تنمية الأطفال ما قبل المدرسة في مدرسة منتسوري الكلاسيكية

اقرأ في هذا المقال


البحث عن نتائج تعليم منتسوري نادر والنتائج غير متسقة، وأحد الأسباب المحتملة لعدم الاتساق هو الاختلافات في دقة تنفيذ منتسوري لاختبار ما إذا كانت النتائج تختلف وفقًا لإخلاص تنفيذها، لذا تم القيام بفحص أطفال ما قبل المدرسة المسجلين في برامج منتسوري الكلاسيكية عالية الدقة، وبرامج منتسوري ذات الدقة المنخفضة التي تكمل البرنامج بأنشطة مدرسية تقليدية.

تنمية الأطفال ما قبل المدرسة في مدرسة منتسوري الكلاسيكية

للمقارنة البرامج التقليدية تم اختبار الأطفال في بداية ونهاية العام الدراسي على مجموعة من المهارات الاجتماعية والأكاديمية، على الرغم من أن أداءهم لم يكن أفضل في الخريف، إلا أن الأطفال في برامج منتسوري الكلاسيكية مقارنة بالأطفال في برامج منتسوري المكملة والتقليدية أظهروا مكاسب أكبر بكثير في العام الدراسي فيما يتعلق بمقاييس نتائج الوظائف التنفيذية والقراءة والرياضيات.

ماريا منتسوري والتقليد الكلاسيكي للتعليم

كانت ماريا منتسوري منظرة تربوية عاشت من 1870 إلى 1952، وألفت العديد من الكتب حول التعليم والتي تقدم إرشادات محددة للمعلمين من جميع الأعمار من الأطفال، من الرضيع إلى طالب الجامعة، وبتقليدها الكلاسيكي ملتزمة حيث صاغت أفكارًا تعكس وجهة نظرها للعالم، وتكشف نظرة فاحصة على نظرية التعليم في منتسوري إنه يمكن فهمها على أنها تنفيذ معين للتعليم الكلاسيكي.

التعليم الكلاسيكي هو نهج تقليدي للتعليم متجذر في الحضارة والثقافة الغربية، طورته ماريا منتسوري، مستخدمة المناهج التاريخية وطرق التدريس للفنون السبعة من أجل تنمية الرجال والنساء المتميزين بالحكمة والفضيلة والبلاغة.

بالنظر إلى أن التعليم الكلاسيكي متجذرة في الحضارة والثقافة الغربية، فإنها تستند إلى الأسس الفلسفية الأساسية للثقافة الغربية، وتوجد بعض هذه الأفكار التأسيسية منذ عهد أفلاطون، الذي قام بتدريس مجموعة من المُثُل التي ذكرها وهي:

1- الحقيقة موجودة ويمكن معرفتها.

2- للبشر روح وهي أبدية.

3- هناك حقائق أخلاقية وصلاح أخلاقي يمكن أن يتم معرفته ويجب أن يلائم الحياة معها.

4- الجمال حقيقي وإشراق الحقيقة الجذاب.

5- يجب أن يتعلم الأطفال باللعب.

6- يجب أن يتعرف الأطفال فقط على أفضل وأجمل الموسيقى والأدب من الناحية الأخلاقية.

توافق مبادئ منتسوري الكلاسيكية مع أفلاطون

تتوافق مبادئ منتسوري الكلاسيكية مع أفلاطون في جميع النقاط الست، ويمكن إثبات ذلك مباشرة من كتاباتها على النحو التالي:

1- الحقيقة موجودة ويمكن معرفتها في منتسوري

على عكس معاصريها التقدميين، أكدت ماريا منتسوري وجود المسلمات الموضوعية، وهذا التناقض لخّصته  يقولها إنه بينما كانت فلسفة ديوي تقوم على النسبية، شددت هي على المسلمات، وتوضح ماريا منتسوري هذا التباين على النحو التالي:

1- تناقضت وجهات نظرها حول عالمية الطبيعة البشرية والقيم بشكل حاد مع آراء ديوي والمعلمين التقدميين الذين جادلوا بأن تكوين القيمة كان نسبيًا ثقافيًا ومشروطًا بزمان ومكان وظروف الحياة البشرية.

2- أثار إصرار منتسوري على المسلمات المعروفة مثل أفلاطون حفيظة التقدميين الذين أغضبهم هذا الجانب من فلسفة منتسوري على سبيل المثال سخر WF Connell مؤرخ التعليم، من منهج منتسوري باعتباره مزيجًا غريبًا من الأفكار الإدراكية والليبرالية مع الهراء التقليدي والصوفي.

2- للبشر روح ويجب العناية بها

أكدت منتسوري وجود الروح وكتبت “لقد أخطأنا في التفكير في أن التربية الطبيعية للأطفال يجب أن تكون بدنية بحتة، وللروح أيضًا طبيعتها التي كان من المفترض أن تكملها في الحياة الروحية حيث القوة المهيمنة للوجود البشري في كل العصور”.

وغالبًا ما يُلاحظ أفلاطون بسبب ازدواجيته بين المادة والروح، وتردد منتسوري صدى هذه الازدواجية عندما تؤكد الأهمية الأكبر للروح على الجسد، حيث سيتم الاحتياج في المستقبل إلى سباق ليس فقط أقوى جسديًا، ولكن أقوى عقليًا وروحانيًا.

لأن الجسد الذي أقوى وأكثر كمالًا سوف يصرخ من أجل نمو مماثل للروح والعقل، والجسد ليس له أهمية ثانوية، والحقيقة المهمة هي أن الإنسان يحمل في هذا الجسد عقلًا وروحًا يمكنهما بلوغ تقدم الحضارة.

وعندما تكتب منتسوري عن الروح، فإنها لا تتحدث عن كيان طبيعي أو مادي، بل إنها تشير بوضوح إلى كيان غير مادي وروحي، ويلاحظ الخبراء أن مفهوم منتسوري لطبيعة الطفل كان روحيًا، بل كان في الواقع ميتافيزيقيًا تقريبًا.

3- هناك حقائق أخلاقية وصلاح أخلاقي

كتبت منتسوري بإسهاب عن أهمية تعليم الأطفال الالتزام بالصالح الأخلاقي، فالتربية الأخلاقية هي مصدر ذلك التوازن الروحي الذي يعتمد عليه كل شيء آخر والذي يمكن مقارنته بالتوازن الجسدي أو الإحساس بالتوازن، والذي بدونه يستحيل الوقوف منتصباً أو الانتقال إلى أي وضع آخر، وكان هذا مهمًا جدًا لمنتسوري لدرجة أنها قالت إنه الأساس الذي يعتمد عليه كل شيء.

4- الجمال الحقيقي وإشراق الحقيقة في منتسوري

كان الجمال مهمًا جدًا لمنتيسوري لدرجة أنها طلبت من المعلمين أنفسهم أن يشعوا بالجمال، وكتبت يجب على المعلمين أن يجعلوا أنفسهم جذابين في الصوت والأسلوب، حيث إن مهمتهم هي إيقاظ النفوس الضعيفة والمرهقة، وقيادتها للتمسك بجمال وقوة الحياة.

ووجدت منتسوري أساسًا فائقًا للجمال، موضحة يكمن الجمال في التناغم وليس التناقض، والانسجام هو الصقل، لذلك يجب أن يكون هناك دقة للحواس إذا أردوا أن يتم تقدير الانسجام، ونظرًا للطابع الموضوعي للجمال، فإنه يلعب دورًا مهمًا في طريقة منتسوري.

5- يجب أن يتعلم الأطفال باللعب في منتسوري

بالنسبة لمنتسوري يعتبر اللعب أساسًا ليس فقط للتعلم، ولكن حتى للتطور الأخلاقي، فاللعب ليس نشاطا خاملا أو وسيلة لتمضية الوقت، بل إنه عمل التعليم، وهي تكتب ليس بالفلسفة ولا بمناقشة المفاهيم الميتافيزيقية أن أخلاق البشرية يمكن أن تتطور بالنشاط وبالتجربة والعمل، ومن المثير للاهتمام أن يتم ملاحظة مدى جاذبية جميع الإجراءات العملية حتى خلال فترة التطور التي تسبق المراهقة.

6- يجب أن يتعرف الأطفال فقط على أفضل وأجمل الموسيقى والأدب

شاركت منتسوري قناعة أفلاطون بأهمية التحكم في تعرض الأطفال للموسيقى، وكتبت منتسوري أن التعليم الموسيقي يجب أن يتم توجيهه بعناية من خلال المنهج، وعادت إلى الجذور الكلاسيكية لتجد أجمل الآلات الموسيقية لتعليم الموسيقى.

وتعتقد أن الآلات الوترية ربما بعض القيثارة المبسطة جدًا ستكون الأكثر ملاءمة، وتشكل الآلات الوترية مع الطبل والأجراس ثلاثية الآلات الكلاسيكية للبشرية، والقيثارة هي أداة الحياة الحميمة للفرد، حيث تضعه الأسطورة في يد أورفيوس، ويضعها الفولكلور في أيدي خرافية، وتعطيها الرومانسية للأميرة التي تغزو قلب أمير شرير.

وفي الخاتمة نستنتج أن تنمية الأطفال ما قبل المدرسة في منتسوري الكلاسيكية هو الهدف الأعلى للتعليم وكذلك تنمية الفضيلة لدى الطالب، وتتماشى منتسوري مع هذا التركيز في تأكيدها المستمر على دور التعليم كتدريب أخلاقي.

المصدر: الأفكار الأساسية لنظرية مونتيسوري التعليمية، مقتطفات من تعاليم وكتابات ماريا مونتيسوري، ماريا مونتيسوري، مكتبة دار الكلمة، 2017طريقة مونتيسوري المتقدمة، ماريا منتسوري، مكتبة دار الكلمة 2003مونتيسوري من البداية، الطفل في البيت من الميلاد حتى سن الثالثة، مكتبة دار الكلمة، 2006أنشطة منتسوري للأطفال، منجود علي مهدي، 2006


شارك المقالة: