تعريف ما وراء المعرفة في علم النفس:
ما وراء المعرفة في علم النفس يعني التفكير في الإدراك، وبالنظر إلى أن الإدراك يشير عمومًا إلى عمليات التفكير، فإن ما وراء المعرفة يعني التفكير في التفكير، حيث تعتبر استراتيجيات ما وراء المعرفة هي ما يستخدمه الناس لإدارة وفهم عمليات التفكير الخاصة بهم، ويشير ما وراء المعرفة إلى الفهم بمحيط العمليات المعرفية، وملاحظة العمليات المعرفية، وإدارة العمليات المعرفية مثل استعمال البطاقات التعليمية يعمل بالنسبة لي.
غالبًا ما يكون الناس في مواقف يُطلب منهم فيها تقييم محتويات ذاكرتهم، وعندما يتم الاقتراب من الناس في شارع مزدحم ويسألون عن الاتجاهات، كيف يعرفون ما إذا كانوا يعرفون الاتجاهات أم لا؟ وعند دراسة قائمة بالعناصر التي يجب تذكرها، كيف يعرف الناس مقدار الوقت الذي يجب أن يقضوه في دراسة كل عنصر للحفظ؟ تندرج هذه الظواهر تحت فئة ما وراء المعرفة، ما وراء المعرفة هي فئة واسعة من ملاحظة المعرفة الذاتية، وفئة من ما وراء المعرفة تشير إلى فعل معرفة ما تتذكره.
استراتيجيات ما وراء المعرفة في علم النفس:
تتمثب استراتيجيات ما وراء المعرفة في علم النفس من خلال ما يلي:
1- استراتيجية الاسترجاع والاستدلال:
يرتبط ما وراء المعرفة عمومًا بالمعرفة والمراقبة والتحكم في عمليات الاسترجاع والاستدلال المتضمنة في نظام الذاكرة، حيث تشير المعرفة إلى تقييم التجربة الواعية، وتشير المراقبة إلى كيفية تقييم المرء لما يعرفه بالفعل أو لا يعرفه، حيث تشمل العمليات التي تستند عليها الملاحظة ما وراء المعرفية سهولة تعلم الأحكام، وأحكام التعلم، والشعور بمعرفة الأحكام، والثقة في الإجابات المسترجعة، ويتضمن التحكم ما وراء المعرفي استراتيجيات التعلم مثل تخصيص وقت الدراسة وإنهاء الدراسة.
2- استراتيجية المستوى الفوقي ومستوى الكائن:
يتضمن ما وراء المعرفة المراقبة والتحكم في ما يسمى بالمستوى الفوقي ومستوى الكائن مع تدفق جميع المعلومات بين كل مستوى، حيث يعبر المستوى الفوقي عن الإدراك الواعي لما هو موجود أو لا يوجد في الذاكرة، في حين أن مستوى الكائن هو العنصر الفعلي في الذاكرة.
ينشئ المستوى الفوقي نموذجًا لمستوى الكائن، مما يمنح الناس إحساسًا بالوعي بوجود هذا الكائن في الذاكرة، استنادًا إلى هذه الاستراتيجية ذات المستوى الفوقي يمكن للأشخاص تقييم ما يعرفونه أو يعتقدون أنهم يعرفونه بسرعة حتى يتمكنوا من تحديد ما إذا كان ينبغي عليهم بذل الجهد في محاولة تذكر المعلومات.
3- استراتيجية الذاكرة البشرية:
بالنظر إلى أن ما وراء المعرفة فإنها مصطلح يتضمن نظام الذاكرة، حيث أنه من المفيد مراجعة عمليات الذاكرة البشرية بإيجاز، حيث يمكن تقسيم الذاكرة المناسبة إلى ثلاث عمليات منفصلة تتمثل بما يلي:
اكتساب:
الاكتساب هو كيف يحصل الناس على المعلومات في الذاكرة، وقد يكون الحصول على المعلومات من خلال قراءة مقطع نصي أو مشاهدة فيلم أو التحدث إلى شخص ما.
استبقاء:
تشير إلى الحفاظ على المعرفة بحيث لا يتم نسيانها أو الكتابة عليها.
استرجاع:
تتمثل في استرجاع المعلومات المخزنة، على سبيل المثال قد يكون استدعاء المعلومات أو التعرف على المعلومات اعتمادًا على أي جانب من جوانب مرحلة الذاكرة متضمن.
4- المراقبة المستقبلة:
يحدث قبل وأثناء الحصول على المعلومات، تتضمن سهولة التعلم اختيار الاستراتيجيات المناسبة لتعلم المعلومات الجديدة وأي جانب من المعلومات سيكون أسهل في التعلم، حيث تتمثل إحدى الطرق التي يدرس بها الباحثين سهولة التعلم في جعل الأفراد يشاركون في دراسة الحفظ للإشارة إلى العناصر الموجودة في القائمة التي سيكون من الأسهل تعلمها.
يتم السماح للأفراد في هذه الاستراتيجية بتحديد الوقت لتعلم القائمة أثناء عملية الاستحواذ بعد فترة يتم فيها الاحتفاظ بالمعلومات في الذاكرة، مما يتجه لاختبار الاستدعاء أو التعرف.
سهولة التعلم وأحكام التعلم والشعور بالمعرفة والثقة هي طرق يتم بها فحص المراقبة ما وراء المعرفية في علم النفس، حيث ترتبط هذه العمليات بالتحكم ما وراء المعرفي، كما هو الحال مع المراقبة، يختلف التحكم وراء المعرفي باختلاف مراحل الذاكرة، ويمكن أن يتضمن التحكم أثناء اكتساب الذاكرة اختيار أنواع مختلفة من العمليات المعرفية لاستخدامها.
5- المراقبة بأثر رجعي:
تحدث هذه الاستراتيجية بعد الحصول على المعلومات، حيث تحدث أحكام التعلم أثناء وبعد مرحلة اكتساب الذاكرة، قد يُطلب من الأفراد في هذه الاستراتيجية تفحص أحكام التعلم ودراسة قائمة من العناصر ثم يُطلب منهم الإشارة إلى العناصر التي تعلموها بشكل أفضل أو قد يُطلب منهم تقديم أحكام تتعلق بالتعلم بعد فترة استبقاء، قبل إجراء اختبار الذاكرة مباشرة.
على غرار سهولة تعلم الأحكام، تتم مقارنة أحكام التعلم مع اختبار الذاكرة اللاحق لتحديد مدى دقة الأفراد في أحكامهم، حيث وجد البحث النفسي أن أحكام التعلم تصبح أكثر دقة بعد تجارب الممارسة، من غير المعروف ما إذا كانت أحكام التعلم تستند إلى سهولة التعلم أم أنها تستند إلى تجارب استدعاء سابقة.
6- استراتيجية طرف اللسان:
تتم دراسة مراقبة ما وراء المعرفة في علم النفس من خلال جعل الأفراد المهتمين بها، بحيث يقدمون أحكامًا عن حالتهم ما وراء المعرفية من حيث المعرفة والتأكد والتفكير والتذكر، والحالة ما وراء المعرفية التي تحدث بشكل طبيعي هي عندما يواجه الشخص صعوبة في استرداد عنصر من الذاكرة ولكن لديه إحساس بأن الاسترجاع وشيك، يشار إلى هذا عادة باسم حالة طرف اللسان.
في حالة طرف اللسان غالبًا ما يكون الشخص قادرًا جزئيًا على تذكر أجزاء من المعلومات المتعلقة بالعنصر المطلوب، وغالبًا ما استخدم الباحثين الاسترجاع الجزئي الذي تم إنشاؤه أثناء وجودهم في حالة طرف اللسان كنافذة في عملية الذاكرة؛ لأنهم يستطيعون فحص أنواع المعلومات الجزئية التي يتم استدعاؤها فيما يتعلق بخصائص عنصر الذاكرة الذي تم البحث عنه.
يحدث التحكم وراء المعرفي في استراتيجيات البحث أثناء استرجاع الذاكرة، وتشمل هذه اختيار استراتيجيات البحث وإنهاء البحث، وتفصيل البحث الذي يقوم به الشخص عن عنصر ما في الذاكرة عند الاقتراب من شخص معين وطلب الاتجاهات في جزء غير مألوف من المدينة، الذي لا يتطلب بذل الكثير من الوقت والجهد في محاولة التذكر لكن إذا تم الاقتراب من منطقة مألوفة، فقد يتم تخصيص المزيد من الجهد للبحث هذه العملية مرتبطة بالشعور بالمعرفة.
تؤثر حالات طرف اللسان أيضًا على استراتيجيات الاسترجاع عندما يكون الشخص في حالة طرف اللسان، قد يقضي الكثير من الوقت والموارد المعرفية لتذكر المعلومات التي يصبح مشغولًا بها وفي بعض الأحيان غير قادر على الحركة.