السفر الافتراضي عبر الزمن كعلاج نفسي

اقرأ في هذا المقال


العلاج النفسي باستعمال تقنية العالم الافتراضي تعد تقنية عصرية، وتستند على انخراط المريض النفسي في عالم افتراضي تُمثل التجربة المرضية له عن طريق استعمال نظارة خاصة، إذ ينتقل المصاب لعالم افتراضي مهيئ، يقوم المصاب بالتفاعل معها تساعده في التغلب المرض النفسي، مثل الفوبيا والقلق واضطراب ما بعد الصدمة، مما يوفر له فرصة مميزة لخوض تجربة يتخلص من خلالها على مرضه.

تقنية السفر الافتراضي عبر الزمن كعلاج نفسي

تساعد هذه التقنية المريض النفسي على مواجهة مرضه من غير تعريض حياته للخطر؛ مثلاً الشخص الذي يشتكي من التوتر والقلق من الأماكن المغلقة أو المرتفعة أو الشخص الذي يشتكي من رهاب الحيوانات فعن طريق استخدام النظارة الخاصة بالعالم الافتراضي يمكن توفير بيئة مشابهة تجعل المصاب يحاكي الموقف والتغلب على مخاوفه بشكل سهل.

أيضاً إذا كان المصاب يشتكي من ذكريات صعبة ومؤلمة فإنه من خلال هذه التقنية تستطيع نقل المصاب عبر الزمان ومواجهته بذكرياته القاسية عن طريق العودة بالمصاب إلى حيث تأثر نفسياً، وبعدها مواجهة الحدث الذي أثّر عليه بصورة سلبية والقضاء عليه.

وأيضاً استعمال هذه التقنية في العلاج النفسي توفّر تكاليف مالية على المصاب وأسرته، مثلاً إذا كان المصاب يشتكي من خوف ركوب الطائرة فليس من السهل خوض معه التجربة على أرض الواقع نتيجة ارتفاع تكاليف السفر بالطائرة، وإنما من خلال النظارات الخاصة بهذه التقنية، يمكن جعل المصاب يركب طائرة بصورة افتراضية، ويتغلب من خلال ذلك على مشكلته.

من الممكن استعمال هذه التقنية لمساعدة الشخص لمواجهة الخبرات المؤلمة والتغلب عليها، إذ كان لهذه التقنية تأثير عاطفي على المشاركين، وكلما ازداد شعور المشاركين بوهم السفر إلى الوارء عبر الزمن، كان إحساسهم الأخلاقي يزداد.

وفي هذا العالم الافتراضي، بإمكان المشاركين التحرك والمشي بصورة مماثلة لما يقومون به في الحياة الواقعية، حيث أوضحت دراسات أن الأشخاص يكونون متعلقين بشكل كبير مع ذواتهم الافتراضية، فإنه في الواقع الافتراضي يكون نظام الإدراك الحسي الدماغي في أقل مستوياته، وهذا يجعل الشخص لا يمكنه التفريق بين العالم الافتراضي والواقعي.

ولهذا يعمل الدماغ باعتبار ما يشاهده ويسمعه في العالم الافتراضي المحيط على أنه شيء مؤمن به، واستناداً على هذا فإذا ما واجه أحد الأشخاص تجربة هذه التقنية، فإن ذلك سوف يترك انطباع لديه بأن الماضي يمكن تغييره، وأن القرارات القديمة لا تهم؛ لأنه يمكن تعديلها.

ومن هنا تبين للباحثون بأن هذه التقنية، قد تساعد الأشخاص في التغلب على الاضطرابات النفسية التي تطهر بعد الصدمة، أو على إعادة تقييم قراراتهم السلبية السابقة.

على الرغم من أهمية هذه التقنية، إلا أنها تشمل بعض المشاكل السلبية، فإن العلاج بالرجوع إلى الزمن قد يساعد الأشخاص على اتخاذ قرارات أفضل في المستقبل ويمكن أن يساعدهم تقييم قراراتهم غير الصحيحة التي اتخذوها في السابق، ولكنه على الجهة الأخرى يجعلهم يخوضون بتجربة مقنعة للغاية، لمستوى أنها يمكن أن تقنعهم بأنهم بإمكانهم تغيير الماضي، وهذا ممكن أن يكون له آثار سلبية لم يتم استكشافها بعد.

وما زال من المستحيل العودة عن الأمور التي حدثت بالفعل، إلا أن نتائج هذه الدراسة قد أشارت بأن هذه التقنية يمكن استخدامها بصورة مفيدة لجعل الأشخاص أكثر تقبل لأخطائهم القديمة، فضلاً عن جعلهم يتخذون قرارات أفضل في المستقبل.


شارك المقالة: