أهمية النغمة ومستوى الصوت في تعليم منتسوري

اقرأ في هذا المقال


لقد مَرّ الناس جميعًا بمواقف في حياتهم الشخصية، حيث يتفاعلون ليس كقدوة يودون أن يكوّنوها لأطفالهم، بل كأشخاص بالغين يحاولون التعامل مع ما هو أمامهم، فحياتهم مشغولة وهناك دائمًا المزيد ليفعلونه، ولا يوجد وقت كافٍ للقيام بذلك.

أهمية النغمة ومستوى الصوت في منتسوري

الأطفال على عجلة من أمرهم باستمرار وليسوا مستعدين للذهاب عندما يحتاجون إلى ذلك، ويجد الأهل أنفسهم يرفعون أصواتهم ويُطالبون ويصرخون لجذب انتباه أطفالهم، ويشعرون بالسوء بعد ذلك، لكن لا يمكن منع ما تم بالفعل، وسيتذكر أطفالهم اللحظات التي لم يكون الأهل فيها متحكمين في عواطفهم.

سواء كان الأهل يعرفون ذلك أم لا وسواء كانوا يقصدون ذلك أو يهتمون، فلا يجب الاكتفاء بإبعاد الغضب عن الكلام فحسب بل إبقاءه بعيدًا عن الصوت.

وتشير ماريا منتسوري إلى أن الأطفال حساسون تجاه العالم من حولهم، ومن المرجح أن يلتقطوا كيفية نطق الكلمات بدلاً من الكلمات نفسها، ويصاب بعض الأطفال بالقلق، ويخاف آخرون عندما يصرخ أحد عليهم، حتى لو كانت الكلمات حسنة النية فإن حجم الرسالة هو الذي يسمعونه، ويمكن للأصوات التي يتم رفعها في حالة الإحباط أو الغضب أن تسبب ضررًا عاطفيًا بقدر ما تسببه اليد المرفوعة من ألم جسدي.

ويتوقع معلم منتسوري أن يتحدث بصوت هادئ في جميع الأوقات، فعند استخدام صوت هادئ، فإنه يتم وضع مستوى صوت داخلي مناسبًا للأطفال، وعندما يتم الحفاظ على مستوى منخفض من الضوضاء، فإنه يتم توفير بيئة عمل هادئة تسمح للأطفال بالتركيز والتركيز بينما يكملون العمل المهم للطفل، كما إنه يساعد على تشجيع مهارات الاستماع الجيدة.

ولقد اعتاد الأطفال على الضوضاء التي تحيط بهم كالتلفاز والكمبيوتر وألعاب الفيديو والأشخاص الآخرين، حيث أن سماع صوت هادئ فعال يجذب انتباه الأطفال؛ لأنهم غير معتادين عليه، ففي البداية قد يستمع الأطفال بسبب حداثة الأصوات الهادئة، لكنهم يتعلمون ويفهمون لاحقًا أن هذه وسيلة تواصل مناسبة، وعادة ما يجذب الهمس انتباه الأطفال، حيث إنه يعيد توجيه انتباههم تلقائيًا بعيدًا عن النشاط أو السلوك غير اللائق إلى ما يقوله مدرس منتسوري.

وتشير ماريا منتسوري إلى أن نبرة الصوت لا تقل أهمية عن مستوى الصوت، ومن المرجح أن يستمع الأطفال إلى صوت يبدو دافئًا ومشجعًا أكثر من الصوت الذي يبدو قاسيًا وحكميًا، وتنقل نبرة الصوت المهتمة والجذابة الرغبة في الحصول على جو من القبول والحب والاحترام.

وتقول منتسوري أن الأطفال هم كائنات رقيقة وإن لديهم حساسية كبيرة للعالم المحيط بهم، وهم بهذا أكثر استعدادًا لتعلم كيفية نطق الكلمات بدلاً من كيفية تعلم الكلمات نفسها، وأيضاً إنهم لا يحبون الصراخ عليهم.

والتوقع في بيئة منتسوري هو التحدث بصوت هادئ في جميع الأوقات، واستخدام نماذج صوتية هادئة مناسبة داخل مستوى الصوت، مما يحد من مستوى الضوضاء في حجرة الدراسة بمنتسوري وكذلك يوفر بيئة عمل هادئة تسمح بالتركيز على الأعمال.

نصائح لتحسين تقديم العرض الشفوي من معلم منتسوري

الطريقة التي يتم بها إلقاء الخطاب لها تأثير كبير على كيفية استماع الطلاب وتفسيره للمحتوى، وفيما يلي بعض النصائح لتحسين تقديم العرض الشفوي من معلم منتسوري:

النغمة: نبرة الصوت التي يستخدمها المعلم مهمة ويمكن أن تغير المزاج العام للعرض التقديمي، على سبيل المثال هناك نبرة صوت مختلفة نستخدمها للتحدث عن الكرنفال الرياضي مثلاً، حيث تساعد نبرة الصوت التي يختارها المعلم المستمعين على إنشاء اتصال معه، ويعبر عن المشاعر التي لدى المعلم حول موضوع ما، لذا لا بد من المعلم أن يختار نبرة صوته بعناية للمساعدة في إنشاء اتصال مع الطلاب.

الحجم: يجب رفع مستوى الصوت وخفضه للحصول على تأثيرات مختلفة خلال العرض التقديمي، وأثناء تغيير الحجم سيقوم معلم منتسوري أيضًا بتغيير تركيز وأهمية كل قسم من عرضه التقديمي.

الدرجة: درجة الصوت هي مدى ارتفاع أو انخفاض الصوت إلى شخص يستمع إليك، ويتيح لك تغيير عرضك خلال العرض التقديمي التعبير عن مشاعر مختلفة في أوقات مختلفة، مما سيساعد على إنشاء اتصال مع الأطفال.

السرعة: سرعة الحديث هي السرعة التي تتحدث بها، حيث سيسمح تغيير الوتيرة خلال العرض التقديمي للجمهور بالتعرف على الأقسام المهمة، وإذا قمت بتسريع وتيرتك ثم تبطئها فورًا، فستزيد من التركيز على النقطة التي تحاول القيام بها، وأسرع معدل للكلام هو (140-160) كلمة في الدقيقة، وإذا زادت عن هذا قد تفقد انتباه المستمع.

طريقة منتسوري لتعليم الأطفال استخدام أصواتهم الداخلية

1- التحدث عن حجم الصوت.

2- استخدام نموذج صوت ناعم.

3- استخدم التذكيرات.

4- مدح الأصوات الداخلية.

5- تجاهل الأصوات الصاخبة.

6- السماح للأصوات الصاخبة بالخارج.

7- جعل استخدام الصوت ونغمته كاللعبة.

وغالبًا ما يصرخ الأطفال ويدوسون بأقدامهم ويستخدمون نغمات صاخبة أو متذمرة عند الانزعاج أو اللعب أو عند التحدث فقط، ويبدو أن بعض الأطفال يستخدمون هذه الأصوات العالية من لحظة نهوضهم حتى نومهم، ولكن يمكن مساعدة الصغار على تعلم الفرق بين صوتهم الداخلي (الأكثر هدوءً) وصوتهم الخارجي (الأكثر صخباً).

ويجب فهم سبب تحدث الأطفال بصوت عالٍ، في بعض الأحيان يشعرون إنه يتعين عليهم التحدث بصوت عالٍ لجذب الانتباه، أو أنهم لا يفهمون أو يتذكرون أن بعض المساحات تتطلب حجمًا أقل، وقد لا يلاحظون أو يهتمون أن الصخب يمكن أن يزعج الآخرين، وقد لا يدركون أيضًا مدى ارتفاع صوتهم، ومع ذلك يمكن للأطفال أن يتعلموا أن يصبحوا أكثر وعيًا بحجم أصواتهم وكيف يمكن لمستوى الضوضاء لديهم أن يؤثر على الآخرين.

كما يمكن تعليمهم كيفية معرفة متى يكون هناك ما يبرر الأصوات الداخلية والخارجية معاً، ووفقًا لجمعيات سماع النطق واللغة فإنه يبدأ الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين (4 و5) سنوات في التحدث بشكل مختلف في أماكن مختلفة ومع أشخاص مختلفين، ويمهد هذا المَعلم الرئيسي لتطوير الكلام الطريق لهم لمعرفة التحدث بهدوء من الداخل أكثر من إصدار أصوات مرتفعة في الخارج.

وفي الخاتمة تقول الدكتورة ماريا منتسوري عن نغمة الصوت: “إنه ليس ما تقوله بقدر ما هو الطريقة التي تقولها به كما إنها ليست اللغة التي تستخدمها بقدر ما هي النبرة التي تنقلها بها، وقد تكون الكلمات معتدلة وعادلة، وقد تكون النغمة تحترق مثل السنبلة، وقد تكون الكلمات ناعمة مثل هواء الصيف، لكن النغمة قد تحطم القلب فالكلمات تأتي من العقل والنغمة تقفز من النفس الداخلية وتكشف عن حالة القلب”.


شارك المقالة: