المزعجة التي تصاحب المريض طيلة مدة الحساسية من سعال وعطاس متكرر، وحكة، وسيلان، واحتقان والتي قد تتداخل في حياته اليومية وهواياته.
اضطراب مستوى السكر
إن اختلاف مستوى سكر الدم عن الطبيعي سواء في الارتفاع أو الانخفاض قد يؤثر على المزاج وسرعة إتقلابه والمزمن، وأكثر فئة تعاني من ذلك هم مرضى السكري غير المنتظم أو في حال الاستعمال الخاطئ للإنسولين.
اضطراب الهرمونات
إذ يؤثر انخفاض أو ارتفاع نسبة بعض الهرمونات على الحالة النفسية. وتتضمن الاضطرابات الهرمونية على الاتي:
أ- البلوغ، بحيث إذ أن المراهقين أكثر الفئات العمرية تقلب في المزاج نتيجة النمو الوجداني والنفسي عندهم.
ب- سن اليأس، الذي يتسبب في انخفاض مزمن في مستوى الإستروجين.
ج- اضطرابات بعض الهرمونات مثل: نقص أو ارتفاع هرمون التيستوستيرون، وهرمون الكورتيزول، وهرمونات الغدة الدرقية.
د- متلازمة السابق للحيض، التي تؤثر على نسبة الهرمونات الأنثوية.
ه- الحمل، إذ تشتكي المرأة الحامل من خلل الهرمونات بالإضافة إلى التعب العام.
تناول بعض الأدوية
قد تكون هذه المشكلة أحد التأثيرات الجانبية لبعض الأدوية، والذي عادةً ما تتلاشى في حال تغير الدواء أو تعديل الجرعة أو التوقف عن تناوله بعد استشارة الطبيب بالتأكيد، مثل أدوية القلق والاكتئاب.
الجوع
يعتبر الجوع أحد الأسباب في تغير السريع للمزاج؛ لأن الفرد لا يتمكن من التفكير بأي أمر عند الجوع، وينبغي تناول الأكل.
المبالغة في المشاعر
يعتبر الإفراط في المشاعر، ومنح المواضيع أكثر مما تحتاج، ولوم الذات بشكل مبالغ، سبب في الحزن وتغير المشاعر.
ويعتبر التشائم والقلق وسرعة الغضب من غير التفكير في الأمور من الأسباب التي لها تأثير على الحالة المزاجية. كما ويؤثر التفكير المبالغ في الأمور والمشاكل العادية. وطريقة تعامل الشخص مع الناس إذ يمكن أن يغضب بشكل كبير من أقل الأمور، وعلى أقل الأسباب.
الأسباب المرضية في تقلب المزاج المفاجئ
إن هذه مشكلة قد تكون أحد مظاهر بعض الأمراض النفسية أو الجسدية، ومن أبرز هذه الأسباب ما يلي:
ثنائي القطب
إن هذا المرض من الأمراض التي تتسبب في ظهور هذه المشكلة، إذ يعاني المريض من الإحساس بالفرح والسعادة الكبيرة للغاية والرغبة في الكلام والعمل والنشاط، وعدم الرغبة في للنوم نتيجة وجود طاقة كبيرة لفترة معينة قد تتراوح ما بين أيام إلى أسابيع، ثم يتغير بصورة مفاجئة ومن غير تدريج لشخص يشعر بالحزن والاكتئاب والوحدة، فاقد للرغبة في الحياة والتحدث والعمل.
الاكتئاب
يعتبر الاكتئاب أحد أكثر الأمراض النفسية انتشاراً، ويؤثر على الحالة المزاجية للشخص بصورة كبيرة، عادةً ما يشعر المصاب بتحسن قليل لكن سريع ما يعود لحالة الحزن، وفقدان الأمل والشغف، وخلل في الشهية والنوم، والتفكير بالموت والانتحار.
اضطراب الشخصية الحدية
بحيث ينقلب مزاج المصاب من القلق إلى الاكتئاب أو من التوتر إلى الغضب بصورة مفاجئة، وقد يستمر ذلك من ساعات إلى أيام. غالباً ما يشتكي المرضى من القيام بتصرفات خطيرة، وإيذاء أنفسهم، والمبالغة في استجاباتهم العاطفية، والإحساس بالفراغ.
الأسباب المرضية الأخرى
ومن الأسباب أيضاً التقدم في السن مثل مرض الخرف أو الزهايمر، لعدم تحكم الأشخاص في التفكير الصحيح.