الإعجاب الزائد بالطفل في الإسلام

اقرأ في هذا المقال


إن التعامل مع الأبناء بالإعجاب الزائد أكثر خطورة من القسوة والصرامة، إن الاهتمام في الرعاية والإعجاب والدلال الزائد للأبناء سينتج منهم أفراد غير قادرين على إيجاد علاقات وصلة اجتماعية مميزة وناجحة مع الأشخاص الآخرين، ولا يستطيع الطفل تحمل المسؤولية ومواجهة الحياة؛ لأنه لم يستطيع أن يكون له تجارب كافية ليتعلم ما يجب حتى يستطيع أن يعرف كيف يواجه الأحداث التي قد يتعرض لها.

الإعجاب الزائد بالطفل في الإسلام

إن القصد هنا لا يعني أن يفقد الآباء التعاطف مع الابن والرحمة به، ولا يمكن أن يحدث لأن قلب الوالدان مفطوران على حب أبنائهم، متصلان بالعواطف والروابط الفطرية لحمايتهم، والرحمة بالأطفال والشفقة عليهم والاهتمام بأمرهم، ولكن عاطفة الحب والإعجاب الزائد والدلال المبالغ به تصبح أحياناً سببًا رئيسيًا في تدمير الأبناء، حيث يتعامل الوالدان مع الابن بدلال وإعجاب زائد بحجة رقة قلبيهما ومحبتهما لأبنائهما مما يجعل الأبناء يعتقدون أن كل شيء غير ممنوع عنهم وكل شيء مسموح لهم؛ لأن هذا ما يجده في منزله الصغيرة.

ولكن إذا ما كبر الطفل وخرج إلى بيئته أوسع وهي المجتمع سيواجه القوانين والأنظمة التي تحاسبه إذا ارتكاب بعض التصرفات الخاطئة، وإذا تعود الطفل على الإعجاب الزائد من الوالدين سينمو عنده شعور الكبر والفوقية والثقة أنه أفضل من الجميع، ولا نطلب من الوالدين بأن ينزعوا من قلبيهما الرحمة بل على العكس فالرحمة من الضروريات ومطلوبة، ولكن بشكل متوازن وحذر، فيجب أن يكون لنا رسول محمد صلى عليه وسلم أسوة وقدوة في التعامل مع الأبناء.

عدم الثبات في المعاملة

وإن عدم الثبات في التعامل مع الأبناء له سلبيات في تأثير على سلوك الطفل، الأبناء يحتاجون أن يعلموا ما هو متوقع من تصرفات الآباء، لذلك على الوالدين أن يضعوا الأنظمة السهلة والقواعد في المعاملة معهم ويشرحها للطفل، وعندما يستجيب  الطفل لما يقوله الوالدين له فإنه سيصبح من الأكثر سهولة عليه اتباع هذه الأنظمة والقواعد ويجب مراجعة الأنظمة مع الأبناء في كل مرحلة ومناقشتها.

ولا ينبغي أن يتساهل  الوالدين يوما في تطبيق قانون معين ويتجاهله ثم يعودان اليوم الذي بعده للتأكيد على ضرورة تطبيق القانون نفسه؛ لأن هذا التصرف قد سبب الإرباك للأبناء وتجعلهم غير قادرين على التركيز على ما هو يمكن قبوله وما لا يمكن قبوله وفي بعض الحالات تكون الوالدة ثابتة في جميع الأوقات بينما يكون رب الأسرة عكس ذلك، وهذا الاختلاف بين الآباء والأمهات يجعل الطفل يقع تحت أثر نفسي كبير يدفعه لارتكاب  الكثير من الأخطاء.

المصدر: تربية الطفل في الإسلام، سيما راتب عدنان، 1997الطفل في الشريعة الاسلامية ومنهج التربية النبوية، سهام مهدي جبار، 1997مشاكل الطفل، محمد ايوب الشحيمي، 1994تربية الاولاد في الاسلام، عبدالله ناصح علوان، 1981


شارك المقالة: