السمات الشخصية النفسية التي تخمن وجود مرض عقلي

اقرأ في هذا المقال


لقد وجدت الأبحاث بأن الأشخاص المصابين في العصاب لديهم بنية وراثية مشابهة لأولئك الذين يشتكون من الاكتئاب والقلق، ويدرك علماء النفس بأن الشخصية قد تؤثر في الصحة العقلية، مثلاً يتسبب السعي إلى المثالية للإصابة بالاكتئاب السريري واضطرابات القلق، وإنما العلاقة بين بعض سمات الشخصية والأمراض النفسية لا زالت غير واضحة بشكل كامل.

السمات الشخصية النفسية التي تخمن وجود مرض عقلي

هناك دراسة تمكنت من أخذ هذا الارتباط خطوة إضافية إلى الأمام، إذ تشير النتائج إلى أن الصفات الشخصية والمرض العقلي متصلان، ولديهم تأثيرات أساسية متبادلة على المستوى الجيني، وبعبارة أخرى فعندما تكون الصفات الشخصية الوراثية ظاهرة إلى الحد الأقصى حسب العمر، فإن المصائب أو غيرها من خبرات الحياة، قد تحول هذه الصفة الإيجابية لدى الشخص إلى مرض عقلي.

ووجدت دراسة بأن هناك تداخل وراثي بين الشخصية والأمراض النفسية، فبعض المتغيرات الجينية التي تؤثر على الشخصية والتي تلعب دور أيضاً في مخاطر الإصابة بالأمراض العقلية، وبهذا يمكن أن تعد الأمراض العقلية بأنها تحول مفرط التطرف لصفات الشخصية.

وجد الباحثون أن الأماكن التي فيها اختلافات جينية وجد فيها العصابية وهي سمة تترتب على كون الشخص عرضة بأن يكون أكثر مزاجية وقلق وحزن وغيرها من أنماط التفكير والمشاعر السلبية، كانت ذات المناطق التي فيها اختلافات وإصابة الشخص بالاكتئاب واضطراب القلق العام.

عندما حدد علماء النفس في الماضي العلاقة بين العصاب والاكتئاب واضطرابات القلق، فإن التداخل الجيني بين صفات الشخصية والاضطرابات العقلية لم يظهر بعد، ويبدو بأنه عندما تصبح الصفة سائدة جداً أو غير صحية، فإنها يمكن أن تتحول إلى اكتئاب.

ففي بعض النواحي، لم تكن هذه النتيجة مستهجنة، وذلك لأن البيانات السريرية والسلوكية كانت قد أكدت في السابق وجود صلة بين سمات الشخصية والأمراض النفسية، بالتحديد بين صفة العصاب والاكتئاب المفرط والقلق، ولكن مع ذلك، فإنه من المثير للانتباه أن تكون هذه الصلة لديها مثل هذا الأساس الجيني الواضح.

بالإضافة أن التحليل وجد كذلك النمط الجيني الذي تم فيه تحديد وجود سمة العصابية يتضمن أيضاً على الجينات التي ترتبط بالمناعة والجهاز العصبي، مما يوحي بأن العصابية يمكن أن تتعلق بمخاطر صحية جسدية كذلك، إذ تعبر هذه المنطقة مركز محتمل للسرطان والاضطرابات العصبية النفسية التنموية.

الانفتاح واضطرابات الشخصية

وتم ملاحظة وجود تشابه متطابق بين سمة الانفتاح واضطراب نقص الانتباه والنشاط الزائد، وبين الانفتاح وانفصام الشخصية والاضطراب الثنائي القطب.

وتوفر الصلة بين سمة الانفتاح ومرض انفصام الشخصية والاضطراب الثنائي القطب، مجال مفيد للنقاش حول المرض العقلي الذي يخلق الإبداع، فالانفتاح على الخبرات وهي سمة تتضمن المجازفة، والفضول المعرفي والخيال والفنون هي من أول سمات الشخصية التي تتنبأ بوجود ابتكار علمي وفني لدى الشخص.

كما أن الانفتاح والاضطرابات الذهانية يرتبطان مع الإبداع والابتكار، وأيضا مع زيادة نشاط هرمون السعادة، فقد وجدت دراسة  أن أنظمة الدوبامين لدى الأشخاص الأصحاء البالغين ممن لديهم درجة عالية من الإبداع تكون مماثلة إلى حد ما مع تلك الموجودة في أدمغة الأشخاص المصابين بالفصام.


شارك المقالة: