اقرأ في هذا المقال
- استراتيجيات تعديل السلوك لاضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة
- طرق تقليل حدوث السلوك غير مرغوب فيه لاضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة
- طرق الحد من السلوك غير مرغوب فيه عند ذوي عجز الانتباه وفرط الحركة
تتمثل الفرضية الأساسية لتعديل السلوك في إن ما يحدث قبل السلوك، أو ما يسمى بسوابق السلوك وما يعقبه أو يتبعه هي التي تتحكم باحتمالية حدوث فعل معين، ومن أجل تعديل السلوك ينبغي أن يعمل الاختصاصيين مع الأسر لتغيير السوابق والتوابع للسلوكيات المشكلة للطفل.
استراتيجيات تعديل السلوك لاضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة
1- تعديل سوابق السلوك أو مسبباته
وهي البيئة التي يتم ضمنها السلوك، إذ أن هناك مجموعة واسعة من المتغيرات التي يمكن أخذها بعين الاعتبار لدى وصف بيئة السلوك، بما في ذلك العوامل البيئية والأسرية إضافة إلى سمات الطفل.
2- تعديل نتائج السلوك أو توابعه
قد تكون نتائج السلوك معززات في حالة زيادتها لاحتمالية حدوث السلوك في المستقبل، أو قد تكون مثبطات في حالة تقليلها من احتمالية حدوث السلوك في المستقبل، وأما تحديد فيما كانت نتيجة السلوك أو توابعه أمراً معززاً أو مثبطاً، فيعتمد على تأثير الاستجابة على السلوك المستقبلي بالنسبة للشخص الذي ينقل النتيجة، وفي حين كان المدرسون يقصدون التقليل من تكرار سلوك الوقوف كان طلب الجلوس يسترعي انتباه الطفل بدون قصد، وأصبح بمثابة عامل معزز السلوك الوقوف.
طرق تقليل حدوث السلوك غير مرغوب فيه لاضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة
1 ـ تعزيز السلوكيات المناسبة
عندما يلجأ الوالدان إلى الإرشاد، فغالباً ما يكون الغرض الأساس من ذلك تقليل السلوكيات الفوضوية للطفل التي تحدث في المنزل وفي المدرسة، وقد يسارع الاختصاصيين في البداية إلى اقتراح استراتيجيات تقليل السلوك أو معاقبته، غير أن هذا التوجه غالباً ما يكون مضراً؛ لأنه قد يؤدي إلى زيادة الإحباط والغضب لدى الطفل، وأما التوجه الأكثر تقبلاً فيتمثل في إعادة توجيه الطلب المتعلق بتقليل السلوك، بحيث يتم التركيز على تعزيز سلوك لا يتلاءم مع السلوك المشكل ذي الصلة الأساسية.
2- اختيار السلوك المناسب للتعديل
يقوم الوالدان بطبيعة الحال في مستهل جلسة الإرشاد بعرض قائمة طويلة، بمصادر قلقهم المتصلة بالسلوك في المنزل والمدرسة، من هنا فإن اختيار سلوك مستهدف مناسب يعتبر أمراً ضرورياً لإنجاح الإرشاد، وينبغي أن يكون الهدف الأولي للتدخل العلاجي سلوكاً له أهمية كبيرة بالنسبة للوالدين والطفل، وسلوكاً ينطوي على احتمالية نجاح معقولة آخذين بعين الاعتبار نوعية التفاعل بين الوالد والطفل ومستوى مهارات إدارة السلوك لدى الوالدين.
وأما السلوكيات التي تصعب معالجتها في البداية بالنسبة لمعظم الأسر، فتتمثل في النوم وصراع الإخوان، وأما بالنسبة للسلوكيات المستهدفة التي تستجيب عادة للتدخلات السلوكية، فتتمثل في زيادة تقبل مطالب الوالدين ولقوانين الأسرة، وتكمن حسنة استهداف زيادة تقبل المطالب الوالدين في أن التحسنات في هذا الميدان غالباً ما تؤدي إلى تقليل السلوكيات غير المناسبة من مثل العدوانية مشکلات والفوضوية، ويعاني معظم الأطفال المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة من مشکلات تتصل بالالتزام بالقوانين عدة مرات خلال اليوم.
يعتقد الاختصاصيين أنه من المفيد تركيز التدخلات العلاجية على فترة واحدة من اليوم في كل مرة، ويتوجب على الاختصاصي الشروع بفترة واحدة من اليوم لدى وجود احتمالية كبيرة نسبياً لتحقيق النجاح، وذلك لبناء ثقة الوالدين والطفل في إمكانية النجاح عند التعاون في تنفيذ خطة التدخل العلاجي.
3- تقديم الرعاية الأبوية الإيجابية
ما أن يتم تحسين السلوك ضمن حدود إيجابية، كهدف للتدخل العلاجي، تكون الخطوة التالية تطوير منظومة من التوابع أو النتائج التي ستزيد من حدوث السلوك، وإن مساعدة الوالدين على تقديم رعاية إيجابية لأطفالهم على نحو استراتيجي قد تكون مفيدة جداً في تحسين السلوكيات المستهدفة، فكلما ازدادت إيجابية التفاعل بين الوالد والطفل، كلما زادت بطبيعة الحال احتمالية تحسين الاهتمام الأبوي للسلوكيات المستهدفة.
4- توظيف معززات عينية
لا تعتبر استراتيجية استخدام الانتباه الإيجابي على الرغم من فائدتها، فهي كافية عموماً لإحداث المستوى المرغوب من تغيير السلوك لدى الأطفال المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، أما التدخل الأكثر قوة فيتمثل في الثناء الكلامي بمعززات عينية في بعض الحالات، وأما الأشياء المادية فتحتل مركزاً متوسطاً من حيث القبول، وكما ينبغي على الاختصاصي بطبيعة الحال أن ينصحوا الوالدين بتوظيف أعلى مستوى مؤثر من المعززات مع الطفل.
ومن المهم أن يتم منح الأطفال المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة تعزيزاً إيجابياً على نحو متكرر، بحيث يكون ذلك عقب حدوث السلوك المرغوب قدر الإمكان، عموماً ليس من الملائم أن يتم تقديم امتياز أو لعبة في كل مرة يقوم بها الطفل بالاستجابة المستهدفة، إذ يمكن بدلاً من ذلك اللجوء إلى نظام إعطاء القسائم أو الأشياء الرمزية من أجل التعزيز، وبمقدور الطفل في أوقات مقررة أن يبدل هذه القسائم أو الفيشات بمعززات موجودة.
5- المحافظة على قيمة المعززات
تكمن المشكلة المحتملة في استخدام طرق تعزيز عينية لدى معالجة أطفال مصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، في احتمال فقدان المعززات لقيمتها مع مرور الوقت، ولهذا السبب من المفيد أن يتم تنويع المعزز مراراً وريما مع إضفاء عنصر المفاجأة.
6- الفرق بين التعزيز والرشوة
غالباً ما يحتار الوالدان والاختصاصي في تمييز الفرق بين تعزيز سلوك مرغوب ورشوة الأطفال للتصرف على نحو مناسب، ويجدر استيعاب هذا الفرق من أجل إحداث إدارة فعالة للسلوك، لا يواجه الراشدون صعوبات في تحديد معنى الرشوة في حياتهم العادية، فإذا ما أعطي شخص مالاً من أجل القيام بشيء خاطئ، من مثل مخالفة القانون، ففي هذه الحالة يعتبر المال رشوة . وفي المقابل ، فإن الحصول على راتب لقاء أداء مهمة لا يعتبر رشوة.
من هنا إذا ما استخدمنا المصطلحات السلوكية، فإن التمييز بين الأمرين بيني على أساس اعتبار المعزز المقدم بسبب سلوك مناسب أم سلوك غير مناسب، وفي حالة إدارة سلوك طفل معين، ويظل التمييز نفسه قائماً بين تعزيز السلوك المناسب والرشوة.
طرق الحد من السلوك غير مرغوب فيه عند ذوي عجز الانتباه وفرط الحركة
1- تعديل البيئة
قد يكون تعديل العوامل البيئية التي تسهم في حدوث السلوكيات المشكلة، إحدى أكثر الطرق فعالية في الحد من هذه السلوكيات، فإذا كان الطفل يواجه مشكلة في إكمال أداء الواجبات البيتية؛ بسبب سهولة تشتت ذهنه، فقد يكون توفير مكان عمل هادئ ناجحاً في تعزيز الانتباه والإنتاجية، وإضافة إلى ذلك فإن الطريقة التي يستخدمها الوالدان لطرح طلبات على أطفالهم تؤثر في استجابة الأطفال لها، فعندما يصيغ الوالدان الطلب على شكل سؤال طويل تقل احتمالية تقبل هذا الطلب .
وأما إذا تمت صياغة الطلب بشكل واضح ومباشر فتزداد احتمالية تقبل الطلب، ويمكن أيضاً توظيف الاستراتيجيات التي بحثت سابقاً في معرض الحديث عن تحسين العلاقة بين الوالد والطفل، ومن أجل تعديل مسببات السلوك المقاوم وغير المطيع، مما يؤدي إلى جعل الطفل يتصرف على نحو أكثر تعاوناً واحتراماً، وحتى في المواقف التي تكون فيها مسببات سلوك مشكل صعبة التغيير، فإن تحديد هذه السوابق أو المسببات مهم.
وذلك لتمكين الوالدين من التنبؤ بالمواقف المسببة للمشكلة، مما يمكن الوالدين من الاستعداد أكثر لمواجهتها ومن الشائع أن يستجيب الطفل للطلبات على نحو مختلف من والدين مختلفين، وكذلك قد يستجيب الطفل للطلبات المقدمة من الوالدين على نحو مختلف عن الطلبات من الراشدين خارج نطاق المنزل، وقد تعكس التباينات في الطريقة التي يستجيب بها الأطفال للراشدين تفاوتات في استراتيجيات إدارة السلوك التي استخدمها الراشدون أو تفاوتات في الأدوار التي يؤديها الراشدون في حياة الأطفال.
2- تحليل طبيعة الطفل المزاجية
يكمن المسبب الآخر للسلوكيات المشكلة في طبيعة الطفل ذاتها، إذ أن هناك علاقة بين العديد من جوانب طبيعة الطفل المزاجية، مثل مدة الانتباه ومستوى النشاط والتشتت واضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، وغير أنه توجد هناك جوانب أخرى في طبيعة الطفل المزاجية قد تسهم أيضاً في مشكلات السلوك، فعلى سبيل المثال غالباً ما يجابه الأطفال الذين يعانون من مشكلات في التكيف من صعوبة في التأقلم مع المتطلبات المتغيرة.
يجدر إعداد هؤلاء الأطفال للمراحل الانتقالية وإدخال التعديلات تدريجياً ومع وجود تباينات في الطبيعة، فإن عدم التوافق بين طبيعة الطفل وتوقعات الراشدين هو الذي يسبب المشكلة، فعلى سبيل المثال يتسامح بعض الوالدين مع الأطفال الذين يستجيبون لخيبة الأمل على شكل نوبة غضب حادة جداً وقصيرة، بينما يعتبر والدين آخرون هذا النوع من الاستجابة غير محتمل، ومن هنا فإن الكشف عن أبعاد طبيعة الطفل المزاجية يمكن أن يساعد الوالدين على التنبؤ بالمواقف التي يغلب أن تسبب مشكلة، وعلى تطور استراتيجيات ناجعة لمد يد العون لطفلهما.
وفي الختام يعتبر فهم مسببات السلوك المشكل وتعديلها ضرورياً في علاج الطفل المصاب باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، وإذ أنه بالإمكان أن تكون هذه الأنواع من التدخلات فعالة، وغالباً ما لا تستدعي جهداً إضافياً من قبل الوالدين، غير أن تعديل سوابق السلوك ومسبباته قد لا يكون كافياً لإحداث الدرجة المرغوبة من التحسن في سلوك الطفل، والتفاعلات بين الوالد والطفل من هنا ينبغي أن يركز الإرشاد عموماً على تعديل نتائج السلوك أو توابعه أيضاً.