علاج التنمر على الأطفال في الإسلام

اقرأ في هذا المقال


التنمر هو أحد أنواع العنف العدواني الذي يمارسه طفل أو أكثر ضد طفل آخر، ويسمى تنمر الأطفال، وجميع أنواع العنف مرفوضة في الدين الإسلامي.

أنواع التنمر

للتنمر أنواع كثيرة ومنها نشر الإشاعات والتهديد بأنواعه منها التهديد جسدياً أو لفظيًا، أو عزل الطفل في اللعب.

كلمة التنمر لا تعني الحرية بل هي التعدي على الآخر بإسم الحرية، والتنمر ليس فقط على الأطفال، بل وكذلك على جميع أفراد المجتمع دون استثناء، ويبدو أن الناس قد حصلوا على ترخيص لاستخدام حريتهم في الكلام مع إزعاج حرية الشخص الآخر.

يمكن أن تتراوح الآثار ليس فقط المرض النفسي فقط بل والمرض العقلي وإلى المحاولات الشديدة مثل الانتحار، ومن المؤكد أن هناك الكثير من الأطفال في المجتمع يتعرضون للتنمر، وأحيانًا قد يخذلهم أصدقاؤهم المقربون، لكن الشخص المتدين لا يكاد يعاني من التنمر؛ لأنه أقرب إلى الله ويعرف مخرجه.

التنمر الاجتماعي

مفهوم التنمر الاجتماعي هو من سلوك التنمر العدواني عاطفيًا، ويطلق عليه أيضًا العدوان غير المباشر أو العدوان العلائقي أو التنمر الخفي، وهذا شكل من أشكال التنمر الذي قد يكون من الصعب اكتشافه؛ لأنه يمكن أن يحدث خلف ظهر الطفل، أو يمكن أن يتخذ شكل الإحراج الواسع، ويلعب الإسلام دورًا مهمًا في منع هذا النوع من التنمر، بالإضافة إلى تقليل ميل الطفل للانخراط في دوائر التنمر مع أصدقائه.

ماذا يقول القرآن الكريم عن التنمر

إن كلام الله تعالى في كتابة العزيز يعالج التنمر، ويجب على الآباء أن يعلموا الآيات القرآنية لأطفالهم، لكي نحارب المتنمرين في المجتمع.

وعلى الطفل الذي يُمارَس عليه سلوك التنمر أن يتحلى بالصبر على ما يقولونه من حماقات، وأن يكون صبورًا ومتسامحًا مع كل ما يقولونه، وأن يبتعد بلطف ولا تجلس معهم حتى يتكلموا عن شيء آخر، بغض النظر عن مدى استفزازهم له بأي نوع من أنواع التنمر.

علاج التنمر في الإسلام

التنمر على أي مستوى مزعج، لذلك لا عجب في سبب الشعور بالغضب حيال مواقف التنمر، وهو بلا شك سلوك غير صحيح ولا ينبغي التسامح معه، والإسلام يعلمنا العديد من الطرق والوسائل التي يمكننا من خلالها التعامل مع هذا النوع من السلوك.

أولاً أن تتذكر أنك لست الشخص المسؤول أنت مسؤول فقط عن كيفية الرد على المتنمر، وأن الله سبحانه وتعالى يرى المواقف والسلوك ويحكم عليها بالنوايا والتصرفات، ويجب أن تضع في اعتبارك أن الله تعالى هو العادل، الذي أنزل قوانين الحساب والعقاب في القران الكريم والسنة النبوية الشريفة، لذلك عليك أن ترد بالطريقة الأنسب على الأقل.

وأمرنا الله تعالى في كتابه أن نرد على الشر بما هو أفضل، أو عدم الرد عليه على الإطلاق، وعدم الرد على إهانتهم ومقابلة السيئة بالحسنة، والتحلي بالصبر والتحكم في النفس وعدم الاستجابة لهم.

خاصة فيما يتعلق بصون اللسان الذي قال عنه رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم أنه من أصعب أجزاء الجسم للسيطرة عليه، عن طريق تذكر الله تعالى في المعاملة مع الناس، ويصبح هذا أسهل كثيرًا، ويجب كذلك أن نقرأ كيفية تعامل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مع المتنمرين، الذين آذوه  هو والمسلمون الأوائل من قبل أهل مكة في بداية دعوته.

ويمكننا اليوم أن نتعلم الكثير ونحصل على الكثير من القوة من حياة الرسول والصحابة رضوان الله عليهم، كما ذكر الله تعالى على حرمة التنمر في كتابه العزيز في كثير من المواضع.

قال الله تعالى في كتابه العزيز: “يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون” الحجرات.

الإسلام دين الإنسانية وهو الذي يحمي حقوق الطفل الإنسانية جمعها، ولهذا أكد الله تعالى وبشدة على سلوك البشر في التعامل مع الآخرين، وعدم الإساءة للآخر تحت أي ظرف، فهذا ليس من الشريعة الإسلامية، فدين الإسلام دين الأخلاق ودين العدل ودين العطف على الآخرين.

ويجب على كل فرد في المجتمع توعية الأطفال إلى مخاطر التنمر والانعكاسات السلبية على الفرد والأسرة والمجتمع وعلى الأمة الإسلامية، وعلى شخصية الطفل الإسلامي، فالشريعة الإسلامية تنمي طفل ذو شخصية قوية واثقة من قدراتها، قادرة على بناء المجتمع.


شارك المقالة: