تشير الدراسات إلى أن الأفراد المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، أكثر عرضة لتلقي مخالفات السرعة الزائدة على الطرق وحجز رخص القيادة التي تخصهم، فلدى إجراء تجارب مقارنة حاسوبية لقيادة السيارة تبين ضعف مهارات القيادة لدى هؤلاء الأفراد، من مثل مهارة ملاحظة الإشارات الضوئية، وضعف السيطرة على عجلة القيادة من مثل القيادة المتعرجة، وغير أن معرفتهم بقوانين قيادة السيارات ومهارات القيادة ليست أقل من الحد الطبيعي.
الأمور التي تخص المراهقين المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة
1- الصحة والسلامة
كما يعتبر المراهقون وصغار الراشدين المصابون باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، واضطراب المقاومة العدواني أو اضطراب السلوك، أكثر عرضة لعواقب ضعف مهارة القيادة من أولئك المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة بمفرده، ومن هنا قد يكون من المهم تنفيذ برامج إدارة سلوك تركز على سلوك القيادة وعلى الاستخدام المسؤول للسيارة، وقد يرتني بعض الوالدين تقييد استعمال السيارة مبدئياً.
ومع إتاحة تزايد استعمالها استجابة لإظهار السلوك الملتزم، وبمقدور الوالدين أيضاً وضع قوانين لزيادة اليقظة والتنبيه إلى الحد الأقصى وتخفيض التشتت إلى الحد الأدنى، فعلى سبيل المثال قد يكون تشغيل الموسيقى مفيداً أو مضراً لطفل معين، غير أن تغيير المحطات الإذاعية أو استعمال هاتف السيارة خلال القيادة يرجح أن تكون مصادر تشتت خطرة بالنسبة لكل المراهقين المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة.
وقد يرغب الوالدان أيضاً بتحديد عدد ركاب السيارة، إضافة إلى تعليم المراهق إبلاغ ركاب السيارة بما يمكنهم القيام به، أو الامتناع عنه وذلك للحد من مصادر التشتت، وهناك طريقة إضافية لتشجيع الوالدين لقيادة المسؤولة ألا وهي اتباع سياسة عدم العقاب بغض النظر عن أي ظروف أخرى في حالة كونهم ركبوا مع
شخص يقود السيارة على نحو غير مسؤول.
ويعتبر اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة خصوصاً إذا ما ترافق ما اضطراب سلوك واضطراب كآبة واضطراب وجداني، مؤشراً على الشروع المبكر بتدخين السجائر، ففي دراسة أجراها العديد من العلماء تبين أن (19%) من الأطفال والمراهقين المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة شرعوا بالتدخين، مقابل (10%) من الأطفال والمراهقين غير المصابين بهذا الاضطراب، ومن هنا يتوجب على العياديين تقديم إرشاد مسبق حول
التدخين عندما يصبح الطفل المصاب باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة بعمر ما بین (12-13) عاماً.
وذلك لأن (25%) من المدخنين وفقاً للدراسة، بدأوا التدخين قبل بلوغهم سن (15) سنه من جانب آخر، تبين أن تدخين السجائر خلال فترة الحمل يزيد من خطر الإصابة باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة، حتى لو تم التحكم بهذا الاضطراب لدى الأم، وبالتالي قد تكون الأمهات المصابات باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة واللواتي يدخن السجائر خلال فترة الحمل أكثر عرضة لولادة طفل مصاب بالاضطراب ذاته، مما هو متوقع بالنسبة لهن من الناحية الوراثية.
ويعتبر اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة في أغلب الأحيان عامل خطر للإدمان على العقاقير، وغير أنه يبدو أن اضطراب السلوك المصاحب أو الاضطراب المزدوج المصاحب يعتبران عوامل ميسرة لحصول ذلك خلال مرحلة
الطفولة، ولا يعتبر اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة في حد ذاته عامل خطر لدى الراشدين، ويشير ذلك إلى أن الزيادة في نسبة حالات الإدمان على العقاقير تتم في مرحلة المراهقة المتأخرة أو مرحلة الرشد المبكرة.
ولا توجد هناك تقريباً أية أبحاث متعلقة بالخلط بين المنبهات المقررة والعقاقير الترويحية، فهذه العقاقير الترويجية تؤثر على الأعصاب الوسط دماغية المفرزة للدوبامين، وهذه منطقة مهمة أيضاً لنشاط العقاقير المنبهة ومضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة، ومن هنا يتضح وجود أساس عصبي حيوي لحصول تفاعل بين هذه المواد، وذلك على الرغم من عدم دراسة أو إثبات هذا الأمر على نحو شامل.
وتشير تقارير الحالات إلى احتمال كون الأفراد الذين يدخنون العقاقير المروجة، خلال فترة تناولهم لمضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة أكثر عرضة للتسمم وتغيرات في الحالة العقلية وتسارع نبضات القلب، وفضلاً عن ذلك ظهرت تقارير مماثلة تفيد بزيادة الإحساس بالتسمم إلى درجة الإصابة بالهلوسة أو الأوهام لدى المراهقين الذين جمعوا بين العقاقير المروجة والمنبهات، وبالتالي ينبغي إبلاغ المراهقين بإمكانية حدوث تأثيرات جسمية وعقلية.
وإضافية غير مواتية وذلك لدى الجمع بين عقارين منبهين أو قد يحدث ذلك أيضاً لدى الجمع بين منبه ومادة مسكنة؛ مما يسبب تأثيرات جسمية أو عقلية غير معروفة، ويعتبر موضوع الاستعمال غير السليم للمنبهات الموصوفة مشكلة خطيرة، وأما مدى انتشار هذه المشكلة فما زال غير واضح، غير أن العياديين المعنيين
بالمراهقين الذين يتناولون المنبهات لعلاج اضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة لا يعتقدون عموماً، بأن هؤلاء الطلبة يقومون بإساءة استعمال هذه العقاقير.
ومن جانب آخر ومن المعقول أن يتم الاستفسار من المراهقين عن تجربتهم المتعلقة بهذه المسألة، ويمكن إثارة الموضوع ضمن إطار عام متعلق بالقبول الاجتماعي لعلاجهم الدوائي مثل هل تواجه أية مشكلات متصلة بتناول الدواء في المدرسة؟ أو ما هو موقف أصدقائك والطلبة الآخرين من ذلك؟ أو هل طلب أحد منهم الدواء منك؟ وتعتبر هذه القضايا ميداناً آخر ينبغي على الوالدين والعياديين الاستفادة منه لتقديم إرشاد مسبق.
وربما يكون ذلك على شكل اتخاذ أدوار تمثيلية تركز على الاستجابات المناسبة في حالة محاولة أحدهم
طلب تناول دواء المراهق أو شراءه، ومن ناحية أخرى ينبغي على كل العياديين الذين يصفون هذه العقاقير الاحتفاظ بسجلات تجعلهم يعرفون عدد الوصفات الدوائية التي طلبت، وأما في حالة تقديم طلب الحصول على وصفة قبل الموعد المقدر، فيجب على العيادي التأكد من سلامة الوضع، إذ قد يقوم الوالد في بعض الأحيان بتناول العقار بنفسه، أو يقوم بتقديمه إلى أحد الإخوان، أو يحتمل وجود مشكلة في تناول الدواء في المدرسة لم يتم تفسيرها على نحو سليم.
وتزداد استخدام العقاقير المنبهة خلال السنوات الماضية، وخصوصاً بين المراهقين، وقد شملت معظم الدراسات المتصلة بتأثيرات العلاج الدوائي وأعراضه الجانبية على مدى السنين مراهقين صغار وأطفال في سن المدرسة، ومن دون تحليل المخرجات وفقاً للعمر، واستناداً للدراسات التي انحصرت بالمراهقين فقط يظهر أن نسبة الاستجابة الإيجابية لدى المراهقين تتشابه مع نسبة الأطفال الأصغر سناً.
وفي النهاية هناك صعوبة معينة في عقد مقارنات مباشرة، وذلك بسبب تباين معايير الاستجابة الإيجابية ودرجتها، وعلى أي حال ينبغي اعتبار المنبهات العلاج الدوائي الأولي بالنسبة للمراهقين المصابين باضطراب عجز الانتباه وفرط الحركة غير المعقد، ينبغي مراقبة التأثيرات للعلاجات التي توصف للمراهق؛ لأن بعضها قد ينجم عنها وفاة بسبب زيادة الجرعة من العقار أو استخدام العقارات مع بعضها.