الإبداع والقياس والنماذج الذهنية في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


تعبر كل من الإبداع والقياس والنماذج الذهنية في علم النفس عن وجهات النظر المعرفية على الاكتشاف العلمي، حيث تركز مناهج الاكتشاف العلمي بشكل على التبني والتعبير والتقييم الأولي للأفكار أو الفرضيات قبل الاختبار الدقيق، وليس على كيفية التفكير في فرضية أو فكرة جديدة والتي يمكننا معرفتها من خلال الإبداع والقياس والنماذج الذهنية.

الإبداع والقياس والنماذج الذهنية فر وجهات النظر المعرفية

لفترة طويلة كان الرأي السائد بين علماء النفس الاكتشاف العلمي هو أن الخطوة الأولى للاكتشاف هي قفزة غامضة حدسية للعقل البشري لا يمكن تحليلها أكثر، كما أن الروايات الأكثر حداثة للاكتشاف المستنيرة من علم النفس البيولوجي التطوري لا توضح كيفية تشكل الأفكار الجديدة.

ومنها فإن توليد الأفكار الجديدة يشبه الاختلافات العشوائية للعمليات المعرفية والتفكير، والتي يجب أن يتم فحصها من قبل العقل النقدي وتقييمها على أنها محايدة أو منتجة أو غير مجدية، ولكنها العمليات الرئيسية التي من خلالها يتم إنشاء أفكار جديدة تترك دون تحليل.

مع التقارب الأخير بين فلسفة العقل وعلم النفس المعرفي وزيادة تكامل البحث النفسي التجريبي، تم تقديم هذه العمليات لتحليل أوثق وشهدت الدراسات النفسية للإبداع زيادة في الاهتمام، حيث أن السمة المميزة لهذه الدراسات هي أنها تدمج التحليلات النفسية مع العمل التجريبي من العلوم المعرفية وعلم النفس وعلم الأعصاب القياسي.

لقد ميز المحللين أنواعًا مختلفة وخصائص مختلفة للتفكير الإبداعي ودرسوا سمات معينة بعمق ترتبط بالإبداع والقياس والنماذج الذهنية ومن زوايا جديدة، تشتمل الأبحاث النفسية الحديثة حول الإبداع على تحليلات مفاهيمية ومقاربات متكاملة تستند إلى افتراض أن الإبداع.

ويمكن ذلك أن يتم تحليلها وأن البحث التجريبي يمكن أن يساهم في التحليل، وهناك عنصران أساسيان للعمليات المعرفية المتضمنة في التفكير الإبداعي والتي كانت محور التحليل النفسي هما المقارنات والنماذج العقلية.

الإبداع والقياس والنماذج الذهنية في علم النفس

يتمثل كل من الإبداع والقياس والنماذج الذهنية في تفسيرات وتحليلات الاكتشاف العلمي لهذه المفاهيم، حيث أنه قدم العديد من الخصائص والأنواع لهذه المفاهيم، ويمكننا توضيحها من خلال ما يلي:

1- أنواع وميزات الإبداع

تسلط التعريفات العامة في الاكتشاف العلمي للإبداع الضوء على الحداثة أو الأصالة والأهمية أو القيمة باعتبارها سمات مميزة لفعل أو منتج إبداعي، حيث يمكن تمييز أنواع مختلفة من الإبداع اعتمادًا على ما إذا كان الفعل أو المنتج جديدًا بالنسبة لفرد معين أو جديد تمامًا.

تميّز عالمة النفس مارغريت بودن بين الإبداع النفسي والإبداع التاريخي، حيث أن الإبداع النفسي هو تطور جديد ومدهش ومهم للشخص الذي يأتي به، وعلى النقيض من ذلك فإن الإبداع التاريخي جديد جذريًا ومدهشًا ومهمًا يتم إنشاؤه لاقتراح المزيد من الفروق النظرية للاكتشافات والتجارب الحسية في علم النفس.

تحلل الدراسات النفسية السمات الشخصية والتصرفات السلوكية للأفراد المبدعين التي تساعد على التفكير الإبداعي، حيث أنهم يقترحون أن العلماء المبدعين يشتركون في سمات شخصية مميزة معينة، بما في ذلك الثقة والانفتاح والهيمنة والاستقلال والانطواء فضلاً عن الذاتية والعداء.

يقدم العمل النفسي حول الإبداع في فلسفة العقل والعلوم النفسية المعرفية تحليلات جوهرية للآليات المعرفية والعصبية المشاركة في التفكير الإبداعي، والتدقيق النقدي للفكرة الأساسية للإبداع العبقري كشيء غامض للغاية.

يهدف بعض هذا البحث إلى وصف السمات المشتركة بين جميع العمليات الإبداعية، الذي وفقًا له ينتج الإبداع من مجموعات التمثيلات، بينما تهدف الأبحاث الأخرى إلى التعرف على السمات المميزة للإبداع العلمي في علم النفس على عكس الأشكال الأخرى للإبداع، مثل الإبداع الفني أو الاختراع التكنولوجي الإبداعي.

2- القياس

يسلط العديد من علماء النفس الضوء على دور القياس في تطوير المعرفة الجديدة في علم النفس والاكتشاف العلمي، حيث يُفهم القياس على أنه عملية جلب أفكار مفهومة جيدًا في مجال واحد لتؤثر في مجال جديد وهناك مصدر مهم للفكر حول القياس هو مفهوم النماذج المعرفية والتشابهات في بناء النظرية وتطويرها، في هذا النهج التشابهات هي أوجه التشابه بين المجالات المختلفة.

يقدم بعض علماء النفس التمييز بين الفروقات الإيجابية والسلبية والمحايدة للقياسات النفسية وغيرها من القياس، فإذا أخذنا في الاعتبار العلاقة بين جزيئات الشيء ونموذج هذا الشيء سنجد خصائص مشتركة لكلا المجالين من حيث القياس الإيجابي، بالإضافة إلى الخصائص التي يمكن أن تُنسب إلى النموذج فقط ولكن ليس إلى المجال الهدف من حيث القياس السلبي.

في القياس تعتبر أكثر الخصائص إثارة للاهتمام هي خصائص النموذج التي لا نعرف عنها ما إذا كانت مقارنات إيجابية أم سلبية، هذه المجموعة من الخصائص هي التشبيه المحايد وهذه الخصائص هي خصائص مهمة لأنها قد تؤدي إلى رؤى جديدة حول المجال الأقل شهرة من خلال المعرفة المسبقة بالمعلومات المألوفة.

يقدم علماء النفس تحليلاً أكثر تفصيلاً لهيكل التفكير القياسي من خلال التمييز بين التناظرات الأفقية والعمودية بين المجالات، حيث أن التناظرات الأفقية بين المجالين تتعلق بالتشابه بين خصائص كلا المجالين، إذا أخذنا في الاعتبار الموجات الصوتية والضوئية فهناك أوجه تشابه بينهما، وهناك أيضًا علاقات بين الخصائص داخل مجال واحد مثل العلاقة السببية بين الصوت والنغمة العالية التي نسمعها هذه المقارنات هي تشبيهات عمودية وتمثل مفتاح بناء نظريات جديدة.

تلعب المقارنات عدة أدوار في عملية القياس من حيث الاكتشاف العلمي ودورًا في تطوير وتقييم النظريات العلمية، حيث طور بعض علماء النفس معايير لتقييم حِجَج القياس ومقارنات مهمة للغاية كانت مثمرة بشكل خاص لتقدم العلم، حيث يستكشف غالبية المحللين ميزات الآليات المعرفية التي يتم من خلالها تطبيق جوانب مجال أو مصدر مألوف على مجال هدف غير معروف من أجل فهم ما هو غير معروف.

3- النماذج الذهنية

في العلوم المعرفية الحالية غالبًا ما يتم استكشاف الإدراك العقلي البشري من حيث التفكير القائم على النموذج، حيث تعتبر نقطة البداية لهذا النهج هي الفكرة القائلة بأن الكثير من التفكير البشري، بما في ذلك التفكير السببي والاحتمالي وكذلك حل المشكلات يحدث من خلال النمذجة العقلية بدلاً من تطبيق المعايير المنطقية أو المنهجية على مجموعة من الافتراضات.

في الاستدلال المستند إلى النموذج الذهني يبني العقل تمثيلًا هيكليًا لعالم حقيقي أو موقف تخيلي ويتلاعب بهذه البنية، وفي هذا المنظور يُنظر إلى الهياكل المفاهيمية على أنها نماذج وابتكار مفاهيمي على أنه بناء نماذج جديدة من خلال عمليات النمذجة المختلفة.

في النهاية نجد أن:

1- الإبداع والقياس والنماذج الذهنية في علم النفس هي مجموعة من المفاهيم التي تتعلق بعملية الاكتشاف العلمي الحديث الذي يرتبط بالعمليات المعرفية.

2- يقوم البحث النفسي والاكتشاف العلمي بتمييز أنواع ومميزات الإبداع وكذلك عملية القياس ومجالاتها بالإضافة للنماذج الذهنية.

المصدر: علم النفس الاجتماعى أسسة النظرية وتطبيقاته العلمية، فاروق السعيد جبريل، 1987 مبادئ علم النفس، صابر خليفة، 2009مفهوم المنهج العلمي، يمنى طريف الخولي، 2021نظريات علم النفس، أحمد القبابجي، 1959


شارك المقالة: